هذه الرسالة تفيد أنك غير مسجل .

و يسعدنا كثيرا انضمامك لنا ...

للتسجيل اضغط هـنـا

 
منتدى الهندسة الكهربية



الإهداءات


إضافة رد
  #21  
قديم 01-27-2011, 01:53 PM
الصورة الرمزية م / على مدكور
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
الدولة: مصر
المشاركات: 796
معدل تقييم المستوى: 14
م / على مدكور is on a distinguished road
افتراضي

عالج نفسك بالقرآن
أول دراسة علمية موثقة حول العلاج بالقرآن الكريم
"كيف تعالج نفسك من دون معالج"


بقلم عبد الدائم الكحيل
www.kaheel7.com

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ * قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ
[يونس: 57-58]


نرجو المساهمة في إرسال هذا الكتاب لأصدقائكم وأحبتكم في الله
قبل أن نبدأ لا بد أن ندرك هذه النقاط:
* إن العلاج بالقرآن لا يعني أبداً أن نتخلى عن الطب الحديث، بل إن الاستفادة من الأبحاث الطبية ووسائل العلاج الحديثة هي سنَّة نبوية لقوله عليه الصلاة والسلام: (تداووا عباد الله!)، فهذا الأمر النبوي الصريح يحضنا على الاستفادة من أي وسيلة علاجية ممكنة.
* إن هذا الكتاب يزودك بمعلومات جديدة يجهلها كثير من الإخوة القراء، ويصحح نظرة الكثير إلى موضوع العلاج بالقرآن، وهو محاولة لوضع الأساس العلمي الصحيح لعلم الشفاء بالقرآن.
* لقد أثبتت المشاهدات أن القرآن هو خير علاج للمؤمن، وقد استفاد منه ملايين البشر، ومن الخطأ أن نهمل هذا العلاج لأن الاعتماد على الطب وحده قد يضيع الخير الكثير، وإن تجربتك هذا العلاج ليس فيها أي خسارة أو ضرر!
* العلاج بالقرآن هو علاج مجاني لن يكلّفك شيئاً، وهو علاج بدون آثار جانبية، وهو متوافر في أي لحظة وفي أي مكان أو ظرف.
* العلاج بالقرآن ليس مجرد علاج أو شفاء من مرض ما، بل هو شفاء ورحمة وتربية وسعادة وقرب من الله، وهو طريقك للنجاح في الدنيا والآخرة، بل إن العلاج بالقرآن إعادة شاملة وبرمجة متكاملة لحياتك وجسدك ونفسك وروحك....
كلمة لابد منها
أحبتي في الله! لقد جرَّبتُ العلاج بالقرآن في مختلف الظروف والمشاكل والمصاعب والأمراض، فوجدته أفضل وسيلة علاجية لأي مرض كان. لقد كان القرآن حاضراً في كل لحظة من حياتي.
ففي حالة المرض كنتُ أقرأ القرآن وأستمع إليه فيهيئ لي الله وسائل الشفاء العاجل، مهما كان نوع المرض. وحيث تعجز جميع الوسائل عن منحي السعادة، كان القرآن يمنحني السعادة حتى في حالة المرض! فلا أشعر بأي همّ أو حزن أو ملل.
وفي حالة التعرض لمشكلة صعبة الحل، كان القرآن يزودني بطاقة هائلة على الصبر وتحمل المصاعب والرضا بالواقع وعلاج الأمور بالحكمة والتأني.
وعندما كنتُ أواجه موقفاً صعباً، كان القرآن يعينني على اتخاذ القرار الصحيح دائماً.
وحتى العادات السيئة وضعف الشخصية والمخاوف أو الخوف من المواجهة أو الخوف من المستقبل، كان القرآن يمنحني القدرة على إزالة التوتر النفسي والخوف، بل إن القرآن يمنحك القوة في كل شيء. فهل تجرِّب معي هذا العلاج الرائع؟!

ملخص البحث
يهدف هذا البحث إلى وضع الأساس العلمي للعلاج بالقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وبالتالي إثبات جدوى العلاج بالقرآن من الناحية العلمية والطبية. فقد ظهرت حديثاً بعض الطرق البديلة للعلاج فيما يعرف بالطب البديل، وإحدى هذه الطرق تسمى علمياً "العلاج بالصوت"sound healing حيث أثبت العلماء أن كل خلية من خلايا الدماغ تهتز بتردد محدد، وأن هنالك برنامجاً دقيقاً داخل كل خلية ينظّم عملها طيلة فترة حياتها، ويتأثر هذا البرنامج بالمؤثرات الخارجية مثل الصدمات النفسية والمشاكل الاجتماعية.
ولذلك فإن هذه الخلايا لدى تعرضها لمثل هذه التأثيرات سوف يختل عمل البرنامج الخاص بها مما يؤدي إلى الاضطرابات المختلفة، وقد يؤدي إلى خلل في نظام عمل الجسم بالكامل فتظهر الأمراض على أنواعها النفسية والعضوية.
ويؤكد بعض الباحثين أن أفضل وأسهل طريقة لمعالجة معظم الأمراض يكون بإعادة برمجة هذه الخلايا، أو بعبارة أخرى إعادة التوازن لها وتعديل اهتزازاتها إلى الحدود الطبيعية، لأنهم وجدوا أن الخلية المتضررة تكون أقل اهتزازاً من الخلية السليمة. ومن هنا يحاول العلماء البحث عن الذبذبات الصوتية الصحيحة التي تؤثر لدى سماعها على الخلايا المتضررة، وتعيد التوازن إليها، ولا تزال التجارب العملية جارية حتى اليوم.
ولكن علماء الغرب يعتمدون على العلاج بالموسيقى وأصوات الطبيعة والذبذبات الثابتة فهذا ما لديهم. وهنا يأتي دور العلاج بالقرآن الكريم والأدعية المأثورة، وكما نعلم فإن الصوت يصل إلى الدماغ من خلال الأذن والصوت هو عبارة عن ذبذبات، وعندما يستمع المريض إلى تلاوة الآيات فإن الذبذبات القرآنية التي تصل إلى دماغه تحدث تأثيراً إيجابياً في اهتـزاز الخلايا فتجعلها تهتز بالترددات المناسبة التي فطرها الله عليها. لأن القرآن يتميز بتناسق فريد من نوعه لا يتوافر في أي كلام آخر، يقول تعالى: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) [النساء: 82].
ولذلك فإن العلاج بالقرآن هو أفضل وأسهل طريقة لإعادة التوازن للخلية المتضررة، فالله تعالى هو خالق الخلايا وهو الذي أودع فيها هذه البرامج الدقيقة، وهو أعلم بما يصلحها، وعندما يخبرنا المولى تبارك وتعالى بأن القرآن شفاء بقوله (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا) [الإسراء: 82]، فهذا يعني أن تلاوة القرآن لها تأثير مؤكد على إعادة توازن الخلايا.
ولذلك فإننا نرى كثيراً من الحالات التي استعصت على الطب مثل بعض أنواع السرطان، يأتي العلاج القرآني ليشفي هذه الأمراض بإذن الله، لأن العلاج بالقرآن ببساطة هو إعادة لبرمجة الخلايا في الدماغ لتتحكم بالعمليات الأساسية عند الإنسان وتعيد الجسم لحالته الطبيعية وتزيد من مناعته وقدرته على مقاومة هذه الأمراض، وبعبارة أخرى إن العلاج بالقرآن والرقية الشرعية هو عملية تنشيط خلايا الدماغ المسؤولة عن قيادة الجسم ورفع مستوى الطاقة فيها وجعلها تهتز بالطريقة الطبيعية.
ومن أهم نتائج هذا البحث إقناع المعارضين بأن العلاج بالقرآن له أساس علمي، وإقناع الأطباء بأن يستفيدوا من العلاج بالقرآن بالإضافة إلى أدويتهم، كذلك فإن مثل هذا البحث هو وسيلة لإقناع غير المسلمين بصدق كتاب الله تبارك وتعالى، وإثبات إعجاز القرآن من الناحية الطبية والنفسية.
وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا (الإسراء: 82)

مقدمة
الحمد لله الذي جعل كتابه شفاء ورحمة للمؤمنين، وصلى الله على من أرسله الله رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه وسلم. اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم. وبعد:
فمنذ آلاف السنين بحث الإنسان عن الشفاء في كل مكان وبكلّ الأساليب، فقد ظن بأن الشفاء في عبادة الآلهة، أو السجود للشمس، أو عبادة النار، أو التقرب من الأصنام ..... وغير ذلك من المعتقدات الخاطئة. ولكن عندما جاء النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم حدّد لنا المنهج السليم في التداوي، وأنزل الله عليه القرآن الذي جعله الله شفاء للمؤمنين.
وعلى مدى أربعة عشر قرناً كان العلاج بالقرآن من الأمور البديهية لدى المسلمين، يعالجون به أي مرض يتعرضون له إيماناً منهم بقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) [يونس: 57].
وبعد التطور الكبير لأساليب العلاج الطبية والتي تعتمد على العلاج بالمواد الكيميائية، حقق الأطباء نجاحات مبهرة في مختلف ميادين الطب، وأصبح أطباء المسلمين في معظمهم بعيدين عن أسلوب العلاج بالقرآن الكريم والرقية الشرعية. فعلم الطب جاءنا من علماء الغرب وهم أناس ماديون لا يؤمنون بوجود خالق لهذا الكون، ويردّون أي ظاهرة إلى الطبيعة.
ولذلك فقد تأثر أطباؤنا المسلمون بهذه النظرة، ولم يعد لديهم الثقافة الشرعية التي تجعلهم يهتمّون بالعلاج بالقرآن، ومن هنا كان لابدّ ونحن نرى حقائق مؤكدة عن شفاء القرآن لحالات مستعصية مثل السرطان، أن نبحث عن الأساس العلمي للشفاء بالقرآن، وبعبارة أخرى: كيف يمكن أن يُشفَى المريض بمجرَّد تلاوة بعض الآيات القرآنية؟
وما هي العمليات التي تحدث في داخله بدقة؟ والهدف من ذلك هو محاولة لوضع الأساس العلمي للعلاج بالقرآن عسى أن نقنع أطباءنا بهذا الأسلوب القوي في علاج أشد الأمراض خطورة.
وسوف نرى بأن القرآن الكريم له تأثير مذهل على جميع أجهزة الجسم وأهمها النظام المناعي، وسوف نثبت أن قراءة الآيات القرآنية يؤدي إلى زيادة مناعة الجسم بصورة كبيرة، وأيضاً يؤدي إلى إعادة التوازن لنظام عمل الخلايا، وبخاصة خلايا الدماغ والقلب.
ويمكن القول إن هذا البحث هو بمثابة برهان ودليل على أن إعجاز القرآن لا يقتصر على علوم البلاغة والكون والتشريع، بل هنالك إعجاز شفائي، أي هنالك خاصية أودعها الله في آيات كتابه وهي عبارة عن معلومات عندما تصل إلى دماغ المستمع فإنها تعيد برمجة الخلايا وتغذيها بالتعليمات الصحيحة لتقوم بعملها على أكمل وجه.
فالدماغ والقلب عضوان سخرهما الله تعالى لنا وأودع فيهما أسراراً كثيرة، وجعل القلب موجِّهاً للدماغ في عمله، بل إن العلماء كشفوا وجود خلايا عصبية معقدة في القلب تؤثر على الجسد كاملاً.
وربما نتذكر حديث النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم عندما أكد لنا أن الجسد يحوي مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب.
وإن الاستماع إلى القرآن يؤدي إلى تنشيط عمل القلب واستقراره وإزالة التوتر والاضطراب، وبالتالي اطمئنان القلب وهو ما ينعكس على عمل بقية أجهزة الجسم.

يتألف الدماغ البشري من أكثر من تريليون خلية، وقد صمَّم الله هذا الدماغ بشكل معجز، حيث تجري في داخله العمليات الضرورية التي تسيِّر الجسم وتحافظ على توازنه وحالته الصحيحة، وإن أي خلل في الجسم يعني وجود خلل ما في الدماغ.

تظهر هذه الصورة الخلايا العصبية داخل القلب، وهي خلايا معقدة جداً لم يعرف العلماء حتى الآن طريقة عملها، ولكن هذه الخلايا مسؤولة عن تخزين المعلومات وتحميلها لخلايا الدم وبثها لكافة أنحاء الجسم، وبالتالي فهي أشبه بذاكرة الكمبيوتر التي لا يعمل بدونها. المرجع: معهد رياضيات القلب الأمريكي.

ولنبدأ بهذا السؤال: لماذا لا يقتنع بعض الناس بهذا العلاج؟
إن عدم اقتناع بعض الناس بالعلاج بالقرآن هو عدم وجود الأساس العلمي المادي لهذا العلم، ويمكن أن نطرح السؤال على الشكل التالي: عندما يستمع المريض إلى القرآن ماذا يحدث في داخله من عمليات دقيقة تؤدي إلى الشفاء؟ في البداية دعونا نسأل سؤالاً آخر: ما هو العلاج بالقرآن؟
إنه عبارة عن آيات تُتلى على المريض بالإضافة إلى الأدعية المأثورة، والتي نكررها عدداً من المرات حتى يحدث الشفاء بإذن الله تعالى. إذن الشيء الذي يؤثر في المريض هو تلاوة القرآن، والتلاوة القرآنية تتألف من شيئين، الصوت الذي يتكلم به المعالج، والمعاني التي تحملها الآيات. وسوف نثبت من خلال الفقرات الآتية إن شاء الله أن الصوت له تأثير قوي جداً على خلايا الجسم، ونثبت أيضاً أن أفضل تأثير للعلاج بالصوت هو كلام الله تعالى.
تأثير الصوت
في البداية عندما نتأمل هذا الكون من حولنا فإننا نلاحظ أن كل ذرة من ذراته تهتز بتردد محدد، سواء كانت هذه الذرة جزءاً من معدن أو ماء أو خلية أو غير ذلك، إذن كل شيء في هذا الكون يهتز، وهذه حقيقة علمية لا ريب فيها.
إن وحدة البناء الأساسية للكون هي الذرة، ووحدة البناء الأساسية لأجسامنا هي الخلية، وكل خلية من خلايا جسدنا تتألف من بلايين الذرات، وكل ذرة طبعاً تتألف من نواة موجبة تدور حولها إلكترونات سالبة، وبسبب دوران الإلكترونات يتولد حقل كهربائي ومغنطيسي، وهذه الحقول أشبه بالحقول التي يولدها المحرك أثناء دورانه.

تتألف الذرة من جسيمات متوضعة في النواة تهتز بشكل دائم، وتدور حولها مجموعة من الإلكترونات في مدارات وهي تهتز أيضاً، والذرة تهتز أيضاً، وتنشر حولها مجالاً كهرطيسياً.
إن السرّ الذي يجعل دماغنا يفكر هو وجود برنامج دقيق داخل خلايا الدماغ، هذا البرنامج موجود في كل خلية ويمارس مهمته بدقة فائقة، حيث إن أقل خلل في عمل هذا البرنامج سيؤدي إلى خلل يظهر على بعض أجزاء الجسم. وسوف يصبح هناك عدم توازن.
إذن العلاج الأمثل هو إعادة التوازن لهذا الجسم. وقد اكتشف العلماء أن خلايا الجسم تتأثر بمختلف أشكال الاهتزازات، مثل الأمواج الضوئية والأمواج الراديوية والأمواج الصوتية وغير ذلك.
ولكن ما هو الصوت؟
طبعاً نعلم أن الصوت عبارة عن موجات أو اهتزازات تسير في الهواء بسرعة تبلغ 340 متراً في الثانية تقريباً، ولكل صوت من الأصوات هناك تردد معين، ويتراوح المجال المسموع للإنسان من 20 ذبذبة في الثانية إلى 20000 ذبذبة في الثانية .
وتنتشر هذه الأمواج في الهواء ثم تتلقّاها الأذن، ثم تنتقل عبر الأذن حيث تتحول إلى إشارات كهربائية وتسير عبر العصب السمعي باتجاه اللحاء السمعي في الدماغ، وتتجاوب الخلايا معها ومن ثم تنتقل إلى مختلف مناطق الدماغ وخصوصاً المنطقة الأمامية منه، وتعمل هذه المناطق معاً على التجاوب مع الإشارات وتترجمها إلى لغة مفهومة للإنسان.

الصوت هو عبارة عن موجات تنتشر في الهواء، وهذه الموجات هي عبارة عن ترددات أي اهتزازات تحرك الهواء، تدخل الترددات الصوتية عبر الأذن وتحرك طبلة الأذن ثم تنتقل إلى العظيمات ومن ثم إلى العصب السمعي وتتحول إلى ترددات كهرطيسية يتلقاها الدماغ ويحللها ويعطي أوامره للجسم ليتفاعل ويتجاوب معها.
وهكذا يقوم الدماغ بتحليل الإشارات ويعطي أوامره إلى مختلف أجزاء الجسم ليستجيب لهذه الإشارات. ومن هنا نشأ علم العلاج بالصوت باعتبار أن الصوت اهتزاز، وخلايا الجسم تهتز، إذن هناك تأثير للصوت على خلايا الجسم، وهذا ما وجده الباحثون حديثاً. ففي جامعة واشنطن وجد العلماء في أواخر القرن العشرين أن كل خلية من خلايا الدماغ لا يقتصر عملها على نقل المعلومات بل هي عبارة عن حاسوب صغير يقوم بجمع البيانات ومعالجتها وإعطاء الأوامر باستمرار وعلى مدار الساعة.

تبين أن الدماغ يحوي أكثر من تريليون خلية، وكل خلية هي بمثابة جهاز كمبيوتر شديد التعقيد، وتعمل جميعها بلا توقف وبلا أخطاء. ويؤكد العلماء أن الخلية هي معجزة من معجزات الطبيعة، ونحن نقول إن الخلية معجزة من معجزات الخالق سبحانه وتعالى، وتصوروا لو أن جهاز الكمبيوتر بقي بلا صيانة ماذا سيحدث له؟ كذلك خلايا الجسد تحتاج لصيانة وصيانتها تكون بذكر الله، لأن القلوب تصدأ ولا يجلوها إلا تلاوة القرآن وذكر الله تعالى.
ويقول أحد الباحثين في الجامعة المذكورة وهو الدكتور Ellen Covey إننا للمرة الأولى ندرك أن الدماغ لا يعمل كحاسوب كبير، بل هنالك عدد ضخم جداً من الكمبيوترات تعمل بالتنسيق مع بعضها، ففي كل خلية هنالك جهاز كمبيوتر صغير، وهذه الكمبيوترات تتأثر بأي اهتزاز حولها وبخاصة الصوت .
ولذلك يمكن القول إن خلايا كل جزء من أجزاء جسم الإنسان تهتز بترددات محددة، وتشكل بمجموعها نظاماً معقداً ومتناسقاً يتأثر بأي صوت يحيط به.
وهكذا فإن أي مرض يصيب أحد أعضاء الجسم فإنه يسبب تغيراً في طريقة اهتزاز خلايا هذا الجزء، وبالتالي سوف يخرج هذا الجزء عن النظام العام للجسم ويؤثر على كامل الجسم.


صورة لخلايا إنسانية، وكل خلية من خلايا الجسم تهتز بنظام محدد، وإن أي مرض يصيب الجسم يحدث خللاً في هذا النظام المحكم. ويعتقد بعض الباحثين اليوم أن جميع الأمراض ما هي إلا أشكال لاهتزازات، فلكل خلية هناك اهتزاز محدد فطرها الله عليه، وعندما يحدث المرض يتغير هذا الاهتزاز وبالتالي نشعر بالمرض.
ولذلك فإن الجسم عندما يتعرض لصوت محدد فإن هذا الصوت سوف يؤثر على النظام الاهتزازي للجسم ويؤثر بشكل خاص على الجزء الشاذ ويقوم هذا الجزء بالتجاوب مع أصوات محددة بحيث يعيد نظامه الاهتزازي الأصلي.
وبكلمة أخرى يعود هذا الجزء إلى حالته الصحيحة لدى التأثير عليه بالترددات الصحيحة. هذه نتائج وصل إليها العلماء حديثاً، فما هي قصة هذا العلم، أي العلاج بالصوت؟
قصة العلاج بالصوت
أجرى الطبيب الفرنسي Alfred Tomatis تجارب على مدى خمسين عاماً حول حواس الإنسان وخرج بنتيجة وهي أن حاسة السمع هي أهم حاسة عند الإنسان على الإطلاق!! فقد وجد أن الأذن تتحكم بكامل جسم الإنسان، وتنظم عملياته الحيوية، وتنظم توازن حركاته وتناسقها بإيقاع منتظم، وأن الأذن تقود النظام العصبي عند الإنسان!
وخلال تجاربه وجد أن الأعصاب السمعية تتصل مع جميع عضلات الجسم، ولذلك فإن توازن الجسم ومرونته وحاسة البصر تتأثر جميعها بالأصوات. وتتصل الأذن الداخلية مع جميع أجزاء الجسم مثل القلب والرئتين والكبد والمعدة والأمعاء، ولذلك فإن الترددات الصوتية تؤثر على أجزاء الجسم بالكامل .

إن الأذن من أعقد أجهزة الجسم، ويؤكد الباحثون أن حاسة السمع مهمة جداً لتوازن الجسم بالكامل، وعندما تختل هذه الحاسة فإن معظم أجهزة الجسد تتأثر وتختل، ولذلك فإن أفضل طريقة للمحافظة على نظام مستقر لعمل أجهزة الجسم أن نؤثر بأصوات تستجيب لها خلايا الجسد، وتعدّل وتصحح عملها وتعيد توازنها.
وفي عام 1960 وجد العالم السويسري Hans Jenny أن الصوت يؤثر على مختلف المواد ويعيد تشكيل جزيئاتها، وأن لكل خلية من خلايا الجسم صوتها الخاص وتتأثر بالأصوات وتعيد ترتيب المادة في داخلها .
وفي عام 1974 قام الباحث Fabien Maman والباحث Joel Sternheimer باكتشاف مذهل، وهو أن كل جزء من أجزاء الجسم له نظام اهتزازي خاص يخضع لقوانين الفيزياء.
وبعد عدة سنوات اكتشف Fabien مع باحث آخر هو Grimal أن الصوت يؤثر على الخلايا وبخاصة خلايا السرطان، وأن هناك أصوات محددة يكون لها تأثير أقوى، والشيء العجيب الذي لفت انتباه الباحثين أن أكثر الأصوات تأثيراً على خلايا الجسم هو صوت الإنسان نفسه!!

وجد العلماء أن أي جرثومة أو فيروس يتأثر بالترددات الصوتية، ولذلك يفكرون الآن بعلاج للفيروسات بالتأثير عليها بترددات صوتية محددة يمكن أن تبطل عملها!
قام العالم والموسيقي Fabien بوضع خلايا الدم من جسم صحيح، وعرضها لأصوات متنوعة فوجد أن كل نغمة من نغمات السلم الموسيقي تؤثر على المجال الكهرمغنطيسي للخلية.

