عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 03-11-2011, 11:48 PM
الصورة الرمزية م / على مدكور
م / على مدكور م / على مدكور غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
الدولة: مصر
المشاركات: 796
معدل تقييم المستوى: 14
م / على مدكور is on a distinguished road
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

قمت بفضل الله في رأس الموضوع وبصورة مختصرة و سريعة بتوضيح أسباب قيام الثورة

والآن أجيب على النقطة الثانية وهي "من الذي قام بالثورة ومن أنجح قيامها ؟؟ "
مع بعض تعليقات وتحليلات حول بعض الأحداث

الحقيقة .. أن بطل الثورة المصرية الحقيقي هو الشعب التونسي
فلم يكن ثمة أمل أن ينهض هذا الشعب بهذه الطريقة وبهذا الحشد المهول ليخلع هذا الطاغوت اللامبارك
فإن أحداثا جساما وأهوالا عظاما حدثت وتحدث ولا يحرك لها أحدا ساكنا .. خشية ملاقاة المصير المعروف المحتوم لكل من تسول له نفسه الاعتراض
حتى أدركهم – شلة النظام - الغرور القاتل والطمأنينة المطلقة .. فانطلقوا يعيثون في البلاد والعباد فسادا وإفسادا
حتى أخذهم الله على حين غرة
فثورة تونس وصمودها حتى هروب بن علي .. بعث دماءُ جديدة في شعوب المنطقة بأسرها
وجعلها تدرك أنها قوية وقادرة على هزيمة الديكتاتوريات .. وذلك بقليل من التضحية والصمود

ولم يكن هناك ثمة ما يمنع من استنساخ الثورة التونسية هنا في مصر .. ولكن على الطريقة المصرية الضاحكة أو الفكاهية
فقط جهة تقوم بالمبادرة وبتحديد الميعاد
وقد نالت مجموعة "كلنا خالد سعيد" قصب السبق في ذلك
فحددت الموعد وكان يوم عيد الشرطة المصرية 25 يناير
ورغم أن الأنظمة العربية قد عقدت لقاء قمة بشرم الشيخ بعد هروب بن علي للتشاور حول هذا الحدث وبذل الجهود في منع استنساخه من قبل شعوبهم .. إلا أن " قمة تونس كانت أعلى صوتا من قمتهم " ولعلهم تواصوا فيما بينهم بدعم بعضهم البعض إذا ما تكرر هذا الأمر في بلد أحدهم
وهذا يفسر استماتة الأردن والسعودية في مؤازرة مبارك حتّى آخر نفس .. بل وتهديد أمريكا ألا تقف مع الشعب ضد مبارك
بل وبلهجة لم نعتد أن تخاطب بها الأنظمة العربية أسيادهم الأمريكان !!

ظلت الدعوة للخروج للتظاهر .. بلا خطة واضحة معلن عنها حتى صباح يوم التظاهر .. ثم نشرت خريطة التحركات وموعد الخروج في نفس يوم التظاهر



والحق أقول .. أن ثمة مآخذ دارت بخلدي بهذا الشأن وأنا أتابع أخبار اللإعداد والتحرك
منها عدم وجود خطة واضحة وثانيها الاستعجال في تحديد يوم التظاهر وعدم التريث ليعرف بالموعد أكبر عدد ممكن
والثالث كثرة البؤر التي ستبدأ منها التظاهرات مما يعني تبديد قوتهم

إلا أنني تأملت مرة أخرى فوجدت أن ما حدث كان هو الأفضل .. سواء قصد المنظمون والداعون ذلك أم لم يقصدوا
فعدم وجود خطة واضحة أربك زبانية مبارك وجعلهم هم أيضا في وضع عشوائي وبلا خطة مضادة واضحة
وأما الاستعجال فقد كان في مصلحة الثورة .. فلم تتوفر لهم – جنود فرعون - الفرصة لمحاولات إجهاضها , وأما كثرة البؤر التي انطلقت منها التظاهرات وعدم الانطلاق من بؤرة واحدة فقد تسبب في تجميع أكبر عدد ممكن .. هذا من جهة ومن جهة أخرى شتت وفتت قوة الشرطة
وأخطا السفاح العادلي خطأ قاتلا عندما استنفر الشرطة بكل قوتها ولم تكن هناك ورديات للمواجهة وقوات احتياطية للمبادلة مما تسبب في انهيار مقاومة الشرطة للمتظاهرين في جمعة الغضب .. والتي أخذت المظاهرات فيها صورة أخرى وتحولت إلى انتفاضة الشعبية

والثورة لم تكن في مبدأها ثورة بل كانت دعوة للتظاهر .. ولم يكن على قائمة مطالبها إسقاط النظام .. بل بعض مطالب بخصوص إقالة العادلي وإلغاء حالة الطوارئ وحل مجلسي الشعب والشورى وقضية التوريث وغير ذلك من المطالب التي لا ترقى بحال إلى رأس النظام
فلم يكن ذلك في تطلعات الداعين للتظاهرات أو لم يجرؤ أحد بالإعلان عن ذلك قبل قيام المظاهرات .. فقد خشي المنظمون والداعون للتظاهرات من الفشل .. وعدم استجابة الشعب .. كما هي العادة
إلا أنه مع قيام التظاهرات وتزايد أعدادها واحتدام المواجهة وخاصة في السويس ولجوء النظام إلى العنف .. أذهب الخوف عن المتظاهرين واكتشفوا أنهم قادرون على المواجهة وقادرون على الصمود .. فاعتلى مطلب رحيل مبارك قائمة المطالب
فلم يعد يجدي بعد ذلك أن يخرج مبارك – بكرمه المعهود - على ثلاث مرات متتاليات خلال فترة الانتفاضة .. يتكرم على المتظاهرين في كل مرة بتقديم بعض الخدع والحيل السياسية – المعهودة أيضا –

شارك في التظاهر .. جميع طوائف الشعب .. وإن كانت بعض الفئات قد تأخرت لأسباب – سنعود لاحقا لنقاشها – لكن في جمعة الغضب كانت كل طوائف الشعب في الشوارع .. طبعا فيما عدا أرباب السلطة والمال ورؤوس النظام الفاسد على مستوى المؤسسات جميعها
تواجدت حركات المعارضة الحرة الغير رسمية .. كفاية و كلنا خالد سعيد و شباب 6 أبريل و الجبهة الوطنية للتغيير
وعلى أكتاف هؤلاء بدأت المظاهرات
طبعا اختفى الإخوان والسلفيون والنصارى والأحزاب الرسمية الكرتونية - ما عدا حزب الغد - عن بداية المشهد ومن زعم غير ذلك منهم فهو كذاب ولا يعني تواجد البعض منهم بصورة فردية – إن تواجدوا - أنهم تواجدوا من البداية .. لأن بعضنا سيسمع من بعض هؤلاء أنهم أصحاب الفضل وأنه لولاهم لما كان ما كان
وطبعا لم يكن لهذه الطوائف مجتمعة أن تغير من واقع الأمر شيئا لولا المشاركة الشعبية الهائلة .. وهذه الانتقاضة الشعبية هي التي أفشلت مقاومة النظام وأحرقت له جميع أوراقه التي لعب بها مع المتظاهرين

فملخص ما قلت أن الثورة التونسية هي صاحبة الفضل الأول والحقيقي – بعد فضل الله الذي يعلو كل فضل – التي كسرت حاجز الخوف لدى الشعب ثم مجموعة خالد سعيد التي ابتدرت تحديد الموعد ثم حركات المعارضة الغير رسمية التي أطلقت شرارة البدء ثم الانتفاضة الشعبية التي أكسبت الثقة ثم بعض الطوائف كجماعة الإخوان وحركات المعارضة الحرة وبعض الشباب المستقل وبعض الاتجاهات السلفية التي كفلت الصمود

وللحديث بقية


رد مع اقتباس