قام فابيان بتعريض خلية سرطانية لترددات صوتية محددة فوجد أن بعض الترددات الصوتية تسبب انفجار الخلية السرطانية، فاستنتج الأثر الكبير للصوت في الشفاء. إن الخلية تتجاوب مع الترددات الصوتية، هذه الترددات الصوتية تجعل الخلية تهتز بل وتغير طريقة اهتزازها، وبالتالي سوف تتنشَّط وتبدأ بالعمل بشكل جيد، وهذا ما نلاحظه عندما يستمع الإنسان إلى خبر سار فتجده وكأن طاقة كبيرة انبعثت من جسده!!
ولدى تصوير هذه الخلية بكاميراKirlian تبين أن شكل وقيمة المجال الكهرطيسي للخلية يتغير مع تعرض هذه الخلية للترددات الصوتية، ويختلف هذا المجال تبعاً لنوع الصوت الذي يتحدث فيه القارئ.
ثم قام بتجربة أخرى حيث أخذ من إصبع أحد المرضى قطرة من الدم، وقام بمراقبتها بكاميراKirlian ، وطلب من هذا الشخص أن يؤدي بصوته نغمات مختلفة، وبعد معالجة الصور وجد بأن قطرة الدم تغير مجالها الكهرطيسي، وعند نغمة محددة تجاوبت خلايا الدم مع صوت صاحبها واهتزت بتجاوب كامل.

صورة لخلية دم تم التأثير عليها بصوت محدد فأظهر التصوير بكاميراKirlian أن الخلية قد نشطت وأصبحت أكثر قدرة على أداء وظائفها، ونحن نقول إن القرآن هو أفضل صوت يمكن أن نؤثر به على الخلايا.
وبالتالي استنتج هذا الباحث أن هناك نغمات محددة تؤثر على خلايا الجسم وتعمل على جعلها أكثر حيوية ونشاطاً بل وتجددها. وخرج بنتيجة مهمة وهي أن صوت الإنسان يملك تأثيراً قوياً وفريداً على خلايا الجسم، هذا التأثير لا يوجد في أي وسيلة أخرى. ويقول هذا الباحث بالحرف الواحد:
"إن صوت الإنسان يحمل الرنين الروحي الخاص والذي يجعل من هذا الصوت الوسيلة الأقوى للشفاء" .
ووجد Fabien أن بعض الأصوات تفجِّر الخلية السرطانية بسهولة، بينما نفس الأصوات تنشط الخلية الصحيحة. إن الصوت عندما يستمع إليه الإنسان فإنه يؤثر على خلايا دم هذا الإنسان وينقل اهتزازات هذا الصوت لجميع أنحاء الجسم عبر الدورة الدموية.
ولكن هل يقتصر تأثير الصوت على الخلايا؟ لقد تبين أن الصوت يؤثر على كل شيء من حولنا، وهذا ما أثبته العالم الياباني Masaru Emoto في تجاربه على الماء، حيث وجد أن المجال الكهرطيسي لجزيئات الماء يتأثر بشكل كبير بالصوت، وأن هناك نغمات محددة تؤدي إلى التأثير على جزيئات الماء وتجعلها أكثر انتظاماً.

هذه صور لبلورات من الماء المجمد، يقول الباحث الياباني إن هذه الأشكال تتغير مع الصوت الذي نؤثر به على الماء، حيث تختزن هذه الجزيئات المعلومات المحملة على الصوت، وتغير شكلها تبعاً للتردد الصوتي. ومن هنا ربما ندرك الحكمة من قراءة القرآن على الماء ثم شربه والاغتسال به أو مسح مكان الألم، فالماء بعد التأثير عليه بصوت القرآن ينشط ويصبح أكثر قدرة على علاج المرض، وكأننا نحمله طاقة هائلة تنتقل إلى خلايا الجسد بعد الشرب من هذا الماء، وبخاصة ماء زمزم.
وإذا تذكرنا بأن جسم الإنسان يتألف من 70 بالمئة ماءً، فإن الصوت الذي يسمعه له تأثير على انتظام جزيئات الماء في الخلايا وطريقة اهتزاز هذه الجزيئات، وبالتالي تؤثر على شفاء الإنسان .
ويؤكد مختلف الباحثين أن صوت الإنسان يمكن أن يشفي من العديد من الأمراض ومن ضمنها السرطان . كما يؤكد المعالجون بالصوت أن هناك أصواتاً محددة تؤثر أكثر من غيرها ويكون لها تأثير الشفاء على الأمراض، وبخاصة رفع كفاءة النظام المناعي للجسم .
قوة الصوت
وجد العلماء أن العديد من المخلوقات الدقيقة تصدر ترددات صوتية، مثل الخلايا والفيروسات والبكتريا، وحتى جزيئات ال DNA داخل نواة الخلية، وقد طور العلماء تقنية لتسجيل هذه الأصوات الخفية. وبما أن هذه المخلوقات تصدر أصواتاً إذن هي تتأثر بالصوت .
حتى إن الباحثين اليوم يقولون بأنه يمكن التعرف المبكر على كثير من الأمراض الخطيرة باستخدام الصوت فقط، بعدما ثبت لهم أن جميع الفيروسات والبكتريا تصدر أصواتاً بترددات مختلفة.

إن معظم الأمراض تسببها فيروسات، هذه الفيروسات تتأثر بالصوت كثيراً، ولكن ليست كل الأصوات، بل كلمات محددة، ونقول إن كلام الله تعالى الذي أودع فيه أسرار الشفاء هو الأكثر تأثيراً على نظام عمل الفيروسات، حيث يبطل مفعولها بإذن الله تعالى. والعجيب أن العلماء يؤكدون أن بعض الترددات الصوتية (وهم يبحثون عنها) تبطل مفعول الفيروسات وبنفس الوقت تنشط الخلايا المريضة، وهذا من عجائب الصوت، وإنني على يقين بأن القرآن يتميز بهذه الميزة.
بل يمكنهم تتبّع السموم في الجسم، لأن المواد السامة حيث تتركز في الخلايا فإن هذه الخلايا سوف ينخفض مستوى ترددها ونشاطها، كما يمكن بواسطة الصوت معرفة الأسباب المرضية في الجسم وملاحقتها بدقة مذهلة.
إن الكثير من الأطباء في الغرب من أمثال Dr Andy Weil, Dr Robert O. Becker, Dr William Tillis, Dr Josh Oschman, Dr Alfred Tomatis , Dr Richard Gerber وغيرهم كثير، يقتنعون تماماً بأن الصوت كشكل من أشكال الطاقة يمكن أن يكون أملاً واعداً لشفاء الكثير من الأمراض المزمنة والمستعصية في المستقبل . فالصوت الآن يستخدم من قبل المهندسين بنجاح في تجميد الماء !!
ويستخدم علماء الفلك الصوت الصادر من الأجرام الكونية البعيدة لدراسة أسرار الكون ! كما يحاول بعض الباحثين اليوم الاستفادة من تأثير الموجات الصوتية على المرضى حيث وجدوا نتائج مسكنة لهذه الأصوات. في هذه الحالة فإن الخلية وهي تهتز أصلاً تتأثر بأي اهتزاز يدخل إليها عن طريق الأذن، وبالتالي فإن هذه الخلية والتي تعطي الأمر للجسم بأن يتوتر مثلاً، فإنها ستتأثر بترددات معينة وتعطي أمراً للجسم ليهدأ ويسكن .
لقد وجد العلماء أن الصوت يدخل إلى الدماغ بشكل شيفرة، وأن الدماغ يعالج الصوت القادم بكفاءة عالية تتفوق على أي جهاز بشري . واكتشفوا أيضاً تأثير الصوت على عدد خلايا الدماغ، فقد تساهم بعض الأصوات في نمو خلايا جديدة، ولذلك فقد قام العلماء بدراسة على بعض أدمغة الموسيقيين فوجدوا أن الدماغ لديهم في منطقة اللحاء السمعي أكبر من دماغ الشخص العادي، أي أن هناك خلايا أكثر في هذه المنطقة .
واكتشف العلماء كذلك أن الموجات الصوتية تؤثر على النشاط الكهربائي لخلايا الدماغ، وأن بعض الأصوات يمكن أن تخفض النشاط الكهربائي للخلية، حيث إن هذا النشاط إذا زاد عن حدّ معين فإنه يؤثر على الاستقرار النفسي للإنسان، وقد يؤدي إلى بعض الأمراض .

أثبت العلماء أن الصوت له تأثير على خلايا الجلد، وربما يكون الاكتشاف الأهم أن الجلد لديه قدرة مذهلة على تخزين المعلومات وتذكرها، ولذلك يجب أن نسمع جلودنا صوت القرآن باستمرار فهي تتأثر بكلام الله وتشهد علينا يوم القيامة.
كما وجد أستاذ الكيمياء في جامعة كاليفورنيا Jim Gimzewski أن خلايا القلب تصدر ترددات صوتية في المجال المسموع ولكن لا يمكن التقاطها إلا بأجهزة شديدة الحساسية، ووجد أيضاً بأن كل خلية حية تطلق ترددات صوتية أيضاً، كما وجد العلماء منذ مدة أيضاً أن الترددات الصوتية تؤثر على الدورة الدموية، وكذلك لاحظ Sergei Shushardzhan التأثير الكبير لمختلف أنواع الأصوات على الخلايا السرطانية. حتى إن العلماء اليوم يعتقدون أن النجوم والحيوانات والنباتات والبشر وحتى الفيروسات... كل شيء يصدر صوته الخاص .

يؤكد العلماء أن القلب يتأثر بالترددات الصوتية، ونحنن قول ونعتقد أن أفضل علاج للقلب هو الاستماع إلى آيات من كتاب الله كل يوم لمدة ساعة على الأقل، وهذا ما حدثنا عنه القرآن بقوله تعالى: (ألا بذكر الله تطمئن القلوب) [الرعد: 28]. وتصوروا معي ذلك الإنسان البعيد عن ذكر الله كيف سيكون قلبه، يقول تعالى: (فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله) [الزمر: 22].
الآلية الهندسية للشفاء
والآن دعونا نطرح السؤال المهم: ما الذي يحدث داخل خلايا الجسم، وكيف يتم الشفاء بالصوت؟ وكيف يؤثر هذا الصوت على الخلايا المتضررة فيعيد لها التوازن؟ بعبارة أخرى ما هي الآلية الهندسية التي يحدث فيها الشفاء؟
يبحث الأطباء دائماً عن وسيلة للقضاء على فيروس ما، ولكن لو تفكَّرنا قليلاً في آلية عمل هذا الفيروس: مَن الذي يحرك هذا الفيروس ويعرِّفه طريقه إلى داخل الخلية؟ مَن الذي أعطى الفيروس المعلومات التي يختزنها بداخله والتي تمكِّنه من مهاجمة الخلايا والتكاثر في داخلها؟ ومَن الذي يحرِّك الخلايا باتجاه هذا الفيروس فتقضي عليه، بينما تجدها تقف عاجزة أمام فيروس آخر؟...
يؤكد العلماء اليوم وجود نظام اهتزازي داخل الخلية، وهذا النظام هو الذي يؤمن للخلية التواصل مع بقية الخلايا. فقد وجد العلماء أن شوارد الكالسيوم Ca+2 تهتز باستمرار أثناء انتقالها من خلية لأخرى . وقد استطاع العلماء أخيراً رؤية الخلية أثناء عملها باستخدام تكنولوجيا النانو Nanotechnology ، أو التكنولوجيا الدقيقة، وقد تبين لهم أن آلية عمل الخلايا هو الرنين. حيث تهتز كل خلية وتؤثر على الخلية التي بجانبها وتنقل طاقة الاهتزازات إليها من دوم أن تمسَّها .

تؤكد آخر الأبحاث العلمية أن نظام عمل الخلايا يعتمد على الاهتزاز، وأن الخلايا العصبية بشكل خاص تتأثر بأي اهتزاز صوتي أو كهرطيسي، ومن هنا نؤكد أن تلاوة أي سورة من القرآن له أثر منشط على خلايا الدماغ والقلب. وأن جميع سور القرآن وآياته مفيدة في الشفاء، وليس كما يعتقد البعض أن الشفاء موجود في آيات محددة.
ويؤكد الباحثون في مجال العلاج بالصوت أن جسم الإنسان يتجاوب مع بعض الترددات الصوتية، فيحدث تغير في سرعة دقات القلب، وحتى الأصم الذي لا يسمع، فإنه طبقاً لبحث أجري في كلية الطب في جامعة "روشيستر" بيّن أن المناطق ذاتها التي تنشط في الدماغ لدى سماع صوت محدد، هي ذاتها تنشط لدى الأصم عند سماعه لهذا الصوت! وتدل الإحصائيات أن في الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من 3800 معالج بالصوت، ومنهم أساتذة جامعات كبيرة !
عندما تعمق العلماء في خلية الإنسان ودخلوا إلى أعماقها وجدوا عالماً جديداً يختلف كلياً عن العالم خارج الخلية. وكان الاكتشاف الأكثر أهمية هو اكتشاف خريطة الحياة، أو الشيفرة الوراثية أو ما يسميه العلماء بالجينات والتي تتوضع على شريط يسمى دي إن آ DNA .
هذا الشريط أي DNA هو عبارة عن شريط ملفوف على نفسه ويتوضع في نواة الخلية، في داخل هذا الشريط أكثر من 100000 جين gene مختلف، أي أن الله تعالى خلق البشر وأودع في جسد كل منهم معلومات تختلف عن الشخص الآخر، فلا يوجد تشابه أبداً، مع العلم أن جميع البشر خلقوا من نطفة واحدة!!

يؤكد العلماء أن هذا الشريط أي DNA يحوي أكثر من ثلاثة آلاف مليون معلومة!!! ويحتار العلماء كيف يمكن لهذه المعلومات أن تسيطر على عمل الجسم ومرضه وشفائه؟! ولكن يتوقع العلماء أن الإجابة عن مثل هذا السؤال سوف تستغرق أكثر من عشرين سنة إضافية .
إن الخلايا داخل الجسم تعمل بنظام محدد، والفيروسات تعمل بنظام محدد، وجميع الأمراض التي تصيب الجسم تعمل وفق نظام محدد، وحتى الشفاء منها يتم وفق نظام محدد، وكل نظام له معلومات أو بيانات يعتمد عليها في حركته، فنحن أمام سيل من المعلومات والمعلومات المضادة "وكأننا أمام حرب معلومات" إذن المرض هو معلومة والشفاء يأتي بواسطة معلومة يحملها العلاج مهما كان نوعه، لنوضح أكثر.
لو أخذنا مثلاً الفيروسات التي تهاجم جسم الإنسان وتسبب له الكثير من الأمراض نلاحظ أن الفيروس عبارة عن شريط من المعلومات محاط بغطاء، وهذا الشريط مصنوع من مادة DNA أو RNA حسب نوع الفيروس، وعندما يصل إلى الجسم يدخل ويقترب من الخلية ويُدخل شريط المعلومات في الخلية، ثم يبدأ شريط المعلومات بالعوم داخل الخلية لأن حجمه صغير جداً مقارنة بحجم الخلية، ويبدأ بصنع أنزيمات من مادة الخلية هذه الأنزيمات سوف تقوم بمساعدته في صنع فيروسات جديدة تتكاثر حتى تملأ الخلية مما يؤدي إلى انفجارها، إذن نحن أمام عمليات منظمة ومبرمجة داخل الفيروس بدقة فائقة.
والآن يأتي دور النظام المناعي للجسم، حيث يقوم بتتبع هذه الفيروسات ويمنعها من الدخول إلى خلايا جديدة، وبنفس الوقت يقوم بتتبع الخلايا الملوثة بالفيروسات فيقتلها ويزيلها، وتعتمد كفاءة جهاز المناعة على قدرته على التعرف على الفيروس في اللحظة المناسبة ومعرفة البرنامج الذي يحمله هذا الفيروس لإبطال مفعوله، لأن جهاز المناعة ما هو إلا برنامج أيضاً، وبعبارة أخرى هنالك دفاع وهجوم ومقاومة وجميعها تعتمد على المعلومات، إذن نحن أمام "حرب معلومات".

إن الخطير في عمل كثير من الفيروسات أنها تغير شكلها، لتخدع الخلايا وتبدو كأنها جزء من الجسم، فالدواء الذي يأخذه الإنسان يؤثر مرة ولن يؤثر في المرة القادمة مع أن الفيروس نفسه لم يتغير ، فقط غير شكله.
لقد كشفت دراسة أجريت في مطلع هذا القرن أن بعض الترددات الصوتية تؤثر على كثير من الفيروسات فتكشف عنها القناع ليتعرف عليها الجسم بسهولة، كما أن نفس الصوت يزيد من نشاط خلايا الدم البيضاء فتبدأ بمهاجمة هذه الفيروسات والقضاء عليها، كما أشارت الدراسة إلى أن الصوت يؤثر في زيادة إنتاج الجسم للأجسام المناعية، ولكن بشرط استخدام الترددات الصحيحة .
تأثير تلاوة القرآن
منذ أشهر قليلة اعترف العلماء في جامعة "روشيستر" بأن أضرار العلاج الكيميائي للسرطان أكبر من منافعه! وقد وجد الباحثون في هذه الجامعة أن العلاج الكيميائي يلحق أضراراً طويلة الأمد بالدماغ، ويقولون بأنها المرة الأولى التي يبدأ العلماء فيها بفهم هذا التأثير والبحث عن البديل المناسب والآمن.
ويقول رئيس الفريق الطبي الدكتور "مارك نوبل" Mark Noble إن العلاج الكيميائي للسرطان يقتل عدداً من الخلايا الصحيحة (70-100%) أكبر بكثير مما يفعله مع الخلايا السرطانية (40-80%) . ومن هنا تبرز الحاجة إلى البحث عن وسائل علاجية أخرى أكثر أمناً وفائدة، وقد يكون العلاج بالصوت هو البديل الأمثل.
فمعظم الباحثين في الغرب يؤمنون بالتأثير المذهل للصوت، ولكنهم لم يعثروا بعد على الترددات الصوتية الصحيحة التي تشفي هذه الأمراض، ولكنا نحن أصحاب أعظم كتاب – القرآن- لدينا السرّ الشافي وهو كلام الله تعالى.
إن تلاوة القرآن هي عبارة عن مجموعة من الترددات الصوتية التي تصل إلى الأذن وتنتقل إلى خلايا الدماغ وتؤثر فيها من خلال الحقول الكهربائية التي تولدها في الخلايا، فتقوم الخلايا بالتجاوب مع هذه الحقول وتعدل من اهتزازها، هذا التغير في الاهتزاز هو ما نحس به ونفهمه بعد التجربة والتكرار.
إن النظام الذي فطر الله عليه خلايا الدماغ هو النظام الطبيعي المتوازن، وهذا ما أخبرنا به البيان الإلهي، يقول تعالى: (فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) [الروم: 30]. وهنالك بعض الدراسات الطبية تشير إلى أن الإنسان بعد ولادته يكون دماغه مبرمجاً على الأشياء الحسنة مثل الصدق وحب الخير وعدم ارتكاب الأخطاء!!
فقد أجرى العلماء تجارب على أناس يرتكبون أخطاء فوجدوا أن مناطق محددة في الدماغ تنشط وتجري فيها كمية أكبر من الدم، بعكس الإنسان الذي يقوم بعمل صحيح فإنه لا يتطلب أي طاقة تُذكر ، أي أن الأخطاء بأنواعها تتطلب طاقة أكبر من الدماغ، وهذا ما جعل العلماء يؤكدون بأن النظام الافتراضي للدماغ هو الميل لعدم ارتكاب الأخطاء، أي أن الدماغ مبرمج على الفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها.

أثبت العلماء أن دماغ الإنسان يتأثر بأي معلومة يقولها أو يسمعها، وربما يكون الاكتشاف الأهم أن منطقة الناصية هي المسؤولة عن الكذب، وبالتالي فإن صوت القرآن يكون أشد تأثيراً على هذه المنطقة لأن كلام الله هو أفضل سلاح لعلاج الكذب. كما أن هذه المنطقة مسؤولة عن القيادة والخطأ واتخاذ القرارات.
ويقول العلماء اليوم إن النظام الافتراضي للدماغ هو الصدق ، فقد بيّنت التجارب الحديثة باستخدام جهاز المسح بالرنين المغنطيسي functi**al magnetic res**ance imaging على الدماغ أن الإنسان عندما يصدق فإن دماغه لا يصرف أي طاقة تُذكر، ولكن حين يكذب فإنه يصرف طاقة كبيرة !
إذن الأخطاء والكذب والأعمال السيئة تؤثر في عمل الدماغ وترهقه وتتعب خلاياه لأن الخلايا تقوم بأعباء كبيرة في هذه الحالة، ومع مرور الزمن تتراكم هذه المتاعب وتسبب للخلايا خللاً في نظام عملها. وتسبب الكثير من الأمراض النفسية والجسدية، ولابد من إعادة التوازن إلى هذه الخلايا، وأفضل طريقة هي "تغذيتها" بتلاوة القرآن الذي فُطرت عليه أصلاً.
قوة الشفاء بالقرآن
قد يقول قائل: لماذا آيات القرآن بالذات هي التي تشفي؟ وما الذي يميز كلام القرآن عن كلام البشر، أو عن بقية الأصوات في الطبيعة؟ إن هذا السؤال يطرحه الكثير من الذين يشككون بأهمية العلاج بالقرآن والقوة الشفائية التي أودعها الله في كتابه، ولذلك وحتى يكون الكلام مقنعاً لابد من الإجابة عن مثل هذا السؤال بطريقة علمية. هنالك أسباب عديدة تجعل القرآن مميزاً عن غيره في قوة التأثير والشفاء بإذن الله تعالى:
1- التناسق المحكم في كلمات القرآن وحروفه
القرآن يحوي تناسقاً دقيقاً لا يوجد في أي كتاب من كتب البشر. فقد ثبُت لي بعد دراسة عددية طويلة لآيات القرآن وكلماته وحروفه أن الله تعالى قد نظم هذه الكلمات والحروف بنظام محكم، وقال في ذلك: (كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ) [هود: 1]. وثبُت أيضاً أن هذا النظام يقوم على الرقم سبعة ومضاعفاته، ونتذكر هنا قول الحق تبارك وتعالى: (وَلَقَدْ آَتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآَنَ الْعَظِيمَ) [الحجر: 87].
وإذا علمنا أن كل ذرة من ذرات جسمنا تتألف من سبع طبقات – وهذه حقيقة علمية مؤكدة – فإن هذا النظام لتكرار الكلمات والحروف يعطي تأثيراً وقوة في الشفاء بإذن الله تعالى، لأن جسم الإنسان مؤلف من خلايا والخلايا مؤلفة من ذرات والذرة تتألف من سبع طبقات، ولذلك يمكن أن تتأثر عند تكرار الآية أو الكلمة سبع مرات.
ومن هنا ربما ندرك لماذا أعطى النبي الكريم عليه الصلاة والسلام أهمية كبيرة للرقم سبعة، ولماذا نجد أن الفاتحة هي السبع المثاني، ولماذا نكررها سبع مرات في الرقية الشرعية، ولماذا نكرر آيات محددة سبع مرات.

من عجائب سورة الفاتحة أننا إذا قمنا بعدّ حروف اسم (الله) أي الألف واللام والهاء وجدنا بالتمام والكمال 49 حرفاً، وهذا العدد يساوي 7×7 ولا ننسى بأن الفاتحة هي السبع المثاني، وكأن الله يريد أن يعطينا إشارة لطيفة إلى أهمية هذا الرقم وأهمية التكرار في قوة تأثير قراءة الفاتحة على الشفاء، وهو ما يلمسه كل من يعالج بالقرآن، والله تعالى أعلم.
2- الإيقاع المتوازن للكلمات القرآنية وانسيابها
عندما تستمع إلى كلام الله تعالى تشعر بأن هذا الكلام لا يشبه الشعر ولا النثر ولا أي نوع من كلام البشر، إنما تلاحظ وجود إيقاع خاص لا نجده في أي كلام آخر، ولذلك قال تعالى: (وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا) [الفرقان: 32].
هذا الإيقاع يتناسب مع إيقاع الدماغ البشري، لأن الله تعالى جعل لكل شيء في هذا الكون تردداً طبيعياً خاصاً به، وعندما خلق البشر جعل لدماغ كل منهم إيقاعاً وتردداً طبيعياً يتناسب مع إيقاع القرآن، والدليل على ذلك أن كل مولود يولد على الفطرة، والله يقول: (فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) [الروم: 30].
فالله تعالى فطر الناس على الإيمان، وبلغة البرمجة: أودع الله في كل خلية من خلايا الدماغ برنامجاً منضبطاً، وكلما تعرض الإنسان للصدمات النفسية والأمراض الجسدية اختل بعض هذه البرامج، وهنا يأتي دور القرآن في إعادة برمجة الخلايا وإعادة التوازن لها من جديد، وكلام الله الذي فطرها الله عليه منذ خلقها، هو أفضل وسيلة لإعادة توازنها.
وقد أظهرت بعض الدراسات أن الأصوات ذات الإيقاع المتوازن لها تأثير كبير على نشاط الدماغ واستقراره، وتأثير أيضاً على معدل ضربات القلب وتجعل الدماغ في حالة أكثر نشاطاً وحيوية، وبالتالي أكثر قدرة في توجيه أنظمة الجسم المناعية ضد مختلف الأمراض. وأن خلايا الدماغ تتجاوب بشكل كبير فيما لو تعرضت لصوت بإيقاع متوازن .
ولذلك فإن تلاوة القرآن تغذي الدماغ بالذبذبات الصوتية الصحيحة، وبالتالي تؤثر على خلايا الدماغ وتعيد لها التوازن. وتساهم في التنسيق بين الخلايا، لأن الذبذبات القرآنية لها تناسق عجيب. يقول تعالى: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) [النساء: 82]. فلا وجود لأي اختلاف في آيات القرآن وحروفه، إنما نلمس التوازن في كل شيء في هذا القرآن، وهذا التوازن يؤدي إلى شفاء الأمراض من خلال إعادة التوازن إلى الخلايا.
كذلك فإن الاستماع إلى تلاوة القرآن يحسن النظام المناعي للخلايا، لأن التأثير بالذبذبات الصوتية الصحيحة والمتوازنة يجعل الخلية تعمل بكفاءة أعلى. وكمثال على ذلك نجد أن الحالة النفسية للمريض لها تأثير كبير على جسده ومقاومته للأمراض، حيث إن الأخبار المفرحة إذا سمعها المريض فإنه يتحسن على الفور، فما الذي يحدث؟ إنها بكل بساطة عملية تغيير وتنشيط للخلايا الضعيفة الاهتزاز، هذا الخبر يزيد من اهتزاز الخلية ونشاطها ومقاومتها للأمراض.
3- المعاني الغزيرة التي تحملها كل آية
لو تأملنا آيات القرآن نجد فيها حديثاً عن كل شيء، بل نجد فيها معاني لعلاج جميع الأمراض، ولا يقتصر العلاج على الأمراض النفسية بل القرآن يعالج جميع الأمراض، فقد أودع الله في كل آية من آيات كتابه قوة شفائية مذهلة، هذه القوة تؤثر على أي شيء.
يقول تعالى: (لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) [الحشر: 21].
ولو تأملنا عبارة (هَذَا الْقُرْآَنَ) نعلم أن المقصود أن القرآن الذي بين أيدينا ذاته بحروفه وكلماته وآياته وسوره لو نزل على جبل لاهتزّ هذا الجبل وتصدّع وتشقق من ثقل كلام الله تعالى، ولذلك يمكننا القول إن كلام الله عز وجل يؤثر تأثيراً كبيراً على جميع الأمراض، وليس النفسية فقط بل الجسدية أيضاً.
4- التجربة العملية
ملايين من الناس قد شفاهم القرآن منذ أربعة عشر قرناً وحتى يومنا هذا، وهذا أكبر دليل على تأثير كلام الله تعالى في معالجة الأمراض.
وفي كل يوم نشاهد ونلمس مئات الحالات التي يشفيها الله تعالى ببركة القرآن، وقد أخبرني أحد المعالجين بالقرآن أن جميع الحالات التي تأتيه يكون الطب قد يئس من شفائها، وجميعها أمراض مستعصية ومزمنة وغير قابلة للشفاء، وعند تلاوة كلام الله على هؤلاء المرضى تجدهم يستجيبون على الفور للعلاج الجديد، كيف لا وهو أمام الشفاء المطلق! ثم إن اليقين الذي يتحلى به المؤمن يزيد من احتمال الشفاء كثيراً، ومن هنا ندرك أهمية أن يكون المريض مستيقناً بالشفاء، فالثقة بالطبيب تعتبر نصف الشفاء، فكيف إذا كان الطبيب هو الله؟
إن الأمواج الصوتية التي تولدها تلاوة آيات القرآن سوف تتفاعل مع خلايا الدماغ، وسوف تؤثر بها وتعيد لها التوازن، لأن كلام الله سيذكِّر الخلايا بما فطرها الله عليه، وسوف يكون التأثير أكبر ما يمكن عندما يكون الإنسان قد تعود على سماع القرآن وتعود على التأثر به.
إن الله تعالى هو من خلق الإنسان وجهزه بالبرامج الصحيحة ليقوم بعمله على أكمل وجه، ولكنه عندما ينحرف عن طريق الله، فإنه يرهق نفسه ويتعب خلايا دماغه، وأفضل طريقة لإعادة هذه الخلايا للوضع الافتراضي هو أن نؤثر عليها بكلام الله تعالى.

إن الله تعالى قد فطر الناس على الإيمان، ولذلك فإن الطفل عندما يولد فإن خلايا جسمه تكون لها الاهتزازات المناسبة والصحيحة، ولكن مع مرور الزمن وكثرة الحوادث والمشاكل النفسية والبيئية والتلوث والأمراض، يتغير النظام الاهتزازي للجسم، وبالتالي فإن القرآن يعيد هذا النظام إلى حالته الصحيحة، ولذلك قال تعالى: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) [الإسراء: 9]. فالقرآن يقوّم سلوك الإنسان وكذلك يقوم سلوك كل خلية من خلايا جسمه.
لقد لاحظتُ أثناء تأملي لآيات القرآن أن كل آية من آياته تحمل أشبه ما يمكن أن نسميه "برامج أو بيانات" وهذه البيانات تستطيع التعامل مع الخلايا، أي أن القرآن يحوي لغة الخلايا!!
وقد يظن القارئ أن هذا الكلام غير علمي، ولكنني وجدت الكثير من الآيات التي تؤكد أن آيات القرآن تحمل بيانات كثيرة، تماماً مثل موجة الراديو التي هي عبارة عن موجة عادية ولكنهم يحمّلون عليها معلومات وأصوات وموسيقى وغير ذلك.
يقول تعالى: (وَلَوْ أَنَّ قُرْآَنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا) [الرعد: 31]. لو تأملنا هذه الآية بشيء من التعمق يمكن أن نتساءل: كيف يمكن للقرآن أن يسير الجبال، أو يقطّع الأرض أي يمزقها، أو يكلم الموتى؟ إذن البيانات التي تخاطب الموتى وتفهم لغتهم موجودة في القرآن إلا أن الأمر لله تعالى ولا يطلع عليه إلا من يشاء من عباده. بالنسبة للجبال نحن نعلم اليوم أن ألواح الأرض تتحرك حركة بطيئة بمعدل عدة سنتمترات كل سنة، وتحرك معها الجبال، وهذه الحركة ناتجة عن أمواج حرارية تولدها المنطقة المنصهرة تحت القشرة الأرضية.
إذن يمكننا القول إن القرآن يحوي بيانات يمكن أن تتعامل مع هذه الأمواج الحرارية وتحركها وتهيجها فتسرع حركتها، أو تحدث شقوقاً وزلازل في الأرض أي تقطّع القشرة الأرضية وتجزّئها إلى أجزاء صغيرة، هذه القوى العملاقة يحملها القرآن، ولكن الله تعالى منعنا من الوصول إليها (بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا).
ولكنه أخبرنا عن قوة القرآن لندرك عظمة هذا الكتاب، والسؤال: الكتاب الذي يتميز بهذه القوى الخارقة، ألا يستطيع شفاء إنسان ضعيف من المرض؟؟
ولذلك فإن الله تعالى عندما يخبرنا أن القرآن شفاء فهذا يعني أنه يحمل البيانات والبرامج الكافية لعلاج الخلايا المتضررة في الجسم، بل لعلاج ما عجز الأطباء عن شفائه.
تجربة حدثت معي
وقد حدثت معي تجربة لم أدركها إلا بعدما أمضيت بحدود سنة كاملة في سماع القرآن الكريم بمعدل عدة ساعات كل يوم. وبعد ذلك كانت المفاجأة أن العديد من التغيرات قد حدثت معي، وكان سببها المداومة على الاستماع لآيات من كتاب الله تعالى، وهذه التغيرات هي: زيادة في مناعة الجسم، وزيادة في القدرة على الإبداع، وكذلك زيادة القدرة على التركيز، وعلاج لبعض الأمراض المزمنة مثل الإمساك، وكذلك تغيير ملموس في السلوك والقدرة على التعامل مع الآخرين وكسب ثقتهم.
ومن الأشياء التي تغيرت أيضاً بعد المداومة على الاستماع إلى القرآن زيادة الهدوء النفسي وعلاج التوتر العصبي، وعلاج الانفعالات والغضب وسرعة التهور، بالإضافة إلى القدرة على اتخاذ القرارات السليمة، والقضاء على أي توتر نفسي أو عصبي. أيضاً حدث تحسن في القدرة على النطق وسرعة الكلام، وتغير في العادات السيئة مثل الإفراط في الطعام وترك الدخان.
وهذه التجربة عشتها كما عاشها آلاف ممن حفظوا كتاب الله تعالى، وقضوا معظم وقتهم معه، ولذلك كنتُ أشعر أثناء حفظي واستماعي المستمر لآيات القرآن أن هذه الآيات تعيد برمجة خلايا الدماغ بشكل كامل!
يقول العلماء اليوم إن خلايا الجلد تتأثر بالترددات الصوتية بل وتتجاوب معها، وبخاصة بعد أن اكتشف العلماء الذبذبات الصوتية التي يصدرها الشريط الوراثي المسمى DNA ، إذن الجلد عندما يقشعر بنتيجة الاستماع إلى خبر ما سار أو مؤلم فإن هذا نوع من التجاوب مع الصوت الذي استمع إليه هذا الإنسان.
وهنا يتجلى قول الحق تبارك وتعالى: (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) [الزمر: 23]. فهذه الآية تؤكد أن خلايا الجلد عند المؤمن تتأثر بصوت القرآن وتتجاوب وتقشعر، بينما تجد الكافر لا يتأثر، لماذا؟ لأن خلايا جلده اختزنت النفاق والكفر والفواحش والأفعال السيئة فلم تعد تستجيب لأي ترددات صوتية إيمانية!
القسم العملي
هناك سؤال يتكرر كثيراً:
ما هي الآيات المناسبة لمرضي؟ وأقول يا أحبتي إن الله أنزل القرآن كله شفاء، وأعتقد أن في القرآن آيات محددة لكل مرض ولكن هذا الموضوع يحتاج لاجتهاد كبير.
فالنبي الأعظم صلى الله عليه وسلم لم يبين لنا هذا الأمر وتركه لنا لنجتهد فيه ونجرب ونبحث ونتدبر، وربما يكون الشفاء الكامل عندما يستمع المريض إلى القرآن كاملاً باستمرار.
ولكن هناك بعض الاجتهادات من جهة وبعض الآيات والسور الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى رأسها سورة الفاتحة.
إن الله تعالى قد أودع في كل آية من آيات كتابه قوة شفائية إذا أصابت المرض برأ بإذن الله تعالى.
ويمكنني أن أخبركم إخوتي وأخواتي القراء أن الثقة بالله تعالى وبآياته مهمة جداً في الشفاء، والصبر مهم أيضاً، وأن تعلم أن الله لابد أن يستجيب لك دعاءك وقراءتك، ولكن بالطريقة التي يحددها الله تعالى، وليس أنت!!
مثلاً عندما أقرأ القرآن على نية شفاء مرض ما وبعد فترة أجد أن هذا المرض لم يُشفى، فماذا يعني ذلك؟ قد يظن البعض أن هذه القراءة لم تنفع!! ولذلك أقول لا يجوز لمؤمن أن يظن ذلك، لأن الله تعالى أخبرنا بأن القرآن شفاء، وكلام الله تعالى حق، ولكن قد يصرف الله عنا ببركة هذه الآيات مرضاً آخر لم نكن نحس به! وقد ينجينا الله تعالى من مصيبة كبيرة ببركة هذه الآيات التي قرأناها، وقد يؤخر لنا الله الاستجابة إلى يوم القيامة حيث سنكون بأمس الحاجة إلى الرحمة والمغفرة والنجاة من النار.
أخي الحبيب: أيهما أفضل أن تُشفى من مرض مثل السرطان، أم أنك تكون يوم القيامة مع الأنبياء في جنة عرضها السموات والأرض؟! ولذلك لا تتعجل الشفاء لأن الأمر كله بيد الله هو يفعل ما يشاء، وعليك أن تعتقد جازماً أن الله تعالى يستجيب دعاءك بطريقة ما قد لا تدركها أنت، وأن أي آية تقرأها سوف تكون لك شفاء من مرض ربما تجهله، وربما هذه الآية تصرف عنك مرضاً كان سيصيبك بعد أيام ولكن قراءتك لهذه الآية كانت سبباً في صرف ذلك المرض من دون أن تشعر بذلك!
ما هي الأمراض التي يشفيها القرآن؟
اعلم أن القرآن شفاء لكل داء، وأن الله تعالى جعل في آيات كتابه لغة عجيبة تفهمها الخلايا ولذلك قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ) [الأنفال: 24]، فهذه الآية تدل على أن الله قد أودع في آياته حياة لنا، فالخلية المصابة والمتضررة والتي أصبحت خاملة ومصابة بالأمراض، فإن كلام الله تعالى إذا وقع عليها تنشَّطت وعادت إليها الحياة من جديد وأصبحت أكثر قدرة على مقاومة الأمراض، ولذلك فإن تلاوة آيات محددة على أمراض محددة تؤثر على هذه الأمراض وتشفيها بإذن الله تعالى.
ولذلك فإنه يمكننا القول إن القرآن فيه شفاء لجميع الأمراض مهما كان نوعها سواء كانت أمراضاً نفسية أو جسدية أو كانت سحراً أو مسّاً أو غير ذلك. وينبغي على المريض أن يعتقد بذلك، لأن الاعتقاد السليم هو نصف الشفاء إن لم نقل الشفاء كله!

في كل آية من آيات القرآن أودع الله جل جلاله لغة خفية تؤثر على المرض فتذهبه بإذن الله تعالى، وهذه النتيجة مؤكدة ولكننا نجهل هذه اللغة الشفائية التي أودعها الله في آيات كتابه، لذلك علينا أن نجتهد في تلاوة الآيات ونوقن بأننا سنُشفى بإذن الله تعالى، واليقين بالشفاء يمثل نصف الشفاء أو أكثر.
كيف نقرأ القرآن على المريض؟
ينبغي علينا أن ندرك بأن أفضل من يقرأ القرآن هو المريض نفسه، لأن الأبحاث الجديدة في هذا المجال أثبتت أن صوت المريض هو الأكثر تأثيراً على مرضه، وأن الخلايا تستجيب للترددات الصوتية الناتجة عن صاحبها أكثر من استجابتها لصوت آخر، ولذلك فإنني أنصح كل مريض أن يقرأ على نفسه الآيات الخاصة بمرضه، وهذا ما سمَّيته "الرقية الذاتية".
ولكن أحياناً يكون المريض في حالة صعبة فلا يستطيع التركيز والقراءة الصحيحة فيمكن الاستعانة بمن يقرأ له، وينبغي على من يقرأ آيات الشفاء أن يركز تفكيره على المرض ويتخيل وكأن المرض قد شُفي تماماً ببركة هذه الآيات.
كما أنصح بأن تكون القراءة بصوت مرتفع قليلاً بحيث يسمعه المريض، أي أن تكون القراءة جهرية وليست سرية. وذلك لأن الأبحاث أثبتت أن الترددات الصوتية تؤثر على خلايا الجسد المريض وبخاصة مرض السرطان أعاذنا الله منه.
ما هو الوقت المفضل للقراءة؟
لا يوجد وقت محدد للعلاج بالقرآن إنما كل الأوقات مناسبة وبكل الوضعيات أي قائماً وجالساً ومضطجعاً، ولكنني أفضل أن يقرأ المريض على نفسه صباحاً ومساءً، أي بعد الاستيقاظ من النوم وقبيل النوم، وأن يكرر الآيات التي يراها مناسبة لمرضه سبع مرات لأن هذا الرقم له دلالات كثيرة وقد كان النبي الأعظم عليه الصلاة والسلام يكرر بعض آيات الشفاء وأدعيته سبع مرات.


العلاج بسماع القرآن
ينبغي على المريض كعلاج مكمل أن يسمع القرآن كل يوم لعدة ساعات، وكلما أمكنه ذلك، وينبغي عليه أن يفكر في الآيات التي يسمعها، أن يتدبّرها لأن تدبر القرآن وفهم معانيه هو نوع من العلاج أيضاً.
ولكي يكون العلاج فعّالاً أنصح بأن يستمع المريض إلى القرآن المرتل أثناء النوم، لأن الدماغ يبقى في حالة نشاط ويستجيب لصوت القرآن حتى لو كان الإنسان نائماً! وهذه آية من آيات الله تبارك وتعالى، ولذلك قال: (وَمِنْ آَيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ) [الروم: 23].
ما هي الرقية الشرعية الثابتة؟
هناك آيات محددة ينبغي على المريض أن يتلوها دائماً ولأي مرض كان لأنه ثبت أنها مفيدة لشفاء جميع الأمراض وهي:
1- قراءة سورة الفاتحة سبع مرات: وهذه خطوة مهمة في أي علاج لأن سورة الفاتحة هي أعظم سورة في القرآن الكريم. وقد أودع الله في كلماتها أسراراً لا تُحصى، وهي التي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حقّها: (والذي نفسي بيده لم ينزِّل الله مثلها في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان!). وسبب قراءتها سبع مرات هو أن الله تعالى سمَّاها بالسبع المثاني.
2- قراءة آية الكرسي: وهي الآية رقم 255 من سورة البقرة، وهي قوله تعالى: (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ)، وهذه أعظم آية من القرآن كما أخبر بذلك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ولذلك فهي مهمة جداً في الشفاء، لأن الله تعالى سيحفظ من يقرؤها من كل سوء أو شر أو مرض.
وأنا أنصح بقراءة آية الكرسي كل يوم صباحاً ومساءً لأن الله قد وضع فيها قوة حفظ لمن يقرؤها، إذن كإجراء وقائي فإن هذه السورة لها مفعول قوي جداً في حفظ الإنسان من شر الأمراض بأنواعها. لأن فيها قوله تعالى: (وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ).
3- آخر آيتين من سورة البقرة: وهما قوله تعالى: (آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ * لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ). وقد أخبر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أنه من قرأ هاتين الآيتين في ليلة كفتاه من أي شر ومرض وهم وغم.
4- سورة الإخلاص: وهذه السورة تعدل ثلث القرآن كما أخبر بذلك الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام. وهي السورة التي أودع الله فيها صفات الوحدانية التي انفرد بها، ولذلك فهي سورة مهمة جداً في العلاج لجميع الأمراض. ويفضل أن نقرأها 11 مرة بعدد حروف (قل هو الله أحد)، ولأن هذا العدد له إعجاز مذهل في هذه السورة.
5- آخر سورتين من القرآن: وهما المعوذتين، سورة الفلق وسورة الناس، اللتين قال عنهما النبي الأعظم: ما تعوذ المؤمن بأفضل منهما، أي أن المؤمن عندما يلجأ إلى الله تعالى ويقرأ هاتين السورتين فإن الله سيحميه ويحصّنه من شر الأمراض.
وكما قلنا إن هذه السور نقرؤها في جميع حالات المرض، ولكننا نضيف لها الآيات المناسبة للمرض. وسوف أضرب لكم أمثلة على ذلك:
أمرض القلق والتوتر النفسي والخوف
بالإضافة للسور السابقة نقرأ قوله تعالى: (الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [الرعد: 28]. ونكرر هذه الآية سبع مرات صباحاً ومساءً..
كذلك يمكننا قراءة سورة قريش: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ * إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ * فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ) [سورة قريش]. وهذه السورة يمكن أن نكررها مرات كثيرة لأن الله تعالى أودع فيها الأمن من الخوف.
أمراض الإحباط والفصام والخمول
يمكن قراءة سورة يوسف لأن هذه السورة العظيمة نزلت في أصعب الأوقات التي مر بها النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، نزلت لتواسيه في دعوته إلى الله وتثبته على الحق وهي سورة التفاؤل والسورة التي تجعل المؤمن أكثر صبراً وفرحاً.
كذلك يمكن قراءة قوله تعالى ثلاث مرات: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) [يونس: 58]. ففي هذه الآية أودع الله سراً عظيماً حيث تبعث الفرح والسرور في قلب صاحبها.
أمراض السرطان بأنواعها
السرطان هو خلل في برنامج عمل الجسم، ولعلاجه لابد من تلاوة الآيات التي تصلح هذا الخلل، ومن الآيات الرائعة لعلاج هذا الخلل قوله تعالى على لسان سيدنا موسى عليه السلام: (إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ * وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ) [يونس: 81-82]، وهذه الآيات مفيدة لعلاج السحر أيضاً. ويجب تكرار هذه الآيات سبع مرات على الأقل.
كذلك يمكن قراءة سورة يس كاملة على هذا المرض، ويمكن الاستماع كل يوم لسورة البقرة كاملة أو لجزء منها، وتكرار سماع سورة البقرة وذلك كل يوم حسب المستطاع. كذلك أنصح مرضى السرطان أن يقرأوا سورة الطور، وسورة الروم.
أمراض الجلد والأمراض المزمنة بأنواعها
نقرأ بالإضافة للرقية السابقة دعاء سيدنا أيوب الذي مسَّه المرض سنوات طويلة فكشف الله عنه هذا الضر ببركة هذا الدعاء: (أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) [الأنبياء: 83]. كذلك قراءة قوله تعالى: (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) [الزمر: 23].
أمراض الوساوس والقهر والخوف والغم والهموم
يقرأ دعاء سيدنا يونس وهو في بطن الحوت: (لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) [الأنبياء: 87]. فقد استجاب الله لسيدنا يونس ببركة هذا الدعاء. وأنصح من أصيب بالوساوس أن يكثر من التسبيح أن يقول: (سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم)، فإن التسبيح ينجي الإنسان من الغم والهم والحزن.
أمراض العقم والإنجاب
يدعو بدعاء سيدنا زكريا عليه السلام عندما طلب من ربه أن يهبه غلاماً زكياً فاستجاب الله له ببركة هذا الدعاء: (رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ) [الأنبياء: 87]. كما أنصح من تأخر في الإنجاب أن يكثر من قراءة سورة الإخلاص، وسورة مريم.
مشاكل في السمع والبصر والتشوهات الخلقية
أنصح بقراءة سورة الأعلى سبع مرات مع الرقية الشرعية السابقة. والإكثار من قراءة فاتحة الكتاب. وكذلك سورة الأعلى وسورة البلد.
من أجل أمراض السحر والحسد والعين والمس والعقد
أنصح بقراءة سورة البقرة على مراحل، كل يوم يقرأ ما يستطيع من هذه السورة العظيمة، كذلك يستمع إلى سورة البقرة حسب المستطاع كل يوم. مع الإكثار من قراءة المعوذتين.
وهناك آية عظيمة يجب أن نكررها سبع مرات وذلك في حالة المرض أو السلامة، وهي قوله تعالى: (وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ) [المؤمنون: 97-98].
وهناك أيضاً آية لم أحس أو شعر بأن ضرراً ما سيحل به أو خاف من الشر أو شعر بالوسوسة، فما عليه إلا أن يكرر هذه الآية: (وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ) [البقرة: 102] وذلك سبع مرات.
العلاج بالصيام
أقوى سلاح ضد جميع الأمراض هو الصوم، وهذه حقيقة علمية ثابتة، لذلك أكثر من الصيام، وسوف تجد تحسناً كبيراً مهما كان مرضك.
عالج السموم بالصيام
إن الدواء لكثير من الأمراض موجود في داخل كل منا، فجميع الأطباء يؤكدون اليوم أن الصوم ضرورة حيوية لكل إنسان حتى ولو كان يبدو صحيح الجسم، فالسموم التي تتراكم خلال حياة الإنسان لا يمكن إزالتها إلا بالصيام والامتناع عن الطعام والشراب. يدخل إلى جسم كل واحد منا في فترة حياته من الماء الذي يشربه فقط أكثر من مئتي كيلو غرام من المعادن والمواد السامة!! وكل واحد منا يستهلك في الهواء الذي يستنشقه عدة كيلوغرامات من المواد السامة والملوثة مثل أكاسيد الكربون والرصاص والكبريت.
فتأمل معي كم يستهلك الإنسان من معادن لا يستطيع الجسم أن يمتصها أو يستفيد منها، بل هي عبء ثقيل تجعل الإنسان يحسّ بالوهن والضعف وحتى الاضطراب في التفكير، بمعنى آخر هذه السموم تنعكس سلباً على جسده ونفسه، وقد تكون هي السبب الخفي الذي لا يراه الطبيب لكثير من الأمراض المزمنة، ولكن ما هو الحل؟
إن الحل الأمثل لاستئصال هذه المواد المتراكمة في خلايا الجسم هو استخدام سلاح الصوم الذي يقوم بصيانة وتنظيف هذه الخلايا بشكل فعال، وإن أفضل أنواع الصوم ما كان منتظماً. ونحن عندما نصوم لله شهراً في كل عام إنما نتبع نظاماً ميكانيكياً جيداً لتصريف مختلف أنواع السموم من أجسادنا.
عالج ضغوطك النفسية بالصيام
للصيام قدرة فائقة على علاج الاضطرابات النفسية القوية مثل الفصام!! حيث يقدم الصوم للدماغ وخلايا المخ استراحة جيدة، وبنفس الوقت يقوم بتطهير خلابا الجسم من السموم، وهذا ينعكس إيجابياً على استقرار الوضع النفسي لدى الصائم.
حتى إننا نجد أن كثيراً من علماء النفس يعالجون مرضاهم النفسيين بالصيام فقط وقد حصلوا على نتائج مبهرة وناجحة! ولذلك يعتبر الصوم هو الدواء الناجع لكثير من الأمراض النفسية المزمنة مثل مرض الفصام والاكتئاب والقلق والإحباط.
إن الصيام يحسِّن قدرتنا على تحمل الإجهادات وعلى مواجهة المصاعب الحياتية، بالإضافة للقدرة على مواجهة الإحباط المتكرر. وما أحوجنا في هذا العصر المليء بالإحباط أن نجد العلاج الفعال لمواجهة هذا الخطر! كما أن الصوم يحسن النوم ويهدّئ الحالة النفسية.
فلدى البدء بالصوم يبدأ الدم بطرح الفضلات السامة منه أي يصبح أكثر نقاء، وعندما يذهب هذا الدم للدماغ يقوم بتنظيفه أيضاً فيكون لدينا دماغ أكثر قدرة على التفكير والتحمل، بكلمة أخرى أكثر استقراراً للوضع النفسي.

عالج الوزن الزائد بالصيام
حالما يبدأ الإنسان بالصيام تبدأ الخلايا الضعيفة والمريضة أو المتضررة في الجسم لتكون غذاءً لهذا الجسم حسب قاعدة: الأضعف سيكون غذاءً للأقوى، وسوف يمارس الجسم عملية الهضم الآلي للمواد المخزنة على شكل شحوم ضارة، وسوف يبدأ بابتلاع النفايات السامة والأنسجة المتضررة ويزيل هذه السموم.
ويؤكد الباحثون أن هذه العملية تكون في أعلى مستوياتها في حالة الصيام الكامل، أي الصيام عن الطعام والشراب، وبكلمة أخرى الصيام الإسلامي، فتأمل عظمة الصيام الذي فرضه الله علينا والفائدة التي يقدمها لنا.
عالج الشهوة الجنسية بالصيام
إن إنتاج الهرمون الجنسي يكاد يكون معدوماً أثناء الصوم، ولذلك نجد أن للصيام تأثير كبير على استقرار الحالة الجنسية وتجنب الهيجان الذي يسببه امتلاء المعدة وقلّة الخشوع، وإذا علمنا بأن الصوم يؤثر إيجابياً على استقرار الحالة النفسية وعلمنا بأن الحالة الجنسية تابعة بشكل كبير للحالة النفسية، فإن الصوم يعني استقرار الحالة الجنسية وتخفيض أثرها للحدود الدنيا.
عالج شيخوختك بالصيام
أظهرت الدراسات والتجارب أن ممارسة الصيام على الحيوانات يضاعف من فترة بقائها أو حياتها! ونجد كذلك المئات من الكتب الصادرة حول الصيام وهي لمؤلفين غير مسلمين، وجميعهم يؤكدون علاقة الصيام بالعمر المديد، ويؤكد كثير من العلماء أن الصوم هو أفضل طريقة للسيطرة على جسم صحيح ومعافى. وهذا بالنسبة لصيامهم وهو على عصير الفواكه فقط ولا يتميز بأي روحانية أو خشوع أو إحساس بمتعة الصيام كما في البلدان الإسلامية.
إن التنظيف المستمر للخلايا باستخدام الصيام يؤدي إلى إطالة عمر هذه الخلايا وبالتالي تأخر الشيخوخة لدى من ينتظم في الصيام. حتى إن حاجة الجسم من البروتين تخف خلال الصيام إلى الخمس! وهذا ما يعطي قدراً من الراحة للخلايا، حتى إن الصيام هو وسيلة لتجديد خلايا الجسم بشكل آمن وصحيح. فإذا كان هذا تأثير الصيام غير الإسلامي، فكيف بتأثير الصيام الإسلامي؟
عالج التدخين بالصيام
يساعد الصوم على ترك التدخين! فهو يعمل في جسم الإنسان مثل السلاح الخفي الذي لا يُرى، فيطرد المواد السامة مثل النيكوتين، وبنفس الوقت ينظف الدم فتنخفض الشهوة للدخان بسرعة مذهلة.
عالج أمراض المفاصل بالصيام
من الأشياء الغريبة في الصوم أنه يساعد على شفاء آلام الظهر والعمود الفقري والرقبة. وكذلك يعالج الصوم الكثير من حالات الوهن العام والالتهابات بأنواعها.
عالج أمراض الجهاز الهضمي بالصيام
كم هو عدد الأشخاص المصابين بالإمساك المزمن وقد تناولوا الكثير من الأدوية دون أية فائدة، ليتهم يجرّبون الصوم وسيجدون التحسُّن السريع لحالتهم بإذن الله تعالى. وكذلك الأمراض المزمنة للجهاز الهضمي يمكن أن يجدوا في الصيام حلاًّ مؤكداً لشفائها. وكذلك التهاب الكولون والتهاب الأمعاء المزمن. ونجد الباحثين يؤكدون بأن 85 % من الأمراض تبدأ في الكولون غير النظيف والدم الملوث.
عالج ضغط الدم العالي
هنالك حالات كثيرة من الإصابة بضغط الدم المرتفع والمزمن حيث لا يعطي الدواء الكيميائي إلا نتائج محدودة، وهذا المرض يعالجه الصيام بشكل جيد.
عالج مرض السكر
فإن الصوم لا يضُرّهم، بل يساعدهم على الشفاء. وقد يكون السبب الرئيسي في ذلك هو أن الصائم يتمتع بنفسية جيدة وحالة مستقرة تغيب فيها الانفعالات والاضطرابات، وتخيم عليه السكينة والطمأنينة، وهذا ما ينظم عمل أجهزة الجسم ويجعلها أكثر قدرة وكفاءة في علاج السكر وتنظيم مستوياته.
عالج الربو بالصيام
الصوم وسيلة جيدة لعلاج الربو وأمراض الجهاز التنفسي. وكثير من الأمراض المزمنة للجهاز التنفسي تزول بمجرد المداومة على الصيام، فسبحان الله!
عالج قلبك بالصيام
والصوم يعالج الأمراض القلبية وتصلب الشرايين. وإنني أعرف شخصاً منذ عشر سنوات وقد أكد له الأطباء بضرورة إجراء عملية للقلب بسبب انسداد قسم كبير من الشرايين والأوعية، وأكدوا له جميعاً أن حالته في خطر شديد إذا لم يجر هذه العملية ولكنه لم يفعل أي شيء سوى أنه يصوم شهرين قبل رمضان وشهر بعده، والعجيب أنه يتمتع بصحة جيدة مع العلم أن عمره فوق السبعين.

عالج الكبد بالصيام
أمراض الكبد مهما كان نوعها فقد أثبت الصوم قدرته على علاجها بدون آثار سلبية.
عالج أمراض الجلد بالصيام
يعالج الصيام أمراض الجلد وبشكل خاص الحساسية والأكزما المزمنة. ويحدث ذلك بسبب ارتفاع مناعة الجسم أثناء الصوم.
عالج الحصيات بالصيام
يفيد الصوم في الوقاية من مرض الحصى الكلوية. وكذلك الحصيات بأنواعها، وأعود فأتحدث عن الشخص السابق مريض القلب، فقد كان يعاني من وجود حصية كبيرة في المثانة، ولكن الأطباء لم يستطيعوا إجراء أي عملية بسبب أن قلبه لا يتحمل التخدير، إلا على مسؤوليته.
ولكنه رفض العملية الجراحية أيضاً وقرر أن يصوم فإذا به بعد عدة أشهر لم يعد يشكو من أي شيء، وهذه معلومات مؤكدة ويؤكدها جميع الباحثين اليوم.
عالج السرطان بالصيام
إن الصيام ينفع في علاج الأمراض الخبيثة مثل السرطان. كما أن الصوم يعتبر السلاح رقم واحد في الطب الوقائي.
العلاج بأسماء الله تعالى
هناك طريقة رائعة للعلاج بأسماء الله الحسنى فلكل اسم عمل وتأثير وقوة شفائية وتستطيع اختيار الاسم الذي يناسب حالتك، فاسم (الغني) لعلاج الفقر والحاجة، واسم (السلام) لعلاج الخوف والقلق والإحباط، واسم (القوي) لعلاج الضعف بكافة أنواعه، واسم (البارئ) لعلاج كافة الأمراض... وهكذا. وتكرر أي اسم من أسماء الله الحسنى عدداً كبيراً من المرات حتى يتم الشفاء، طبعاً بالإضافة للآيات القرآنية السابقة. مع العلم أنه لا يوجد عدد محدد لتكرار الاسم، كلما ذكرت الله أكثر كان الشفاء أسرع!
العلاج بالاستغفار
استغفر الله كل يوم مئة مرة صباحاً ومساءً: (أستغفر الله العظيم وأتوب إليه)، فهذا الاستغفار مفيد للرزق وإصلاح الأولاد وسوف ينجيك الله من الأخطار والشرور ببركة الاستغفار، وهو شفاء للأمراض بجميع أنواعها.
يقول تعالى على لسان سيدنا نوح: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا) [نوح: 10-12]. فالاستغفار هو طريقك إلى الشفاء وإلى مزيد من الرزق ومزيد من النجاح في الحياة.
العلاج بالتفكر في خلق الله
وهذه طريقة جديدة للعلاج بأن نتأمل مخلوقات الله مثل النباتات من حولنا، والنجوم والقمر والسماء في الليل، ونتأمل الحيوانات والحشرات وكيف أتقن الله صناعتها، نتأمل عالم النمل، وعالم النحل، وعالم الإبل.... إنها أرقى طريقة في العلاج، لأن التفكر في خلق الله تعالى يعطي قوة كبيرة للنظام المناعي للجسم، وهذا الكلام عن تجربة شخصية طويلة، وأنصح بها كل من يعاني من أمراض مستعصية جداً عجز الطب عن شفائها مثل السرطان، والتهاب الكبد الوبائي والالتهابات بأنواعها، والأمراض المزمنة والحادة مهما كان نوعها.
العلاج بالعسل وزيت الزيتون
أيضاً تقرأ الآيات القرآنية على العسل المذاب بالماء وتشربه، وكذلك تقرأ هذه الآيات على زيت الزيتون وتشربه أو تدهن به جسدك مكان المرض.
يقول تعالى: (يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [النحل: 69].
بعد اختبارات طويلة وجد الدكتور Glenys Round اختصاصي أمراض السرطان شيئاً غريباً في العسل! فقد لاحظ أن للعسل تأثيراً مدهشاً في علاج السرطان. ويقول إننا نستعمل العسل في علاج سرطان الجلد حيث يخترق الجلد ويعالج هذه السرطان بشكل تعجز عنه أفضل الأدوية.
كذلك يؤكد أن كل الأدوية وقفت عاجزة أمام علاج القروح ولكنهم تمكنوا أخيراً من شفائها بالعسل. والشيء الذي يؤكده جميع المرضى الذين تمت معالجتهم بالعسل أنهم يحسون بسعادة أثناء العلاج، فلا آثار جانبية، ولا ألم..

في كتاب الله نجد أن المادة الغذائية الوحيدة التي وصفها الله تعالى بأن فيها شفاء للناس هي العسل. يقول عز وجل: (يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس) [النحل: 69]. وإذا تتبعنا الاكتشافات الحديثة نجد أن العسل يستخدم حديثاً في علاج الحروق والجروح المتقيحة وعلاج أمراض الجلد والحفاظ على صفاء ونقاء البشرة وعلاج الكلف والنمش. كذلك يفيد العسل في منع تساقط الشعر وعلاج تلف هذا الشعر. بالإضافة إلى فائدته في التهابات الأمعاء وكثير من أنواع السرطان.
لقد حيرت بعض أنواع الجراثيم باحثي الولايات المتحدة الأمريكية ولم يجدوا لها علاجاً، ولكنهم اليوم يحاولون استخلاص المضادات الحيوية الموجودة في العسل لتعقيم المشافي حيث يؤكدون أنها من أفضل المضادات الحيوية!
كما يؤكد الخبراء أنه يتم إنفاق ستة بليون دولار سنوياً على علاج الجروح والحروق، ولو تم الاعتماد على العسل لوفّروا نسبة كبيرة من الأموال. إذاً العسل يوفر المال أيضاً.
كما وجد بعض الباحثين أن العسل يملك قوة شفائية في علاج قروح المعدة والتهابات الحنجرة. ووجدوا أن الجراثيم تجتمع بطريقة خاصة لتدعم بقاءها وتجمعاتها، وأثبت البحث العلمي أن العسل يقوم بتفريق دفاعات الجراثيم ويشتتها ويضعفها، مما يساعد الجسم على القضاء عليها. وقد قام العلماء مؤخراً باكتشاف مادة في العسل تمنع التأكسد وبالتالي تفيد في علاج الكولسترول.
ولذلك يعجب العلماء من الطاقة الخفية الموجودة في العسل والتي تستطيع شفاء الأمراض المستعصية، ويتساءلون: كيف يحدث الشفاء؟ ما هو الشيء الذي يقوم به العسل داخل خلايا جسدنا فنجد أن السرطان يتوقف بشكل مفاجئ، ونجد أن الكثير من البكتريا يتوقف نموها في الجسم، ونجد أن الجهاز المناعي ينشط ويصبح أكثر فاعلية.... ما الذي يحدث؟ لا أحد لديه الإجابة.
ولكننا بقليل من التأمل في هذا القرآن وتحديداً في قوله تعالى: (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ * ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [النحل: 68-69]، سوف نجد أن الله تعالى أودع في هذا العسل قوة شفائية من كلامه عز وجل من كلمة (وَأَوْحَى)، فلذلك من الضروري أن نقرأ على العسل قبل أن نتناوله سواء للعلاج أو للغذاء.
يحتوي العسل على فيتامين (ب1) الذي يفيد في التهاب الأعصاب وتنميل الأطراف. كما يحتوي العسل على الفيتامين (ب2) المفيد لعلاج قرحة الفم وتشقق الشفاه والتهاب العين. كما يحتوي العسل على عدد من المعادن مثل البوتاسيوم والصوديوم والكالسيوم والمغنزيوم والحديد والنحاس والفوسفور والكبريت وهذه المجوعة تساعد على تهدئة الحالة النفسية لدى المريض المصاب باضطرابات نفسية.

يحوي العسل "المعلومات" التي انتقلت من النحل إلى هذا العسل أثناء إنتاجه، هذه المعلومات موجودة في رحيق الأزهار حيث تتفاعل داخل بطون النحل وتعدَّل ويزداد مفعولها لتكون جاهزة للاستفادة منها، وهنا يكمن سر الشفاء بالعسل. فالله تعالى زود كل نحلة ببرامج موجودة في خلايا دماغها ولذلك هي تقوم بخطة مرسومة لها مسبقاً وهو ما عبر عنه القرآن بقوله تعالى: (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ) [النحل: 68]. فهو إذاً طريق مرسوم ووحي من الله بأسلوب نجهله نحن البشر!
والعسل له حضور مهم جداً عند الأطفال الرضع ووقايتهم من فقر الدم والكساح ولعلاج التبول اللاإرادي لدى الأطفال، ولكن يجب أن يتناولوا كميات صغيرة منه بالنسبة للأطفال دون العام.. كما أن مضغ القليل من شمع العسل مع العسل الصافي يساعد على علاج الزكام والتهاب الحلق والسعال، ولشفاء الجيوب الأنفية وحساسية الأنف. كما يستفاد من العسل في معالجة الإرهاق العضلي والتشنجات العضلية. كذلك يفيد العسل في علاج أمراض الكبد وحالات التسمم.
أمراض يشفيها العسل
- يمكن علاج الأرق وقلة النوم شرب كأس ماء مذاب فيه ملعقة من العسل قبل النوم، فقد وجد بعض الباحثين تأثيراً مهدئاً لشراب العسل.
- يمكن استعمال العسل لعلاج تشقق الشفاه، وعلاج الجلد المتجعد، أي لتجميل وتنشيط الجلد المترهل.
- ملعقة عسل كل يوم قد تقيك من نوبة قلبية قاتلة، هذا ما يؤكده الباحثون من خلال الدراسات الجديدة على العسل، حيث لاحظوا أنه يساهم في تنظيم عمل القلب.
- وفي بحث حديث جداً نصح وجد الأطباء أن تناول ملعقة من العسل كل يوم يعالج السعال المزمن، بشكل أفضل من الأدوية الكيميائية المعروفة.
- بحث آخر وجد أنه حيث تعجز الأدوية الكيميائية عن علاج الربو والتهابات الرئتين والمجاري التنفسية، فإن العسل أثبت قدرته الكبيرة على الشفاء!
- لعلاج التوتر النفسي والتهاب الأعصاب والاضطرابات المختلفة في أنظمة عمل الجسد، فإن العسل له طاقة عجيبة في تنظيم وتخفيف هذه الاضطرابات وتهديء الحالة النفسية.
- لعلاج التهابات اللثة وتسوس الأسنان، فقد أثبتت بعض التجارب الشعبية أن تدليك اللثة بالعسل يقوي اللثة الضعيفة وينشط حركة الدم ويقتل البكتريا المؤذية في الفم.
- لعلاج الضعف الجنسي وأمراض العقم، فقد أثبتت بعض التجارب أن للعسل مفعول في تنشيط وتنظيم الحالة الجنسية لدى الرجل والمرأة على حد سواء، كذلك هناك بعض الأبحاث بينت الدور المهم للعسل في علاج العقم.
- إذا كنتَ تعاني من حساسية ما فعليك بتناول القليل من شراب العسل وذلك بعد قراءة القرآن عليه بصوت مسموع وبخشوع وتأمل، وبعد فترة يمكن أن تصل إلى ثلاثة أشهر سوف تجد أن الحساسية التي عجز الطب عن علاجها سوف تخف كثيراً بإذن الله تعالى.
وأنصح يا أحبتي أن نلجأ إلى الشفاء بالعسل والقرآن وهذا ما نصحنا به النبي الأعظم عليه صلوات الله وسلامه، فنكون بذلك قد أخذنا أسباب الشفاء. وقد وجدتُ بالتجربة أننا عندما نقرأ على العسل المذاب بالماء (شراب العسل) سورة الفاتحة سبع مرات وقوله تعالى (فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ) سبع مرات أيضاً فإن هذا الشراب سيتأثر بتلاوة القرآن وتزداد فاعليته بإذن الله ويصبح أكثر قدرة على الشفاء، والله أعلم.
العلاج بالأعشاب
يمكنك أن تستشير المختصين بالأعشاب ما هي العشبة المناسبة لمرضك، وتغلي هذه العشبة بالماء ثم تقرأ عليها القرآن وتتناولها، فالقراءة دائماً تزيد من الطاقة الشفائية للعشبة.
أحبتي في الله! لماذا لا تستبدلون القهوة والمشروبات الغازية بالشاي الأخضر والبابونج والنعناع؟! وقد دلت المشاهدة على أن الإنسان الذي يتناول شراب البابونج وغيره من الأعشاب الطبية مع قراءة الفاتحة وما استطاع من القرآن، فإن مناعته تزداد ضد جميع الأمراض، وهذا الكلام عن تجربة.
ولا نريد أن ندخل في تفاصيل هذا العلاج ولكن ألخص لكم أحبتي كل ما قرأته في عالم العلاج بالأعشاب بجملة خفيفة: إن كل شيء خلقه الله من حولنا سواء كان نباتاً أو عشباً أو فاكهة، إنما فيه فائدة طبية مؤكدة، فاحرص على تناول الأشياء الطبيعية واترك الأشياء الاصطناعية قدر الإمكان، واستمتع بصحة رائعة!
العلاج بالزيوت العشبية
وهو علاج رائع حيث نقوم باستخدام زيت الحبة السوداء وزيت بذور العنب ومختلف أنواع الزيوت العشبية والنباتية وذلك بعد القراءة عليها ودهن الجزء المريض.
لقد أثبت الباحثون أن تعريض الزيوت العشبية إلى الترددات الصوتية يرفع من طاقة هذه الزيوت وتصبح أكثر فاعلية في علاج المرض.
وإن أفضل ترددات صوتية نطبقها على هذه الزيوت هي كلام الله تعالى، فهو خالق المرض وهو خالق الإنسان وهو خالق النباتات وهو أعلم بشفاء عباده من أنفسهم، لذلك لا نشك أبداً في الأثر القوي لتلاوة القرآن بصوت مسموع على الزيوت قبل دهن مكان الألم.
العلاج بالأدوية الكيميائية
أحبتي في الله: علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف نداوي أنفسنا وينبغي ألا نهمل العلاج بالأدوية الكيميائية التي ينصح بها الأطباء، ولكن الخطأ أن نهمل العلاج بالقرآن ونعتمد كلياً على الطب الكيميائي، فالعلاج بالقرآن لا يكلف شيئاً، وقد جربته كما جربه الملايين من المسلمين وحصلوا على نتائج مبهرة، فلا تجعلوا اعتمادكم على الطب فقط، بل جربوا علاج القرآن، ولن تخسروا شيئاً، بل إن أثر القرآن مؤكد مئة بالمئة، نسأل الله تعالى أن يجعل القرآن شفاء لنا من كل داء.
وإنني أنصح أي واحد يتعرض لمرض ما أن يلجأ إلى الله أولاً وإلى تلاوة القرآن والدعاء، ثم يستخير الله في الذهاب إلى الطبيب المناسب، والله سييسر له الطبيب المناسب.
ثم يتوكل على الله ويتناول الدواء الكيميائي سواء كان على شكل إبر أو حبوب أو شراب أو علاج بالليزر أو غير ذلك، ولكن لا ننسى أن نقرأ سورة الفاتحة سبع مرات قبل تناول أي مادة دوائية.
ويفضل أن تقرأ الفاتحة وآية الكرسي وسورة يس والمعوذتين على الدواء ثم نتناول هذا الدواء، وسيصبح أكثر فاعلية وتأثيراً بإذن الله تعالى.
القراءة على الماء ترفع طاقته العلاجية
العلاج بالماء هو علاج مكمل، وهو أن تأخذ كأساً من الماء وتقرأ عليه الرقية الشرعية والأدعية وأسماء الله الحسنى وبعض سور القرآن المناسبة لمرضك، بصوت مرتفع قليلاً، ثم تشرب من هذا الماء وتسقي منه أي مريض، وتمسح به على وجهك ومكان الألم، هذا الماء يقوم بتخزين المعلومات الشفائية التي أودعها الله في الآيات التي قرأتها، وسوف تنتقل هذه المعلومات إلى كل خلية من خلايا جسدك، فيحصل الشفاء بإذن الله تعالى. وحبذا لو كان الماء من نبع زمزم، فهذا الماء له قدرة هائلة على الشفاء!
يستخدم اليوم العلماء الماء المقطر أي المنقى كمادة مطهرة في المشافي، وكذلك يستخدمون الماء المنقى في علاج بعض الأمراض، ويقولون إن الماء المقطر يحوي طاقة كبيرة في داخله والتي يستفيد منها الإنسان لدى شربه كل يوم لتراً منه.
ويقول الباحثون إن للماء خصائص مذهلة تتجلى في قدرته العلاجية والشفائية من كثير من الأمراض. حتى إن بعضهم يقترح طريقة للعلاج بالماء حيث ينصح بأن يتناول الإنسان كل يوم لتراً من الماء صباحاً ويبقى دون طعام حتى ساعة متأخرة لضمان تغلغل الماء وتشرب الخلايا لهذا الماء، ويستمر هذا البرنامج العلاجي لمدة عشرين يوماً أو لمدة شهر كامل.
وقد وجدوا لهذه الطريقة نتائج ممتازة. وينصحون أيضاً بشرب الماء بعد تعريضه لذبذبات كهرطيسية، لأنهم وجدوا أن الماء يتأثر بهذه الذبذبات، ويتغير تركيبه الجزيئي. ووجدوا أيضاً أن الماء يتأثر بالصوت، أو الترددات الصوتية، حتى إنهم يستخدمون الصوت في تجميد الماء!
ولكن أخي وأختي! نحن لدينا طريقة أفضل وهي قراءة القرآن على الماء، فالماء الذي جعله الله طهوراً، لا يقتصر على تطهير الأوساخ بل يطهر الجسد من الفيروسات والبكتريا الضارة، ولكن عندما نقرأ القرآن الكريم على كأس من الماء وبصوت مرتفع قليلاً، ومن ثم نشرب هذا الماء سوف يتمتع الماء بخصائص جديدة لأن الله جعل فيه خاصية التأثر بآياته، كيف لا وهو القائل: (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ) [الأنبياء: 30].
يقول تعالى في الدنيا: (وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا * لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا * وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا) [الفرقان: 48-50]. ويقول في الآخرة: (وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا * إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا) [الإنسان: 21-22].


عالج نفسك بالقرآن أثناء النوم
من الحقائق التي حدثنا عنها: آية النوم، فالنوم آية ومعجزة تشهد على عظمة الخالق ودقة صنعه وإتقانه، ويقول العلماء بعد سنوات طويلة من البحث: إن النوم عملية معقدة جداً وهي ضرورية لاستمرار الحياة، ومن دون النوم لا وجود للحياة!
ولكن قبل ذلك ينبغي أن ندرك أن النوم مهم جداً لبناء الإنسان واستمراره وتطوره وذكائه. وقد قام الباحثون بتجارب كثيرة على النوم ولا زالوا وأجمعوا على أن النوم من العمليات المعقدة جداً، وكلما زادت معرفتهم بالنوم أكثر أدركوا جهلهم بهذه العملية المعقدة.
ولذلك فإن الله تبارك وتعالى أخبر البشر بأن علمهم محدود، يقول تعالى: (وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا) [الإسراء: 85].

تبقى الأذن تعمل وتدخل إليها أي ترددات صوتية وتنقلها إلى الدماغ، الذي يقوم بمعالجة هذه المعلومات الواردة، ومع أن الإنسان وهو نائم لا يشعر بأي شيء، إلا أن حاسة السمع تقوم بالكثير بل وتحافظ على التوازن أثناء النوم، فالنوم هو آية تستحق أن نتفكر فيها، وهذه الأذن سخرها اله لنا فأقل شيء نقدمه كشكر لله أن نستخدمها لنسمع بها كلام خالقنا ورازقنا سبحانه وتعالى.
إن النائم يغمض عينيه فلا يرى شيئاً، وتتوقف لديه حاسة اللمس، وكذلك حاسة الشمّ، ولكن هناك حاسة وهي السمع تبقى متنبهة لأي صوت خارجي، لذلك نرى كثيراً من النائمين وهو نائم يرى حلماً تدور أحداثه حول كلمة ألقيت بجانبه.
مثلاً إذا جئنا بإنسان نائم وأجرينا عليه مسحاً لدماغه بواسطة جهاز المسح بالرنين المغنطيسي الوظيفي fMRI فإننا نلاحظ أن دماغه يستجيب للأصوات التي تتردد بجانبه، بل إن الدماغ يعالج هذه الأصوات وبالتالي يمكننا أن نقول إن حاسة السمع لها عمل مهم أثناء النوم.

صورة للدماغ بواسطة جهاز المسح fMRI وقد تبين للعلماء أن الدماغ يبقى في حالة نشاط أثناء النوم، حيث يقوم بمعالجة المعلومات التي اختزنها طيلة النهار وترتيبها وتنسيقها في خلايا خاصة، والإشارات الصفراء على الصور هي للمناطق التي تنشط من الدماغ أثناء النوم بعد التأثير على هذا النائم بكلمات محددة. طبعاً هذه المناطق تختلف من شخص لآخر وتختلف مع نفس الشخص حسب حالته النفسية وحسب الحلم الذي يراه وهو نائم وحسب الأصوات التي يسمعها وهو نائم.
هناك طريقة رائعة للعلاج بالقرآن من دون أي جهد، أن تعالج نفسك أثناء النوم، أي أن تستمع إلى صوت القرآن كل يوم قبل أن تنام وبعد نومك، وسوف تستجيب خلايا دماغك وقلبك لكلام الله وسوف يتم برمجة الدماغ من جديد.

يتأثر الدماغ بالصوت ويقول العلماء إن النشاط الدماغي يختلف حسب نوع الصوت الذي يحيط به، فكل كلمة ننطقها تؤدي إلى نشاط في الدماغ يختلف عن الكلمة الأخرى! سبحان الله تأملوا كم من النشاطات التي تجري في الدماغ مع كل حرف ننطقه أو نسمعه، ولذلك فإن عمل الدماغ أثناء النوم هو آية من آيات الله تعالى.
ويؤكد العلماء أن عمل الدماغ معقد جداً حيث يتأثر بالكلمات التي يسمعها، ويحاولون رسم خرائط للدماغ بهدف معرفة ما يفكر به الإنسان. أي يقومون بعملية عكسية، يرصدون نشاط الدماغ لتحويله إلى كلمات! ويا ليت أطباء المسلمين يقومون بتجارب حول تأثير القرآن على الدماغ، بل تأثير كل كلمة من كلمات القرآن على الدماغ وبخاصة كلمة (الله) سبحانه وتعالى. لماذا لا نجري تجارب عن تأثير القرآن على الإنسان النائم؟ مع أنها تجارب بسيطة جداً ولكن تجد أنه لا أحد يقوم بها!!

طالما ظن الإنسان أن النوم عملية بسيطة، ولكن تبين حديثاً أنها من أعقد العمليات الطبيعية التي تحدث فقد اكتشف العلماء أن هناك مراحل للنوم، وأن الدماغ يطلق موجات كهرطيسية أثناء النوم بترددات مختلفة. ولذلك فإن الله تعالى نبَّهنا إلى هذه النعمة العظيمة بقوله (ومن آياته) أي من معجزاته، فالنوم هو بحق معجزة ونعمة وآية تستحق أن نتفكر فيها. نلاحظ في الشكل خمس مراحل للنوم، كل مرحلة تتميز بإن الدماغ يصدر ترددات تختلف عن الأخرى (موجات كهرطيسية)، والمرحلة العميقة هي تلك التي يطلق الدماغ فيها ترددات منخفضة جداً (أقل من 3 هرتز) وهي مرحلة مهمة للإبداع والشفاء، وهذه الترددات تنطلق من منطقة الناصية التي كان النبي الأعظم يسلمها لله تعالى فيقول في دعائه: (ناصيتي بيدك). وربما هذه الترددات موجودة في صوت القرآن الذي نسمعه والله أعلم.
يتميز القرآن بأن كل عبارة فيه جاءت في موضعها المناسب، وقد أودع الله في هذه العبارات معجزة تشهد على أنه لا يمكن لأحد أن يغير حرفاً من كتاب الله ولو حدث ذلك سيختل النظام المحكم لهذه العبارات. ولكن دعونا نتساءل: هل هناك علاقة بين النوم والسمع؟ علمياً أثبت العلماء هذه العلاقة، ولكن قرآنياً كيف تحدث الله عن النوم؟ يقول تعالى: (وَمِنْ آَيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ) [الروم: 23]. وهنا نتوقف قليلاً ونتوقع ماذا يمكن أن يأتي بعد هذه الكلمات الإلهية الرائعة، فالآية تحدثنا عن آية النوم أي معجزة النوم، لأن كلمة (آية) تعني (معجزة)، أي أن تفسير الآية هو: ومن معجزاته نومكم في الليل وفي النهار.
والعجيب أن الله تعالى ختم هذه الآية بقوله جل وعلا: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ) سبحان الله!! ربط بين النوم وبين السمع، وهذه إشارة قرآنية لطيفة إلى أهمية الاستماع إلى القرآن أثناء النوم، والله أعلم. ولذلك من المنطقي والطبيعي أننا عندما نتحدث عن النوم أن نتحدث عن السمع، وهذا ما فعله القرآن عندما ربط بين النوم بالليل والنهار: (مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ) وبين السمع (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ).
مع العلم أن سورة الروم حيث وردت هذه الآية فيها كثير من هذه العبارات، ودائماً تأتي العبارة مرتبطة بما قبلها وبما يتناسب مع النص القرآني، وهذا إعجاز يُضاف للرصيد الإعجازي لكتاب الله تعالى.
تساؤلات مهمة
ما هو الإثبات العلمي على أن القرآن يمكن أن يعالج حتى أكثر الأمراض استعصاءً؟
هنالك أناس يعملون في مجال العلاج بالقرآن وقد حصلوا على نتائج طيبة بسبب إخلاصهم لله تبارك وتعالى فهؤلاء وهم قلة قليلة جداً لا يبتغون الحياة الدنيا أو الشهرة أو الأجر إنما يريدون وجه الله، فهم يتلون آيات من القرآن على المرضى ابتغاء وجه الله وببركة هذه القراءة فإن الله تبارك وتعالى يتمم هذا الشفاء. ولكن هنالك بعض الدجالين يدَّعون أنهم يستطيعون أن يعالجوا ويشفوا جميع الأمراض بهدف الكسب المادي أو الشهرة أو أهداف دنيوية.
لذلك ينبغي أن نميز بين هؤلاء وهؤلاء وينبغي أن نبني عقيدتنا على أساس علمي، فلا يجوز لنا لو رأينا هذه المظاهر (الدجل والشعوذة) لا يجوز أن ننكر العلاج بالقرآن بشكل كامل، كذلك لا يجوز لنا أن نقبل بهذا الموضوع بشكل مطلق، إذا جاءنا أي إنسان يقول أنا أعالج بالقرآن نقبله دون أي تحفظ مثلاً.
ومن هنا لا بد من وضع الأساس العلمي لهذا العلاج ونتعرف على الأبحاث العلمية التي قام بها العلماء، ولكن للأسف حتى الآن لا يوجد أبحاث علمية طبية عن تأثير قراءة القرآن تحديداً على المرض، هنالك أبحاث في مجال العلاج بالصوت، وهذا العلاج للأسف الذي بدأ به هم أناس غير مسلمين، من دول غربية، يعالجون الناس بالترددات الصوتية، وأقول للأسف لأننا نحن المسلمين لدينا كتاب، هذا الكتاب العظيم، للأسف ننساه ونغفل عنه وننتظر الغرب حتى يكشف الحقائق ونأخذ الحقائق منه، بينما هذا الكتاب العظيم الذي أودع الله فيه علمه تبارك وتعالى وجعله كتاباً مليئاً بالمعجزات والحقائق والأسرار، ننساه، ونغفل عنه، ونجلس وننتظر الآخرين حتى يكشفوا لنا العلاج والحقائق العلمية.
العلاج بالصوت هو أن يأتي المعالج بترددات صوتية مثل أصوات موسيقى – أصوات طبيعية: خرير مياه أو بلابل أو حفيف الأشجار أو غير ذلك أو أصوات نقر على الزجاج وغيره ويطبقون هذه الأصوات، يجعلون المريض يجلس ويستمع إلى هذه الأصوات لفترة من الزمن، يعني كل يوم مثلاً نصف ساعة لمدة – فرضاً – شهر.
لاحظوا أن بعض الأصوات تشفي من أمراض معينة، وهنالك بعض الأمراض المستعصية مثل سرطان القولون وغيره قد تم شفاؤها بهذه الوسيلة العلاجية، فقط باستخدام ترددات صوتية محددة، ثم بعد ذلك وجدوا أن هذه الترددات الصوتية تؤثر على خلايا الجسد، وتؤثر أيضاً على الفيروسات داخل الجسم، وتؤثر على نظام المناعة بشكل كامل، فبعض الترددات الصوتية تزيد من قدرة جهاز المناعة على مواجهة المرض.
ما هو المرض؟
إن أحدنا عندما يصاب بمرض ما، ما الذي يحدث في جسده، لماذا بعض الناس يشفيهم هذا الدواء، وبعضهم لا يُشفَى؟ ولماذا تجد أن إنسان سليم الجسم، وإنسان آخر تصيبه الأمراض؟ لماذا هناك إنسان لديه نظام مناعة قوي جداً وإنسان آخر ليس لديه شيء من هذه المناعة؟
السبب: أن الله تبارك وتعالى عندما خلق الإنسان أودع في كل خلية من خلايا جسده برنامجاً خاصاً يدير كل حركة من حركاته، وهذا البرنامج موجود داخل كل خلية في الشريط الوراثي لهذه الخلية، هو الذي يتحكم بهذه الخلية وباهتزازاتها وبتردداتها.
لذلك وجد العلماء بعد أبحاث طويلة أن كل خلية تصدر ترددات صوتية وكل خلية من خلايا الجسد تتأثر بالترددات الصوتية، وكانت نتيجة هذه الاختبارات أنهم وجدوا أن هنالك بعض الأصوات التي تشفي من أمراض معينة، وفي رحلتهم في البحث عن الترددات الصحيحة لم يعثروا على أي نتيجة علمية حتى الآن.
ولكن إذا أصاب الإنسان أي مرض ماذا يحدث داخل الخلايا؟
الذي يحدث هو خلل في برنامج هذه الخلايا الذي فطره الله تبارك وتعالى على الفطرة السليمة: (فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) [الروم: 30]. وربما نعجب إذا علمنا أن بعض الأطباء والباحثين اليوم يحاولون أن يبتكروا طرقاً جديدة في العلاج يسمونها: إعادة برمجة خلايا الدماغ، فكل الأحداث التي يمر بها الإنسان وكل كلمة ينطقها وكل فعل يراه وكل حدث يتلقاه كلها يتم تخزينها في أماكن خاصة داخل خلايا الجسد وليس خلايا الدماغ بل خلايا الجلد وخلايا القلب وخلايا الرئتين... ويقولون: إن أي مرض لا بد أن يكون هنالك خلل من وراءه وبالتالي فإن هذا الخلل يمكن إعادته ويمكن علاجه من جديد وإعادة الخلية إلى وضعيتها الأولى التي كانت عليها.
ما هو الطريق الذي ينبغي علينا أن نسلكه لإعادة برمجة الخلايا؟
علماء البرمجة اللغوية العصبية يستخدمون الإيحاءات والكلمات ولديهم أساليبهم في إعادة البرمجة والأطباء يستخدمون الأدوية الكيميائية، وهي طبعاً الأكثر ضرراً على الإنسان لإعادة الخلية إلى طبيعتها، وعلماء النفس يستخدمون أسلوب التحليل النفسي وغير ذلك. ولكن هناك أسلوب حديث بعدما اكتشف العلماء أن كل خلية من خلايا دماغ الإنسان تهتز بنظام بديع لا يحيد شعرة عن المسار الذي رسمه الله تعالى له.
فهؤلاء العلماء وجدوا أن خلايا الدماغ تهتز وخلايا الجسد تهتز أيضاً، وهي تتأثر بالاهتزازات أي تتأثر بالأمواج الكهرطيسية، تتأثر بالضوء، تتأثر بالصوت، ولذلك بدؤوا يفكرون بوسائل بديلة للعلاج وهي ما يسمونه العلاج بالصوت وهو أحد أنواعه الطب البديل أو الطب المكمل. فالعلاج بالصوت: يعني أن نأتي بالترددات التي توقظ هذه الخلايا وتنشطها، وبنفس الوقت تقضي على الخلايا المريضة السرطانية وتبعدها وتزيلها وتقوي جهاز المناعة لدى الإنسان.
القرآن الكريم يقوم بهذا العمل، والدليل على ذلك أن آيات القرآن وكلماته وحروفه قد رتبها الله تبارك وتعالى بنظام محكم لا يشبه أي نظام آخر، والله تبارك وتعالى عندما أنزل هذا القرآن وقال: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا) [الإسراء: 82]. فهذا يعني أن الله أودع في كلمات هذا القرآن قدرة على العلاج ولغة خاصة تفهمها خلايا الدماغ لدى الإنسان ولدى تلاوة آيات معينة يحدث هذا الشفاء.

الصوت هو عبارة عن أمواج ميكانيكية تنتقل عبر الأذن للدماغ يعالجها ويعطي أوامره للجسد، ولكن هذا الصوت أيها الإخوة يؤثر أيضاً على كل شيء من حولنا. فالعلماء حديثاً يقومون باستخدام الصوت من أجل التبريد أو التكييف أو من أجل تبريد المياه وتجميدها، ويقومون أيضاً باستخدام الترددات الصوتية من أجل تفتيت الحصى في الكلية لدى الإنسان، ويقومون أيضاً باستخدام الترددات الصوتية لتفجير بعض الخلايا السرطانية.
ونحن عندما نسمع كلام الله تبارك وتعالى عندما يقول: (لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) [الحشر: 21] هذا يعني أن الله تبارك وتعالى لو جعل هذا الجبل يعقل كلام الله تعالى، إذاً لتصدَّع وتشقق وخرّ خاشعاً أمام عظمة هذا الكلام، فهذا الكلام عندما نلقيه على إنسان مصاب بمرض عضال، فإن هذه الترددات الصوتية تدخل عبر الأذن إلى دماغ هذا المريض، وتؤثر على هذه الخلايا، وتجعلها خلايا خاشعة، أو تميتها إذا كانت خلايا سرطانية أو تنشطها وتحييها من جديد، لأن الله تبارك وتعالى يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ) [الأنفال: 24]. إذاً القرآن حياة، حياة بالنسبة للإنسان، وبالنسبة لكل خلية من خلايا جسد هذا الإنسان.
أيها المريض ينبغي أن تعتمد على نفسك في القراءة!!
في البداية اعتمد على قراءتك لأن صوتك هو الأكثر تأثيراً. مثلاً أنا عندما أصاب بمرض معين، إذا جلست وقرأت القرآن على نفسي، فإن خلايا جسدي ستتأثر بشكل كبير بهذه القراءة، بينما إذا لجأت إلى إنسان آخر سيكون التأثير أقل، ولكن أحياناً يكون التأثير كبيراً إذا كان صاحب الصوت الذي يقرأ إنسان تقياً ومخلصاً في عبادته لله، فإن الترددات الصوتية الصادرة عنه تختلف عن أي إنسان آخر، لأن العلماء يقولون: إن تاريخنا والأحداث التي نقوم بها وتمر علينا، مختزنة في أصواتنا، فالترددات الصوتية التي تصدر عن إنسان تقي يحفظ القرآن ويخاف الله تبارك وتعالى سوف تختلف تماماً عن تلك الترددات الصادرة عن إنسان يعصي لله تبارك وتعالى.. لماذا؟
كيف يحدث هذا الصوت؟ إنه عملية معقدة تتم في الدماغ بتعليمات معينة يتم إصدار هذا الصوت الذي هو عبارة عن موجات ميكانيكية ولكن كل إنسان له صوته الخاص، وهذا الإنسان صوته يتأثر بالأحداث التي تمر عليه، وهذا كلام وجده العلماء حديثاً، ففي الماضي لم يكن أحد يدرك شيئاً عن موضوع أنه لكل إنسان بصمة خاصة بصوته، وهنا ربما نتذكر قول الحق تبارك وتعالى: (وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ) [الروم: 22]. ففي الترددات الصوتية هنالك اختلاف أيضاً من إنسان لآخر، وفي تأثير هذا الصوت هنالك اختلاف.
فعندما يأتي إنسان ويصاب بمرض ويقرأ بصوته هو على نفسه ويكون مخلصاً لله ويكون في حالة تركيز شديد ورجاء شديد من الله أن يعافيه، فإن هذه الترددات ستكون أشد تأثيراً مما لو كان لا يتمتع بهذه الصفات.
وهناك سؤال آخر: ما هو الشفاء بالقرآن وكيف يكون هذا الشفاء، وهل صحيح أن القرآن يشفي من كل الأمراض أم أن هنالك أمراضاً محددة يمكن للقرآن أن يشفيها؟
هذا هو البحث الذي قمت به واستغرق مني أكثر من ثلاث سنوات ووجدت بنتيجته أن القرآن الكريم يشفي من جميع الأمراض التي نعرفها والتي لا نعرفها.
ولكن ما هي الإثباتات والبراهين العلمية على ذلك؟
عندما وُجد الإنسان على سطح هذه الأرض وعندما بدأت الأمراض تصيبه بدأ يلجأ إلى الآلهة وإلى الشمس أحياناً والقمر وبدأ يصنع الطقوس المختلفة على أمل أن تشفيه هذه الآلهة، وفي زمن سيدنا إبراهيم عليه السلام أنكر عليهم هذه الظواهر وأنكر عليهم هذه الأعمال فقال: (وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ) [الشعراء: 80] أي أن الله تبارك وتعالى هو الذي يشفيني من أي مرض كان، وبما أن الله تبارك وتعالى قال: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) [الإسراء: 82] فهذا يعني أن القرآن فيه شفاء لكل شيء.

الدماغ فيه أكثر من تريليون خلية والتريليون هو مليون مليون أو هو واحد وبجانبه اثنا عشر صفراً (1.000.000.000.000) هذه الخلايا تعمل جميعاً بتناسق مبهر وكل خلية هي بمثابة جهاز كمبيوتر، وتأملوا معي لو أننا وضعنا مثلاً تريليون جهاز كمبيوتر لتعمل في نفس الوقت.. لا يمكن. تصوروا معي حجم هذا العمل وحجم التنسيق الذي سيتم وحجم المهندسين الذين سيشرفون على هذا العمل، مع العلم أن ذلك مستحيل، فوق طاقة البشر، فإذا كان لدينا مثلاً مئة جهاز كمبيوتر وأردنا أن ننسق بينها نحتاج لعدة مهندسين ليبقوا ليلاً نهاراً لكي لا يحدث خلل أو أخطاء، فكيف أن الله تبارك وتعالى خلق لنا تريليون خلية في الدماغ بل أكثر وجميعها تعمل بتناسق مبهر، وآلية عمل هذه الأجهزة أو هذه الخلايا تعتمد على الاهتزاز فكل خلية من خلال الجسم لها تردد اهتزازي معين، لا توجد خلية ساكنة أو جامدة كل خلايا الجسم تهتز، ونتيجة هذا الاهتزاز تتواصل مع بعضها وتنتقل المعلومات عبر الخلايا من الدماغ إلى أنحاء الجسم.
ولكن عندما تطور الطب الحديث، بدأ الناس يلجؤون إلى الوسائل التجريبية ويعتمدون بشكل كبير على الأدوية الكيميائية لعلاج مختلف الأمراض، وفي زمن النبي عليه الصلاة والسلام كان العلاج الطبيعي لجميع الأمراض هو القرآن الكريم، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر أصحابه بهذا العلاج، وربما نعلم من خلال قراءة سورة الفاتحة سبع مرات على المرض وهنالك آيات محددة أيضاً إذا قرأها الإنسان فأصابت ذلك المرض فإنه يشفى بإذن الله تبارك وتعالى. ولكن نحن اليوم في عصر العلم، وهنالك تطور هائل في العلوم لذلك لا بد أن يكون خطابنا بهذه الوسيلة أي بلغة العلم.
ولكن ما هو القرآن؟ ما هو صوت القرآن؟
إذا حللنا صوت القرآن نلاحظ أنه عبارة عن ترددات صوتية أو موجات تنتقل إلينا من خلال الهواء، وهذه الأمواج الصوتية تنتقل إلى الأذن ثم تدخل إلى الدماغ بعد أن تتحول في الأذن الداخلية طبعاً إلى نبضات أو إشارات كهربائية وإلى اهتزازات فتؤثر على مناطق معينة من الدماغ ثم تعطي هذه الخلايا أوامرها للجسم لكي يتأثر بهذا الصوت.
على سبيل المثال ولكي ندرك مدى تأثير الصوت، أحياناً يسمع إنسان خبراً سارّاً فتجده على الرغم من مرضه ينهض ويقوم ويحسّ كأنه شفي بسبب ذلك. وأحياناً تجد إنساناً يكون معافى وفي كامل صحته يأتيه خبر محزن فتجد أنه يصاب بجلطة قلبية أو دماغية أو قد يصاب بالموت المفاجئ أو غير ذلك.
إذاً.. ما الذي حدث؟
الذي حدث أن هذه الترددات الصوتية التي تلقاها هذا الإنسان أثرت في خلايا دماغه فأعطى الدماغ تعليماته لأعضاء الجسد لتتفاعل مع هذه الترددات الصوتية، ولذلك فإننا نجد أن الباحثين اليوم في الدول المتطورة يلجؤون إلى طريقة جديدة لعلاج الأمراض المستعصية، فهنالك أمراض كثيرة استعصت على الطب مثل السرطان وغيره، فهذه الأمراض لم يتمكن الأطباء من إيجاد علاج ناجع لها، لذلك بدأ فريق من هؤلاء الباحثين يلجؤون إلى طرق بديلة، وربما يكون من أهم هذه الطرق ما يسمى العلاج بالصوت.
طبعاً يضعون هذا المريض ويؤثرون عليه بذبذبات صوتية معينة قد تكون صوت لموسيقى أو أصوات للطبيعة مثل خرير الماء أو غير ذلك أو أصوات نقر على أوعية زجاجية إلى آخره..
فوجدوا بعد فترة من هذا العلاج أن العضو المصاب يتحسن، أو أن هذا السرطان يبدأ بالتحسن، فأصدروا آلاف الأبحاث وهنالك مؤتمرات كبيرة تعقد اليوم عن العلاج بالصوت كطريقة بديلة للطب الكيمائي.
فإذا تأملنا كتاب الله تبارك وتعالى، وقرأنا آياته وجدنا أن هذه الآيات تؤكد على أن هذا القرآن فيه شفاء، يقول تبارك وتعالى: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ) [الإسراء: 82] لم يقل لنا: شفاء من مرض نفسي أو مرض عضوي أو مرض محدد.. لا.. شفاء لكل شيء سواء كان المرض اضطراباً نفسياً أو اضطراباً في أحد أجهزة الجسم، دائماً القرآن فيه شفاء.
والباحثون اليوم لا يشكون أبداً في أن الترددات الصوتية تؤثر على خلايا الدماغ فمنها ما ينشط هذه الخلايا ويجعلها أكثر نشاطاً وحيوية، ومنها ما يؤثر أيضاً على خلايا السرطان فيفتتها، وهذا البحث قام به باحث فرنسي اسمه "فابيان" هذا الباحث له قصة طريفة مع العلاج بالصوت.
في بداية حياته كان موسيقياً، وكان كلما استمع إلى صوت الموسيقى، أو كلما عزف على آلته فإن هذه الأصوات يُحسّ أنه يتفاعل معها، حتى إنه قد أصيب بمرضٍ ذات يوم، ولم يجد من يعالج هذا المرض من الأطباء، كان هنالك لديه ورم معين في كتفه، وبعد فترة لاحظ أن هذا الورم زال، ثم بعد ذلك أصيب بمرض عضلي في جسده، أيضاً لاحظ أن الموسيقى أثرت، أو ليست كل الموسيقى بل ترددات معينة فنحن نعلم أن صوت الموسيقى أو صوت الإنسان أو صوت الحيوان أو صوت الرعد كلها عبارة عن ترددات تقاس بالهرتز (ذبذبة في الثانية).
هل توجد علاقة بين الصوت وبين الشفاء؟
بعد ذلك ذهب إلى أحد الأطباء وأخبره بهذا الأمر، وقررا أن يقوما ببحث علمي عن خلايا الإنسان، فقاما بإحضار خلية دم من إنسان وقاموا بتعريضها لمختلف أنواع الأصوات، وعرضوها أيضاً لصوت الإنسان نفسه الذي أخذوا منه هذه الخلية من دمه، وجدوا بعد أن أجروا هذه التجارب وأخذوا القياسات وجدوا أن هذه الخلية تتأثر تأثراً كبيراً بالصوت، فقاموا بتصوير هذه الخلية بكاميرا اسمها كاميرا كيريليان وهذه الكاميرا تصوّر الطيف الكهرطيسي المحيط بالخلية أو المحيط بالأجسام.

كل خلية كما يقول العلماء تنشر حولها مجال كهرطيسي، لأن الخلية فيها كهرباء، ونتيجة عملها فإنها تنشر هذا المجال الذي يظهر في الصور على شكل ألوان متنوعة فالخلية التي أخذوها هي خلية دم وجدوا أن أكثر تنشيطٍ لها يحدث عندما يتم التأثير عليها بصوت صاحب هذه الخلايا، فأنا مثلاً عندما أتحدث فإن خلايا جسدي تتأثر أكثر من خلايا جسد الآخرين، وكذلك عندما يتحدث شخص آخر يتأثر هو أكثر مني بهذا الصوت، وهذه عمليات لا نحس بها ولكنها موجودة، فخرجوا بنتيجة وهي أن للصوت تأثيراً مهماً على الخلايا.
لقد أخذ هذا الباحث خلية سرطانية وقام بالتأثير عليها بأصوات محددة، ووجد أن عند تردد معين لهذا الصوت فإن هذه الخلية تنفجر وتتفتت وعند نفس التردد وجد أن الخلايا السليمة تنشط، أي أن هنالك مفعول مزدوج للصوت يؤثر على الخلية المريضة فينشطها، ويؤثر على الخلية السرطانية فيفتتها وحتى الخلية السليمة يزيد من طاقتها.
ما هو العلاج بصوت القرآن؟
وإذا ما عدنا إلى القرآن الكريم، ونحن نعلم أن القرآن نتلوه بصوتنا، ونؤثر على الآخرين بهذه الترددات الصوتية والعلماء اليوم مشكلتهم أنهم يبحثون عن الترددات الصوتية الصحيحة المناسبة لهذه الأمراض ولكنهم وعلى الرغم من أن هذا البحث مضى عليه أكثر من ربع قرن إلا أنهم لم يعثروا على هذه الترددات الصحيحة بسبب أنهم يعتمدون على الموسيقى والأصوات الأخرى.
ولكن نحن لدينا شيء مهم وهو القرآن، وبما أن الله تبارك وتعالى هو الذي أنزل هذا القرآن ورتب كلماته وحروفه بتناسق مبهر بشكل يعطي تناسقاً عظيماً يؤثر على العقول ويؤثر على القلوب أيضاً.
ولذلك فإننا عندما نقرأ سورة الفاتحة مثلاً فإن هذه الترددات الصوتية التي تأتي وتدخل إلى دماغ هذا الشخص المريض فيتأثر بها ويتفاعل معها وهذه الترددات تنتقل عبر الجسد كاملاً وعبر القلب أيضاً لأن القلب له دور مركزي في هذا العلاج، فالله تبارك وتعالى يحدثنا في كثير من الآيات عن أهمية القلب حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ألا إن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب) فنحن عندما نقرأ القرآن فإن قلوبنا تتأثر بهذه القراءة وأكثر ما يكون التأثير إذا كان الإنسان يعتقد بهذا الكلام وإذا كان مستيقناً بأن هذا الكلام هو الحق.
ولذلك قال تبارك وتعالى وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين، أما الظالمين فلا يزدادون إلا مرضاً وفشلاً: (وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا) مع العلم أن تلاوة القرآن لها أثر شفائي للناس جميعاً لأن الله تبارك وتعالى قال: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ) والخطاب لمن؟ للناس: (وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) [يونس: 57]. إذاً الهدى والرحمة والشفاء الكامل هو للمؤمن، أما غير المؤمن فقد يتأثر ولكن بشكل قليل، ويعتمد هذا التأثير على مدى إيمانه بصدق هذا القرآن.
هنالك أيضاً تأثير عجيب لقراءة القرآن ليس على الإنسان فحسب بل على المواد، وبخاصة الماء، فنحن عندما نقرأ آيات من القرآن على كأس من الماء مثلاً، فإن تركيب جزيئات الماء سوف يختلف انتظام هذه الجزيئات والمجال الكهرطيسي لها سوف يتأثر، وهذه التجربة قام بها عالم ياباني طبعاً فاستخدم أصوات الموسيقى وكلمات عادية، ووجد أن هنالك تأثيراً كبيراً حتى إنه خرج بنتيجة وهي: أن الماء يختزن المعلومات أو أن الترددات الصوتية تختزن في الماء بشكل أو بآخر، وهنا ربما ندرك الهدي النبوي الشريف عندما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ على الماء، ويقرأ على الإنسان، ويقرأ على المريض، ونجد أن الشفاء يكون تاماً وشاملاً بإذن الله تبارك وتعالى.
هل يمكن لأي واحد منا أن يعالج بالقرآن؟
يمكن لأي إنسان أن يجرب العلاج بالقرآن على نفسه. وقد قمت بتجربة خلال ثلاث سنوات تقريباً، كنت أستمع إلى القرآن كل يوم لا يقل عن عشر أو خمسة عشر ساعة، وقد هيأ الله تعالى لي هذه الظروف في ذلك الوقت لحفظ القرآن وتأمله والاستماع إليه كل يوم لفترات طويلة. وبعد أن مضى عدة أشهر لاحظت شيئاً غريباً فقد كان لدي بعض الأمراض المزمنة التي كنت أعاني منها بشكل دائم، مثل الإمساك، ومثل بعض الآلام في الكتف.. وأشياء أخرى.. فوجئت بأن هذه الأمراض اختفت بشكل مفاجئ لم يعد لها أي أثر.
هنالك شيء آخر، أنني كنت عندما أقرأ صفحة من كتاب، لا أستطيع أن أستوعب هذه الصفحة من المرة الأولى، فكنت أعيد القراءة عدة مرات وأحياناً لا أفهم شيئاً، وفوجئت بعد حفظي للقرآن واستماعي له لساعات طويلة، أنني عندما أفتح أي كتاب من أي علم كان، أستطيع أن أستوعبه بسهولة وأستنبط، أي أن القرآن يعطيك زيادة في القدرة على الاستيعاب وتطوير المدارك والإبداع أيضاً.
ولذلك: إن هذه الاستنباطات وهذه الاكتشافات التي منَّ الله بها علينا إنها ببركة القرآن فقط، ليس هنالك أي عوامل أخرى، ليس هنالك مؤثر آخر إلا القرآن الكريم. ولذلك أنا أنصح كل إنسان يريد أن يصبح مبدعاً أن يقرأ القرآن. كل إنسان يحب أن يحمل في عقله أضخم موسوعة علمية على الإطلاق فليحفظ القرآن. وكل إنسان يعاني من أمراض سواء كانت نفسيه أو جسدية فعليه أن يستمع إلى القرآن لأكبر عدد ممكن من الساعات. وكل إنسان يريد أن ينجح في حياته أو في عمله فليحفظ هذا القرآن. وكل إنسان يريد أن يحصل على لغة عربية سليمة ويريد أن يمتلك تأثيراً مذهلاً على الآخرين، فعليه أن يقرأ هذا القرآن ويحفظه ويعمل به أيضاً.
ففي كل آية من آيات هذا القرآن نجد أن الله تبارك وتعالى أودع قوة شفائية، ولكن هذا لا يعني أن نترك وسائل الطب والعلاج الحديث، بل نستفيد منها ولكن أولاً نلجأ إلى كتاب الله تبارك وتعالى ثم نلجأ إلى بقية الوسائل المتاحة ومن المستحسن أن ندمج بينها. يقول تبارك وتعالى مخاطباً الناس جميعاً: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ * قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) [يونس: 57-58]. هذه آية تتحدث عن القرآن الكريم وأن فيه شفاءً للناس جميعاً. وفي آية أخرى يؤكد على أن القرآن فيه شفاء، يقول تبارك وتعالى: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا) [الإسراء: 82].
العلاج بالصلاة
الصلاة أيضاً معلومة تدخل إلى خلايا الدماغ خمس مرات في اليوم، هذه المعلومة تقوم بإصلاح الخلل الذي أصاب البرنامج الموجود في دماغك، لذلك حافظ على الصلوات الخمس وأكثر من صلاة الليل.
وللأسف الشديد لا توجد دراسات إسلامية طبية عن تأثير الصلاة على الأمراض وعلاجها والشفاء بها، ولذلك فإننا نلجأ إلى الدراسات الغربية التي تؤكد يوماً بعد يوم على الأثر المذهل للصلاة على شفاء الأمراض. ولكن صلاتهم هي عبارة عن مجرد اعتقاد بقدرة الله على الشفاء، فهم لا يراعون شروط الطهارة وشروط الإخلاص والتوجه إلى الله، وليس لديهم تصور عن قدرة الله تعالى، بل معظمهم يصلون وهم مشركون بالله، فيدعون له ولداً، أو يتصورونه بصورة إنسان أو غير ذلك مما لم ينزل الله به سلطاناً.
وعلى كل حال وحسب اعتقادي أن هذه الصلاة "الغربية" التي تجري عليها الاختبارات غير صحيحة وعلى الرغم من ذلك يرى العلماء فوائدها الكثيرة، فتصوروا معي لو أن هذه الاختبارات أُجريت على أناس مسلمين خاشعين في صلاتهم، بالتأكيد ستكون النتائج أكثر وضوحاً، وسيكون أثر هذه الصلاة أكبر بكثير.
كشفت دراسة أجريت عام 2006 عن الأثر المذهل للصلاة في الشفاء (ونود أن نشير إلى أن الصلاة على طريقتهم كما أسلفنا)، كذلك كشفت هذه الدراسة أن الدعاء للمريض من قبل عائلته وأصدقائه له أثر في الشفاء أيضاً!
وربما يعجب البعض من هذه النتائج التي يقوم بها الغرب الذي غالباً ما يوصف بالإلحاد، ولكنهم يدرسون أي ظاهرة تصادفهم، ليس من منطلق الإيمان بالصلاة وفائدتها ولكن بهدف السبق العلمي!
وفي دراسة أجريت في جامعة ويسكونسون تبين أن مرضى السرطان (وبخاصة سرطان الثدي) قد استفادوا بالفعل من ممارسة الصلاة والحفاظ عليها، وفي دراسة تمت في جامعة أريزونا تبين أن الصلاة والاستمرار فيها يؤدي إلى نتائج إيجابية وتحسن ملموس في حالة المريض بشكل عام.
وقد أكد الدكتور David R. Hodge أن نتائجه اعتمدت على 17 دراسة سابقة بالإضافة إلى الدراسة التي نشرها في مارس 2007 وأظهر من خلالها الطاقة الشفائية الكامنة في الصلاة، كما أن أحد الباحثين في جامعة هارفارد وهو البروفسور هيربرت بنسن قد درس تأثير الصلاة على مرضى القلب ولاحظ وجود بعض الشفاء.
إن هذه النتائج يا أحبتي ينكرها الملحدون في الغرب، بل ويتهمون الباحثين بأنهم يلفقون النتائج، ولكن الأبحاث العلمية ولغة العلم والحقائق العلمية لا تعرف الكذب، فالدراسات تتوالى وشيئاً فشيئاً يجد الملحدون أنفسهم محاصرين بهذه النتائج العلمية المحكمة.
لقد قام علماء في المركز الجديد لدراسات العلم والدين في جامعة كولومبيا بالعديد من الدراسات والتي أظهرت أن المنطقة الأمامية من الدماغ أو ما يسمى منطقة الناصية قد حدث فيها نشاط كبير أثناء الصلاة، أي أن هناك علاقة بين الصلاة وبين الناصية! وربما ندرك لماذا كان دعاء النبي في خطابه لربه: (ناصيتي بيدك) صلى الله عليه وسلم.
العالم Andrew Newberg وهو طبيب في جامعة بنسلفانيا ومؤلف كتاب Why We Believe What We Believe يؤكد على أن المنطقة الأكثر نشاطاً أثناء الصلاة والتأمل هي الناصية (أي المنطقة التي تقع خلف الجبهة)، يقول في دراسة له (CNN):
The fr**tal lobe, the area right behind our foreheads, helps us focus our attenti** in prayer and meditati**
إن المنطقة الأمامية من الدماغ والتي تقع تماماً خلف الجبهة، تساعدنا على التركيز أثناء الصلاة والتأمل.
إن منطقة الناصية من الدماغ أهم منطقة حيث تنشط أثناء التركيز على شيء ما أو محاولة حل مشكلة، ولذلك نرى سيدنا هوداً عليه السلام بعدما فقد الأمل من قومه وتولى عنهم ولم يجد حلاً أو طريقة يقنعهم بصدق رسالته، ماذا قال؟
لقد أكد على أن الله يمسك بناصية المخلوقات جميعاً وهو يتولى أمرها وقيادتها وتوجيهها، قال: (إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) [هود: 56].
ونود أن نشير إلى أن هذه النتائج الطبية قد أجريت في مراكز بحث "محترمة" علمياً ومرموقة ولا يتسرب الشك إليها، فقد أُجريت دراسات عديدة في جامعة كولومبيا جاء بنتيجتها أن للصلاة طاقة شفائية مذهلة، بل تؤثر الصلاة على القدرة على الإنجاب، حيث أكدت الدراسة أن نسبة لا بأس بها ممن حافظوا على "الصلاة" و "الدعاء" قد تحسنت لديهم القدرة على الإنجاب!
كما أن الدكتور Andrew Newberg وجد أن شكل الدماغ أثناء الصلاة والتأمل (الخشوع) مميز جداً ويختلف عن جميع النشاطات الأخرى التي يمارسها الإنسان في حياته، وهذا ما دفعه وبعد بحث استمر أكثر من عشر سنوات إلى الإيمان بأن الله تعالى هو من صمم هذا الدماغ ليعمل بهذا الشكل، وخزَّن فيه الكثير من الأسئلة التي تقود الإنسان للإيمان به، مثل: كيف جئت إلى الدنيا، إلى أين سأذهب، ماذا بعد الموت، من خلق العالم، ... ويقول: إن وجود هذه الأسئلة في دماغ كل منا منذ ولادته هو دليل على وجود الله!

من عظمة نبي الرحمة عليه الصلاة والسلام أن أكبر همومه كانت الصلاة، وحتى وهو على فراش الموت كان همه أن يطمئن على صلاة المسلمين، وحتى في الحرب كان يحرص على إقامة الصلاة على وقتها، كل هذا ليبقى المؤمن طاهراً نقي الجسد والقلب. فالصلاة ليست مجرد عبادة، إنما هي وسيلة للشفاء كما أثبتت الدراسات الطبية. ولذلك كانت الصلاة أهم ركن بعد شهادة أن لا إله إلا الله!
يقول تعالى: (وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ * جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ) [الرعد: 22-24].


العلاج بالصدقة
حتى لو كنتَ فقيراً أنصحك بالتصدق وإعطاء شيء من المال للفقراء وسوف يكون هذا العمل بمثابة معلومة قوية تدخلها إلى دماغك فيتأثر بها، ويعطي تعليماته للجسد لإصلاح الخلل أو المرض الذي أصابك، أو الذي سيصيبك مستقبلاً، فالصدقة وقاية من الأمراض.
الزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام، وغالباً ما نجد في القرآن الحديث عن الصلاة وبعدها الزكاة مباشرة. يقول عز وجل: (فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة) [الحج: 78].
وقد أكد الرسول الأعظم عليه صلوات الله وسلامه أن الصدقة تطفئ غضب الرب وأنها تزكي الإنسان. وأن الصدقة بمثابة برهان للمؤمن على صدق إيمانه وأنه ليس حريصاً على الدنيا بل كل شيء في حياته هو ابتغاء رضوان الله تعالى.
إن إنفاق الأموال على الفقراء له أثر نفسي كبير على المنفق فهو يعلمه التسامح والإحساس بمعاناة أخيه المؤمن. ولكن هل يوجد أسرار علمية وراء هذه العبادة؟
تؤكد الأبحاث الطبية أن التسامح والعطاء يزيد من عمر الإنسان! وأن الإنسان إذا كان معطاءً وليس شديد الحرص على المال فإن هذا ينعكس إيجابياً على الوضع النفسي فيزداد استقراراً وهدوءاً ونحن نعلم بأن استقرار الحالة النفسية لدى الإنسان تؤثر إيجابياً على عمل أجهزة الجسم وتزيد مناعته ضد الأمراض.
إن كثيراً من الأمراض الجسدية ذات المنشأة العصبي والنفسي يكون للحرص على المال السبب الرئيسي فيها. وشفاء كثير منها لا يكلف المريض سوى إنفاق بعض المال لوجه الله تعالى.
إن الحرص على المال والمتاع إذا تطور يتحول إلى حالة مرضية تسبب لصاحبها الكثير من القلق والخوف والاكتئاب.
وليس غريباً أن نجد آخر الأبحاث النفسية تؤكد إن الإنسان المعطاء والكريم هو أطول عمراً وأكثر مقاومة للأمراض! وصدق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عندما قال: (والصدقة برهان).
وربما يكون من الأحاديث الجميلة التي قرأتها قوله عليه الصلاة والسلام: (وتبسّمك في وجه أخيك صدقة)!! وسبحان الله! حتى عندما يبتسم الإنسان يعطيه الله أجراً! فهل هنالك أعظم من هذا الدين؟ ولا أدري ما هو السبب الذي يجعل بعض الناس يبتعد عن الإسلام. فهل وجدوا في تعاليم غيره ما هو أفضل منه؟
إن الإسلام يجعل من حياتك وأفعالك وحركاتك كلها مجالاً للثواب والأجر، فتصور أن حياة المؤمن مليئة برضا الله تعالى وثوبه وعطائه، فماذا نطلب بعد ذلك؟
العلاج بالرحمة
من وقت لآخر يخرج الغرب بنتائج جديدة بعد قيامه بتجارب مضنية، ونجد علماء الغرب يؤكدون على ضرورة تطبيق هذه الاكتشافات من أجل سعادة البشر. والعجيب يا أحبتي أنني كلما تأملتُ اكتشافاً علمياً فيه النفع والفائدة وجدت الإسلام قد سبقهم إليه بأربعة عشر قرناً!
ومن آخر ما وصلت إليه أبحاثهم وبعد ما فقدوا الحب والرحمة والعاطفة بسبب المادية المفرطة التي وصلوا إليها أنهم اكتشفوا أهمية "الرحمة" في سعادة الإنسان، وإمكانية تعلم الرحمة منذ الطفولة، وأنه ينبغي على الناس أن يعلموا أولادهم "الرحمة"، فكيف بدأت القصة؟
في بداية عام 2008 استخدم الباحثون تقنية المسح بالرنين المغنطيسي الوظيفي fMRI من أجل دراسة تأثير الرحمة لدى الإنسان على نظام المناعة لديه وعلى نظام عمل الدماغ. وقد كشف هذا الجهاز عن نشاط كبير يحدث في الجزء الأمامي من الدماغ الذي يلعب دوراً أساسياً في عاطفة الإنسان. وخرجوا بعدة نتائج سوف نلخصها لندرك يقيناً أن ديننا الحنيف قد أمرنا بهذه النتائج مسبقاً، بل هي جزء من عقيدتنا وإيماننا.
1- إذا أردت أن تكون سعيداً فما عليك إلا أن تتمنى السعادة للآخرين:
هذه القاعدة يؤكدها العلماء اليوم، فقد وجدوا بنتيجة أبحاثهم أن السعادة لا تتحقق بمجرد تحقيق رغبات الإنسان لنفسه، بل لابد أن يسعى في تحقيق رغبات غيره بما يحبه الآخرون، وأن الذي يسعد الآخرين يكون أكثر سعادة من الذي يهتم بنفسه فقط.
ويؤكد الباحثون على قاعدة ذهبية من أجل سعادة أكبر وعمر مديد، وهي أن تحب الخير للآخرين! فقد وجدوا بعد سؤال العديد من الناس أن الإنسان الذي يتمنى الخير لغيره هو أكثر سعادة من أولئك الذين تمنوا زوال النعمة عن غيرهم.
وقد لا نعجب عندما نعلم أن النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم قد دعا إلى ذلك قبل قرون طويلة بل اعتبر إيمان المؤمن لا يكتمل إلا بتحقيق هذه القاعدة، عندما قال: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)، سبحان الله! القاعدة التي وصلوا إليها ولم يستطيعوا تطبيقها هي جزء من إيماننا، ألسنا أولى منهم بتطبيق هذه القاعدة النبوية الشريفة؟
2- الرحمة تنشط نظام عمل الدماغ:
يؤكد العلماء الذين اهتموا بهذا البحث أن ممارسة رياضة "الرحمة" تفيد الدماغ وتنشط خلاياه بل وتحدث تغييراً في عدد الخلايا وشكل الدماغ والعمليات التي تتم فيه. وهذا يساعد على الشفاء من العديد من الأمراض، بمجرد أن تتعلم كيف ترحم الآخرين!
وأقول من جديد سبحان الله!! أليس هذا بالضبط هو ما أمرنا به النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم عندما قال: (من لا يرحم لا يُرحم)؟! فبقدر ما ترحم الآخرين وتعطف عليهم وتعفو عنهم بقدر ما يرحمك الله ويذهب عنك من الأمراض والشر ما لا يعلمه أحد إلا الله.
3- تعلم "الرحمة" يفيد في تقوية العلاقات الاجتماعية ويجعلك أكثر انسجاماً مع الآخرين:
أكدت الدراسة الجديدة التي أجريت مؤخراً أن ممارسة "الرحمة" تقوي النظام المناعي لدى الإنسان. فقد وجدوا أن الإنسان الرحيم يتمتع بنظام مناعي قوي ومقاومة أعلى للأمراض. فمن خلال إجراء التجربة على عدد كبير من المتبرعين تبين أن الإنسان الرحيم والذي يحب الخير لغيره ويعطف عليهم، فإن نسبة إصابته بالأمراض أقل من غيره.
وقد ربط العلماء هذه النتيجة بأبحاث أخرى تؤكد على ترابط السعادة مع طول العمر مع الرحمة، فكان الإنسان الأكثر سعادة هو الأكثر رحمة للآخرين، وهو الأكثر بعداً عن الأمراض وبخاصة أمراض القلب. وذلك لأن هذه الرحمة تجعلك أقرب من مجتمعك وأكثر ترابطاً وانسجاماً معه، وبالتالي فإن هذا ينعكس على استقرار عمل القلب.
وهنا نقول من جديد: أليس هذا ما نادى به نبي الرحمة عندما قال: (ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء)، والله لو رأى الغرب هذه التعاليم وعاشوا معها لكانوا أول من يعتنق الإسلام، ولكن قصرنا كثيراً في إيصال صوت الحق لهم، نسأل الله أن يهيء لهذه التعاليم من ينشرها ويبلغها لأناس هم بأشد الحاجة إليها.
4- ممارسة "الرحمة" يعالج الكآبة:
في هذه الدراسة وجد الباحثون أن الناس الرحماء هم أكثر الناس بعداً عن الاكتئاب والإحباط واليأس. ومن هنا ندرك أهمية قوله تعالى عن القرآن: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ * قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) [يونس: 57-58]. وانظروا كيف تكررت الرحمة مرتين، لتؤكد لنا أن الذي يرضى بالقرآن شفاء فإن رحمة الله ستكون وسيلة لسعادته وفرحه، فلا يحزن بعدها أبداً.
5- علماء الغرب: ينبغي علينا أن نعلم أطفالنا الرحمة:
بعد هذه التجارب دعا الباحثون إلى ضرورة أن نعلم الطفل الشفقة والرحمة والعطف، وقالوا بأن هذه الأشياء من السهل تعملها وسوف تعطي فوائد كبيرة للمجتمع. ويقول الباحثون: إن تعليم الطفل الرحمة سيساهم بشكل كبير في تخفيف الجريمة والعدوانية التي أصبحت مرضاً لا سبيل لعلاجه. وملخص هذا البحث كما يقول الباحث ديفيدسون من جامعة Wisc**sin-Madis** إن هذه الوسيلة أي تعلم الرحمة، مهمة جداً لعلاج الأطفال وبخاصة أولئك الذين هم على أبواب الانحراف.

يؤكد العلماء أن الرحمة ينبغي أن يتعلمها الإنسان منذ أن يكون طفلاً لتقيه شر الانحرافات وسوف تساهم في بناء شخصية أكثر اعتدالاً، هذا ما وصلوا إليه بعد معاناة ومرارة وتجارب طويلة، ولكن الإسلام وفر علينا عناء البحث وأعطانا المعلومة جاهزة، ولكن للأسف نجد من يجحد ويستكبر ويعرض!
ونكرر من جديد ألم يطبق نبينا صلى الله عليه وسلم هذه الرحمة على أتم وجه؟ لقد ضرب لنا المصطفى صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة في الرحمة عندما عفا عن كفار قريش الذين أساؤوا إليه أشد الإساءة وذلك عندما عفا عنهم أثناء فتح مكة، كذلك ضرب النبي لنا أمثلة رائعة في رحمة الأطفال وحسن تربيتهم.
فقد روى سيدنا أنس بن مالك أنه خدم رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين لم يقل لشيء فعله لم فعلت كذا، أو لشيء لم يفعله لمَ لمْ تفعل كذا، هل بعد هذه الرحمة رحمة!
العلاج بالمودة
جاء في كتاب الله قبل أربعة عشر قرناً قوله تعالى: (وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الروم: 21]. إنها آية عظيمة لا نزال نكتشف أسرارها يوماً بعد يوم. فالذي يتأمل هذه الآية يدرك أهمية العطف والرحمة والمودة بين الزوجين، ويدرك أيضاً أن الله وضع لنا طريقاً للنجاح والشفاء والسعادة في حياتنا الزوجية، وهو أن نسلك طريق المودة والرحمة.
ولكن وللأسف ابتعدنا كثيراً عن هذا الطريق فبدأت المشاكل بالظهور وبخاصة ظاهرة الطلاق التي انتشرت كالنار في الهشيم! وهناك العنف المنزلي وهناك ظاهرة التفكك الأسري، وهناك ملايين الأزواج لا يحسون بالسعادة مع أزواجهم، لماذا؟
الجواب نجده في الآية السابقة، وقد لخصه الله لنا بكلمتين: (مَوَدَّةً وَرَحْمَةً)، فطالما بقيت المودة والتعاطف والتراحم بين الزوجين كانت الحياة سعيدة وهادئة، وبمجرد غاب هذين "المؤشرين" عن المنزل اختفت السعادة وانقلبت الحياة إلى جحيم لا يُطاق.
ولكن الجديد الذي كشفت عنه الدراسات العلمية أن الشجار العائلي هو سبب واضح لضعف المناعة، وأن آثار هذا الشجار لا تنعكس فقط على الراحة النفسية، وإنما تؤدي إلى هشاشة المناعة لدى الأشخاص الذين يعانون منه. وقد أثبت ذلك دراسة واختبارات أجراها خبراء من الولايات المتحدة مؤخراً (حسب وكالة الأنباء الألمانية) فقد جاء على موقعهم ما يلي:
توصلت مجموعة من الخبراء الأمريكيين إلى نتيجة مفادها بأن مناعة الإنسان تتأثر سلبا في حال نشوب الخلافات العائلية. هذه هي نتيجة دراسة أُجريت على 42 عائلة تنشب فيها خلافات زوجية. في الوقت ذاته أكد الباحثون بأن الشجار العائلي وعدم الوفاق بين الزوجين يؤدي في غالب الأحيان إلى تردي الوضع الصحي للعائلة. وينطبق هذا الأمر بشكل خاص على الأشخاص الذين يعانون من أعراض مرضية.
وكان بعض الباحثين السويديين قد أثبتوا أن الخلافات العائلية تؤدي في معظم الحالات إلى نوبات قلبية مضاعفة لدى أولئك الذين يعانون أصلاً من أمراض قلبية! كذلك بينت الدراسات أن ضغط العمل قد لا يؤدي إلى المضاعفات التي قد يؤدي إليها الشجار العائلي.

صورة لخلايا عصبية في دماغ الإنسان وهي التي تخزن البرامج اللازمة لإعطاء الأوامر للنظام المناعي ليقوم بأداء مهامه، ولم يتعرف الخبراء حتى هذه الأيام على كيفية تأثير الضغط النفسي على النظام المناعي للجسم بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من مشاكل عائلية. لكن من المتوقع أن حركة الأعصاب غير الاعتيادية تلعب دوراً هاماً في إضعاف جهاز المناعة لديهم. وبما أن المناعة على علاقة في شفاء أنسجة الأوعية التالفة لدى الإنسان. وقد أثبت الباحثون أن اختفاء الرحمة بين الزوجين سبب رئيسي للإصابة بالأمراض وبخاصة الأمراض المزمنة!
قامت الدكتورة جانيس كييكولت-غلازر وزملاؤها، من القسم النفسي والجراحة الداخلية في جامعة كولومبس في مدينة أوهايو، بإجراء فحوصات على شفاء الجروح لدى الأزواج الذين يعانون من خلافات عائلية. وفي هذا الإطار قام الأطباء بوضع أجهزة قياس تحت إبط الأشخاص الذين سيتم إجراء البحوث حولهم. وكانت إحدى الممرضات تأخذ عينات من الدم قبل الجرح وبعده. وكان الخبراء يقومون بطرح أسئلة معينة على المعني فحصهم، إلى جانب إجراء اختبارات نفسية معينة، إضافة إلى الطلب من الأزواج النقاش حول مواضيع محددة، وكانت نتائج هذه الاختبارات تبين كيفية تعامل الزوجين مع بعضهما البعض، إضافة إلى تقييم العلاقة الزوجية بناء على هذه النتائج.
وقد أظهرت النتائج بأن أكثر من ثلث الأزواج الذين تم إخضاعهم للفحص يعيشون حالة عداء فيما بينهم. إذ قام هؤلاء بالتعبير عن غضبهم بكلمات نابية أثناء النقاشات في المواضيع المحددة. كما قاموا بحركات غير مألوفة في الحياة اليومية للزوجين مع اتهامات غريبة.
وكان الأزواج الموضوعين تحت الاختبار لا يرغبون بالإصغاء لبعضهم أثناء الشجار. وقد أثبتت الدراسة بأن فترة شفاء الجروح لدى الأزواج الذين يتعاركون فيما بينهم تطول أكثر منها لدى الأزواج الذين تسود حياة الفرح والسعادة بينهم.

نتائج هذه الدراسة
إننا كمسلمين أكرمنا الله بنعمة الإيمان نفرح بأن الله تعالى قد أوصانا بالنساء وكذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول تعالى: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا) [النساء: 19]. والنبي يقول: (استوصوا بالنساء خيراً) [رواه البخاري]. فهذه هي عظمة الإسلام، أنه جاء بالنفع والخير والشفاء لنا.
وإذا بحثنا في أقوال علماء النفس ودراسات البرمجة اللغوية العصبية نجد نصائحهم للزوجين ومن أهمها أنك إذا كنتَ تشتكي من مشاكل زوجية في منزلك فحاول أن تقنع نفسك بأن زوجتك مثالية وفتش عن الأشياء الجميلة فيها، وحاول أن تبحث عن الأشياء التي تجذبك إليها، وأن تتذكر أن كل امرأة لديها الكثير من الأشياء الجميلة ولكن يجب أن تبحث وتنظر وترى الوجه المشرق، وعندها سيختفي الوجه المظلم!
أحبتي هذه النصائح صدرت عن علماء نفس تخصصوا في علاج المشاكل الزوجية، وهناك آلاف الكتب قد أُلّفت حول هذا الموضوع، ولكن القرآن لخص لنا كل ذلك بسطر واحد، لنتأمل ونتعمق في هذه الكلمات الإلهية الرائعة، والتي أنصح أي واحد يعاني من مشكلة عائلية أن يردد هذه الكلمات: (فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا).
أثر الاستماع إلى القرآن على استقرار عمل القلب
الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها أخذ بها، والقرآن فيه شفاء للمؤمن وخسارة للكافر، يقول تعالى: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا) [الإسراء: 82].
وربما يعترض بعض الملحدين إذا قلنا له إن صوت القرآن يؤثر على القلب ويجعله مستقراً وهذا ما عبر عنه القرآن بقوله تعالى: (الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [الرعد: 28].
ولكن الاكتشاف الجديد أن أطباء من فنلندا عرضوا 60 مريضاً يعانون من نوبة قلبية إلى صوت الموسيقى ووجد أن للموسيقى أثر في شفاء القلب وزيادة مقاومته للمرض. ويقول الباحث Teppo Sarkamo من جامعة هلسنكي: الموسيقى يمكن أن تكون مهمة جداً لمرضى القلب والذين يعانون من نوبات قلبية وهي مادة رخيصة لا تكلف شيئاً.
لقد وجدوا أن النوبات القلبية التي يتعرض لها المريض تؤثر سلبياً على إدراكه وذاكرته، ولكن بعد أن تم وضع كل مريض في الجو الموسيقي الذي يرغب به أو الذي يرتاح غليه حدث تحسن ملموس في مستوى الذاكرة، واستقرار في أداء القلب.
ويؤكد الباحثون إن هذا البحث وللمرة الأولى يظهر تأثير الاستماع إلى الأصوات المرغوبة من قبل المريض وأثر هذه الترددات الصوتية على قلبه وبخاصة بعد تعرضه للنوبة القلبية مباشرة.
حتى إن بعض هؤلاء الباحثين بدأ ينظر إلى أهمية الصوت في علاج المشاكل النفسية العصبية مثل مشاكل النطق التي عجز الطب عن علاجها.
قالوا إن بعض الترددات الصوتية تؤثر على مناطق معينة من الدماغ فتنشط الخلايا وتجعلها أكثر قدرة على العمل بكفاءة وترفع من قدرة نظام المناعة لدى المريض.
ويتساءل هؤلاء الباحثين عن سر تأثير الترددات الصوتية على خلايا القلب والدماغ.

قلب الإنسان هو ذلك الجزء الصغير والذي حيَّر العلماء ولازال يحيرهم. ففي كل يوم تكتشف لنا الأبحاث الطبية شيئاً جديداً عن القلب وأمراضه وعلاجه وتأثيره الحاسم على حياة الإنسان. وكما نعلم إذا كان قلب الإنسان بخير فلا بد أن بقيـة أعضاء جسده ستكون بخير. أما إذا اختل توازن هذه العضلة فإن ذلك سيؤثر على الجسم كله.
يعتبر القلب مضغة دم من الدرجة الأولى يضخ كل يوم ثمانية آلاف ليتر من الدم!! و يقوم بأكثر من ألفي مليون ضربة!!! هذا الجزء المهم من جسد الإنسان يُعدُّ بمثابة المحرك للدورة الدموية، ونحن نعلم بأن الدم يقوم بحمل الغذاء والأوكسجين لجميع أنحاء الجسم ويعود بالفضلات والسموم ليطرحها.
وهذا يعني أن تعطل القلب وحركته أو حدث أي خلل فيه سيؤدي ذلك إلى خلل في الدورة الدموية وبالتالي خلل في نظام غذاء أجهزة الجسم وبالنتيجة سوف يمتد الخلل لكافة أعضاء الجسد. إذن صلاح هذه المضغة وهي القلب يعني صلاح الجسد كله، وفسادها يعني فساد الجسد كله. هذه الحقيقة العلمية اليقينية تحدث عنها البيان النبوي قبل أربعة عشر قرناً!
يقول الرسول الكريم عليه وعلى آله الصلاة والتسليم: (ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب) [البخاري ومسلم]. هذا الحديث موافق للحقائق الطبية الحديثة والتي تقرر الأهمية الفائقة للقلب وصحته وسلامته وتأثير ذلك على جسد الإنسان وصحته بشكل كامل.
إن مرض تضيق الشرايين والذبحة الصدرية يعتبر سبباً أساسياً في وفاة كثير من البشر. حتى إننا نجد علوم التغذية والطب الحديث والطب الواقي جميعها يركز اهتمامه على أهمية العناية بالقلب من خلال عدم تناول الشحوم والدسم والتأكيد على الأغذية الخفيفة مثل الفواكه والخضار.
ومن عجائب هذه المضغة القلبية أنها تربط شبكة من الأوعية، إذا وصلت مع بعضها لبلغ طولها (150) كيلو متراً!!! وتأمل روعة الإعجاز الإلهي: عضلة لا يتجاوز حجمها قبضة اليد ووزنها الثلث كيلو غرام تقوم بضخّ الدم والوقود والغذاء إلى جميع أجهزة الجسم عبر شبكة من الأوعية الدموية يتجاوز طولها 150 كيلو متراً، وطيلة حياة الإنسان، فتبارك القائل: (صنع الله الذي أتقن كل شيء) [النمل: 88].
إذا تأملنا أقوال العلماء نجدهم يؤكدون على أهمية تأثير الصوت المرغوب فيه من قبل المريض، وأود أن أقول لكم قصة حدثت معي من باب اسأل مجرباً. فقد كنت في وقت سابق أعزف على عدة آلات موسيقية وأتفاعل مع الموسيقى لدرجة أنني لم أكن أتخيل الحياة من دون موسيقى!
وبعد سنوات من اللهو والاستماع إلى الموسيقى، صحيح كنتُ أتأثر بسماع الموسيقى ولكن كانت تسبب لي عدم ارتياح لأنني مؤمن بالله وأعلم أن العزف واللهو من أعمال الشيطان. وقدر الله لي أن استمع إلى حديث نبوي عظيم يقول: (من ترك شيئاً لله عوَّضه الله خيراً منه)، وقد أثر في هذا الحديث لدرجة قلت معها: هل يوجد ما هو خير من الموسيقى؟ وتركت الموسيقى بالفعل وجلست أنتظر الخير من الله تعالى لأنني مؤمن بكلام الحبيب الأعظم عليه الصلاة والسلام.
وخلال أيام بدأتُ أحب الاستماع إلى القرآن! وسبحان الله كنتُ أتفاعل مع صوت القرآن لدرجة كبيرة لم يعد معها تأثير للموسيقى. وهذا ما جعلني أحفظ القرآن بطريقة الاستماع فقط. لاحظتُ بعدها أن صوت القرآن له تأثير قوي جداً، فأنت تشعر وكأنك تخرج من هذا العالم وتحلق في عالم الآخرة عندما تسمع القرآن.
وخلال سنة تقريباً لم يعد شيء يطربني ويفرحني إلا أن أستمع إلى صوت القرآن، فإذا ضاقت بي الأمور وتعرضت لأي مشكلة نفسية أو اجتماعية أو ضائقة مادية لجأت إلى القرآن فكنتُ أجد فيه العلاج والشفاء والراحة والسكون. وأود أن أخبركم أن تأثير القرآن على الإنسان أكبر بكثير من تأثير الموسيقى، فإذا كان علماء الغرب اليوم يتحدثون عن تأثير للموسيقى على الأمراض، فإنهم لو جرَّبوا القرآن لكانت النتائج مبهرة!
والآن يا أحبتي وبعد عشرين عاماً تقريباً وصلتُ إلى نتيجة وهي أن الله تعالى قد فطر كل خلية من خلايا دماغنا على صوت القرآن فإذا ما استمعنا إلى القرآن شعرنا بالحنين وكأن أحدنا طفلاً يحن إلى صوت أمه! حتى إنني وصلتُ إلى نتيجة ثانية وهي أن دماغ الإنسان يحوي خلايا خاصة لتخزين المعلومات القرآنية!!
وربما يعجب أحدكم من هذا الكلام ويقول أين المستند العلمي لذلك؟ وأقول: للأسف لقد قصَّرنا كثيراً بحق القرآن ونحن ندعي أننا نحب القرآن! أليس غريباً أن الغرب ينتج كل يوم أكثر من ألف بحث علمي، ونحن طيلة سنوات لم ننتج بحثاً قرآنياً واحداً نتباهى به أمام الغرب؟!
على كل حال سوف أحدثكم عن أحد المؤمنين الذي تعلق بالقرآن وكان يحافظ على تلاوته وحفظه والتلذذ بسماعه. أُصيب هذا المؤمن بعدة جلطات دماغية متتالية ففقد الذاكرة ولم يعد يذكر اسم ابنه! ولم يعد يتذكر أي شيء، ولكن الغريب أن ابنه كان يقرأ القرآن أمامه وأخطأ فصحح له الوالد قراءته!
إنه نسي كل شيء إلا القرآن! لماذا؟ إنه وهو على فراش الموت وقد عجزت المسكنات والدواء عن تخفيف الألم، ولكنه كان يطلب أن يستمع إلى القرآن فتجده يهدأ ويفرح بكلام الله وكان يشير إلى أهله أن يقرأوا له أكبر عدد من الآيات وكأنه يريد أن يتزود بها للقاء الله تعالى. ألا تثبت هذه الظاهرة أن هناك خلايا مسؤولة عن تخزين آيات القرآن في الدماغ؟

خلية عصبية من خلايا القلب، يؤكد بعض الباحثين من معهد رياضيات القلب أن لهذه الخلايا التي يبلغ عددها أبعين ألفاً تأثيراً قوياً على خلايا الدماغ، وأن للقلب دوراً مهماً في الإدراك والذاكرة وتخزين المعلومات والقلب يتأثر بالترددات الصوتية.
ويمكنني أن أقول إن هناك خلايا خاصة في القلب مسؤولة أيضاً عن تخزين آيات القرآن! فهناك أحد الحفاظ للقرآن مات وتوقف دماغه عن العمل وكل أعضائه ماتت ولكن القلب بقي ينبض! وقد حيرت الأطباء هذه الظاهرة فسألوا أهله فقالوا إنه كان يستمع ويقرأ القرآن في كل لحظة! وسبحان مات الدماغ وبقي القلب ينبض، ألا يدل ذلك على الأثر القوي جداً للقرآن على القلب، حتى بعد موته بقي قلبه يعمل!!!
لذلك نصيحتي لكل أخ وأخت: استمعوا إلى هذا القرآن قدر المستطاع، فكلما سمعت أكثر تأثر قلبك ودماغك أكثر حتى تصل إلى درجة لا تعاني معها من أي مرض، بل إن المرض يكون بمثابة تطهير لك من الذنوب ويساعدك على الاستماع أكثر إلى القرآن.
نشر موقع البي بي سي شهادات لأناس تعرضوا لجلطات قلبية وحوادث سير وبعضهم تعرض لالتهاب السحايا وجلطات دماغية وغير ذلك من الأمراض وأجمعوا على أنهم استفادوا كثيراً من الموسيقى التي كانوا يحافظون على سماعها كل يوم. وبعبارة أخرى يؤكدون على أهمية الاستماع إلى الأصوات التي يحبها المريض، ولكننا كمؤمنين ندعي حبنا للقرآن هل هناك أحب إلينا من صوت القرآن؟
إن القرآن له أثر عظيم في الشفاء لأنه ليس مجرد نغمات موسيقية بل هو كلام له معاني ودلالات ولحروفه قوة تأثير على الدماغ والقلب، ولذلك إذا كانت الموسيقى تؤثر على المرض فإن تأثير القرآن هو أضعاف كثيرة، ببساطة لأن خالق المرض هو منزل القرآن وهو أعلم بأنفسنا منا.
وسؤالي: أليس الأجدر بنا ونحن أصحاب أعظم كتاب على وجه الأرض أن نستفيد من هذا الكتاب العظيم فنستمع إليه كل يوم ولو لمدة ساعة؟ لنتأمل هذه الآية العظيمة والتي تتحدث عن تأثير القرآن على أولئك الذين يخافون الله ويمكنك أن تطبق هذه الآية على نفسك لتختبر درجة خشيتك لله تعالى: (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) [ الزمر: 23].
العلاج بالخشوع
هل جربت أن تحس بمراقبة الله لك في كل ثانية؟ هذه طريقة لعلاج أي مرض وهي أن تشعر بوجود الله بجانبك يسمعك ويراك ويستجيب دعاءك، وأن تحاول الوصول إلى الإحساس بالجنة والنار وأن تفكر بالموت وما بعد الموت وبالجنة ونعيمها، هذه سوف تدخل إلى دماغك معلومات فعالة تستطيع إصلاح الخلل الذي أصابك بنتيجة الأمراض. واعلم بأن الخشوع والخوف من الله هو أهم أسباب استجابة الدعاء.
يقول تعالى: (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ) [الحديد: 16]. هذه آية عظيمة تخاطب كل مؤمن لتذكره بأهمية الخشوع لله تعالى، ولو تألمنا آيات القرآن نلاحظ أنه يعطي أهمية كبيرة لهذا الأمر، فما السر في ذلك؟ لنتأمل هذه الحقائق العلمية والقرآنية.
هل للخشوع طاقة؟
يظن المؤمن أحياناً أن الله أمرنا بالخشوع فقط لنتقرب إليه، ولكن الدراسات العلمية أظهرت شيئاً جديداً حول ما يسميه العلماء "التأمل"، ولكن هذا التأمل هو مجرد أن يجلس المرء ويحدّق في جبل أو شمعة أو شجرة دون حركة ودون تفكير. ووجدوا أن هذا التأمل ذو فائدة كبيرة في معالجة الأمراض وتقوية الذاكرة وزيادة الإبداع والصبر وغير ذلك.
ولكن القرآن لم يقتصر على التأمل المجرد، بل قرنه بالتفكر والتدبر وأخذ العبرة والتركيز على الهدف، وسماه "الخشوع" وكان الخشوع من أهم العبادات وأصعبها لأنه يحتاج لتركيز كبير، وهكذا فإن كلمة "الخشوع" تدل على أقصى درجات التأمل مع التفكير العميق، وهذا الخشوع ليس مجرد عبادة بل له فوائد مادية في علاج الأمراض واكتساب قدرات هائلة ومتجددة.
الخشوع والقلب
أظهرت دراسة جديدة نشرتها مجلة جمعية القلب الأمريكية أن التأمل لفترات طويلة ومنتظمة يقي القلب من الاحتشاء أو الاضطراب. ويعمل التأمل على علاج ضغط الدم العالي وبالتالي تخفيف الإجهاد عن القلب. ولذلك قال تعالى مخاطباً المؤمنين: (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ) [الحديد: 16].
كما أظهرت هذه الدراسة أن للقلب عملاً مهماً وليس مجرد مضخة، وتؤكد الدراسات أهمية التأمل والخشوع في استقرار عمل القلب، ويقول الأطباء اليوم إن أمراض القلب هي السبب الأول للموت في العالم، وسبب هذه الأمراض هو وجود اضطراب في نظام عمل القلب، ومن هنا ندرك أهمية الخشوع في استقرار وتنظيم أداء القلب.
إن الدراسات تثبت اليوم أن التأمل يعالج الاكتئاب والقلق والإحباط، وهي أمراض العصر التي تنتشر بكثافة اليوم. ليس هذا فحسب بل وجدوا أن التأمل المنتظم يعطي للإنسان ثقة أكثر بالنفس ويجعله أكثر صبراً وتحملاً لمشاكل وهموم الحياة. يقول تبارك وتعالى: (الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [الرعد: 28]. وهكذا إخوتي وأخواتي! إذا أردتم أن تبعدوا عنكم اضطرابات القلب فعليكم بالخشوع ولو للحظات كل يوم.
الخشوع وعلاقته بالموجات التي يطلقها الدماغ
لقد وجد العلماء أن دماغ الإنسان يصدر ترددات كهرطيسية باستمرار، ولكن قيمة الترددات تتغير حسب نشاط الإنسان. ففي حالة التنبه والنشاط والعمل والتركيز يطلق موجات اسمها "بيتا" وهي ذبذبات يتراوح ترددها من 15 إلى 40 ذبذبة في الثانية (هرتز)، وفي حالة الاسترخاء والتأمل العادي يطلق الدماغ موجات "ألفا" ويتراوح ترددها من 9 إلى 14 ذبذبة في الثانية، أما في حالة النوم والأحلام والتأمل العميق فيعمل الدماغ على موجات "ثيتا" وهي من 5-8 هرتز، وأخيراً وفي حالات النوم العميق بلا أحلام يطلق الدماغ موجات "دلتا" وقيمتها أقل من 4 هرتز.
نستطيع أن نستنتج أن الإنسان كلما كان في حالة خشوع فإن الموجات تصبح أقل ذبذبةً، وهذا يريح الدماغ ويقوِّيه ويساعد على إصلاح الخلل الذي أصابه نتيجة مرض أو اضطراب نفسي مثلاً، لذلك يعتقد بعض الباحثين أن الانفعالات ترهق الدماغ وبالتالي يقصر العمر، بينما التأمل يريح الدماغ ويطوِّل العمر!

إن أهم موجات يبثها الدماغ هي تلك الموجات ذات التردد المنخفض، والتي تعتبر وسيلة شفائية للجسد بسبب تأثيرها على خلايا الجسم والنظام المناعي، وبالتالي فإن التأمل وبكلمة أخرى "الخشوع" يعتبر وسيلة فعالة لتوليد هذه الموجات والتي تؤثر إيجابياً على خلايا الدماغ وتعيد برمجته وتصحيح الخلل الحاصل في برنامج عمل الدماغ، إن ممارسة الخشوع يعتبر بمثابة تهيئة وتنظيم وتقوية لعمل الدماغ.
الخشوع يزيد حجم الدماغ
قام باحثون من كلية هارفارد الطبية حديثاً بدراسة التأثير المحتمل للتأمل على الدماغ فوجدوا أن حجم دماغ الإنسان الذي ينفق شيئاً من وقته على التأمل بانتظام أكبر من حجم دماغ الإنسان العادي الذي لم يعتد التأمل أو الخشوع، ولذلك هناك اعتقاد بأن التأمل يزيد من حجم الدماغ أي يزيد من قدرات الإنسان على الإبداع والحياة السليمة والسعادة.
فقد وجدوا أن قشرة الدماغ في مناطق محددة تصبح أكثر سمكاً بسبب التأمل، وتتجلى أهمية هذه الظاهرة إذا علمنا أن قشرة الدماغ تتناقص كلما تقدمنا في السن، وبالتالي يمكن القول: إن التأمل يطيل العمر أو يبطئ تقدم الهرم!
كما أظهرت هذه الدراسة (William J. Cromie, Harvard University) أنه كلما كانت مدة التأمل أكبر كان التأثير أوضح على الدماغ من حيث الحجم واستقرار عمل الدماغ، أي أن هناك علاقة بين التأمل وحجم وسلامة الدماغ. طبعاً هذا التأثير على الدماغ يحدث بفعل التأمل فقط، ولكن الخشوع يعطي نتائج أكبر، ولكن للأسف لا توجد تجارب إسلامية في هذا المجال!
الخشوع يخفف الآلام
بعد فشل الطب الكيميائي في علاج بعض الأمراض المستعصية، لجأ بعض الباحثين إلى العلاج بالتأمل بعدما لاحظوا أن التأمل المنتظم يساعد على تخفيف الإحساس بالألم، وكذلك يساعد على تقوية جهاز المناعة.
وفي دراسة جديدة تبين أن التأمل يعالج الآلام المزمنة، فقد قام بعض الباحثين بدراسة الدماغ لدى أشخاص طُلب منهم أن يغمسوا أيديهم في الماء الساخن جداً.
وقد تم رصد نشاط الدماغ نتيجة الألم الذي شعروا به، وبعد ذلك تم إعادة التجربة مع أناس تعودوا على التأمل المنتظم، فكان الدماغ لا يستجيب للألم، أي أن التأمل سبّب تأثيراً عصبياً منع الألم من إثارة الدماغ.
وهكذا نستطيع أن نستنتج أن الخشوع يساعد الإنسان على تحمل الألم بل وتخفيفه بدرجة كبيرة. وهو أفضل وسيلة لتعلم الصبر، وعلاج فعال للانفعالات، فإذا كان لديكم مشكلة نفسية مهما كان نوعها، فما عليكم إلا أن تتأملوا كل يوم بمعجزة من معجزات القرآن مثلاً، أو تستمعوا لآيات من القرآن بشيء من التدبر، أي تعيشوا في جو الآيات، عندما تسمعون آية عذاب تتخيلون نار جهنم وحرّها، وعندما تستمعون لآية نعيم تتخيلون الجنة وما فيها من نعيم، وهكذا كانت قراءة النبي عليه الصلاة والسلام للقرآن.

يحوي دماغ الإنسان أكثر من عشرة آلاف تريليون وصلة عصبية، وهذه الوصلات تصل أكثر من تريليون خلية بعضها ببعض، وتعمل كأعقد جهاز على وجه الأرض. ويقول العلماء إن خلايا الدماغ تحتاج للتأمل والتفكر دائماً لتستعيد نشاطها بل لتصبح أكثر فاعلية، وإن الأشخاص الذين تعودوا على التفكر العميق في الكون مثلاً هو الأكثر إبداعاً!! وهنا ندرك أهمية قوله تعالى: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [آل عمران: 190-191].
الخشوع والعاطفة
لاحظ بعض العلماء عندما أجروا مسحاً للدماغ بالرنين المغنطيسي الوظيفي fMRI أن الإنسان الذي يتعود على التأمل، يكون أكثر قدرة على التحكم بعواطفه، وأكثر قدرة على التحكم بانفعالاته، وبالنتيجة أكثر قدرة على السعادة من غيره!
بل بيَّنت التجارب أن التأمل يساعد على التحكم بالغريزة الجنسية لدى الجنسين، كذلك فإن التأمل يؤدي إلى تنظيم عاطفة الإنسان وعدم الإسراف أو التهور في قراراته، لأن التأمل ينشط المناطق الحساسة في الدماغ تنشيطاً إيجابياً بحيث يزيل التراكمات السلبية والخلل الذي أصاب هذه الأجزاء بنتيجة الأحداث التي مر بها الإنسان.
الخشوع لعلاج الأمراض المستعصية
هناك مراكز خاصة في الغرب تعالج المرضى بالتأمل، ويقولون إن التأمل يشفي من بعض الأمراض التي عجز الطب عنها، ولذلك تجد اليوم إقبالاً كبيراً. وكلما قرأتُ عن مثل هذه المراكز أقول سبحان الله! ألسنا نحن أولى منهم بهذا العلاج، لأن القرآن جعل الخشوع والتأمل والتفكر في خلق الله عبادة عظيمة، وانظروا معي كيف مدح الله عبادة المتقين فقال: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [آل عمران: 190-191].
ولذلك يا إخوتي إذا كان لدى أحدكم مرضاً مستعصياً أو مزمناً، فما عليه إلا أن يجلس كل يوم لمدة ساعة مع معجزة من معجزات القرآن في الفلك أو الطب أو الجبال والبحار و غير ذلك ويحاول أن يتعمق في خلق الله وفي عظمة هذا القرآن، وهذه الطريقة أعالج بها نفسي من بعض الأمراض وكذلك من أي مشكلة نفسية، ولذلك أنصح كل مؤمن أن يلجأ إلى هذه الطريقة في العلاج.
الخشوع والناصية
وجد العلماء أن ناصية الإنسان أي الجزء الأمامي من الدماغ تنشط بشكل كبير أثناء التأمل والتفكير العميق والإبداعي، هذه المنطقة من الدماغ هي مركز القيادة أيضاً لدى الإنسان ومركز اتخاذ القرارات المهمة والمصيرية. ولهذا الجزء من الدماغ أثر كبير على سلوكنا وعواطفنا واستمرار حياتنا.
ولذلك نجد أن النبي الأعظم عليه الصلاة والسلام ركَّز على هذا الجزء في دعائه لربه فكان يقول: (ناصيتي بيدك) أي يا رب لقد أسلمتك ناصيتي وهي مركز القيادة والقرارات والسلوك، وأنت توجهها كيف تشاء. كذلك فإن أحد أساليب العلاج بالقرآن أن تضع يدك على منطقة الناصية ثم تقرأ آيات من القرآن بخشوع فيكون لها تأثير أكبر.

شكل يبين المنطقة المسؤولة عن الكذب والخطأ في الدماغ وهي المنطقة المشار إليها باللون الأحمر وهي في مقدمة الدماغ أو (الناصية) وهي مسؤولة عن اتخاذ القرارات الهامة ومسؤولة عن التوجه والسلوك، وهذه المنطقة هي ذاتها المسؤولة عن الإبداع والخشوع عند الإنسان، وبالتالي يمكن القول إن المؤمن عندما يمارس الخشوع في عباداته وفي عمله وفي تفكره وتدبره لكتاب ربه، وحتى في علاقاته الاجتماعية، فإن هذه المنطقة أي الناصية تتنشط وتصبح أكثر قدرة على الإبداع وعلى توجيه الجسد وعلى اتخاذ القرارات الصحيحة، وبالتالي على درء الكذب، إذن الخشوع يساعد على الصدق!! وهذا ما أشار إليه القرآن في آياته، مثلاً دعاء سيدنا هود عليه السلام: (إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) [هود: 56].
الخشوع والوساوس
وجد الدكتور Newberg بعد إجراء العديد من التجارب على رهبان بوذيين يتأملون كل يوم لمدة ساعة، أن المنطقة الأمامية من دماغهم تتنشط أثناء التأمل، أما المناطق الخلفية من الدماغ فلا تقوم بأي نشاط يُذكر. وتجدر الإشارة إلى أن المنطقة المسؤولة عن الوساوس موجودة في الجانب الخلفي للدماغ، وبالتالي يمكن الاستنتاج بأن التأمل والخشوع يعالج الوسواس.
كذلك فإن الإحساس بالتوجه المكاني ينخفض عند الذي يمارس التأمل، وهذا يقودنا للاستنتاج بأن الخشوع يؤدي إلى تخفيف الشعور بالبيئة المحيطة وبالتالي فإن أي خلل نفسي سببه البيئة (مثل الأصدقاء أو الأهل أو المجتمع) سوف يزول بتكرار التأمل. كما تبين من بعض الدراسات الحديثة أن التأمل يزيد الذاكرة ويقوي الانتباه عند الإنسان، ولذلك فقد يكون هذا الأسلوب مفيداً لأولئك الذين يعانون من ضعف الذاكرة.
الخشوع والفصام
عندما درس بعض الباحثين أدمغة لأناس أصيبوا بالفصام (schizophrenia) وجدوا أن الفص الأمامي للدماغ يكون أصغر من الشخص السوي، واستنتجوا الأثر الكبير للنشاط الذي يتم في هذه المنطقة الحساسة من الدماغ أي منطقة الناصية على مثل هذا المرض.
ولذلك يمكننا القول إن الخشوع يعالج الانفصام في الشخصية بشكل أكثر فعالية من أي دواء كيميائي، لأن الخشوع والتفكر ينشط هذا الجزء بشكل كبير ويعدل الخلل الحاصل فيه. إذن انفصام في الشخصية يمكن أن يسبب خسارة في خلايا الدماغ تصل إلى 10 % من حجمه، ويمكن تعويض هذه الخسارة بقليل من الخشوع كل يوم!
الخشوع والصلاة
يؤكد القرآن على الدور الكبير للخشوع في المحافظة على الصلاة، لأن كثيراً من المسلمين لا يلتزمون بالصلاة على الرغم من محاولاتهم المتكررة إلا أنهم يفشلون في المحافظة عليها لأنهم فقدوا الخشوع. ولذلك يقول تعالى: (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ) [البقرة: 45]. وهكذا يتبين الدور الكبير للخشوع في الصلاة، ولذلك ربط القرآن بين الصلاة والخشوع. والعجيب أن القرآن في هذه الآية ربط بين الصبر والخشوع، وقد وجد العلماء بالفعل أن التأمل يزيد قدرة الإنسان على التحمل والصبر ومواجهة الظروف الصعبة!
هناك بعض العلماء الأمريكيين أجروا تجارب على أناس يصلّون (على طريقتهم طبعاً) فوجدوا أن الصلاة لها أثر كبير على علاج اضطرابات القلب، وعلى استقرار عمل الدماغ. ولذلك نجد أن القرآن جمع لنا كلا الشفاءين "الصلاة والخشوع" فقال: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ) [المؤمنون: 1-2].
كيف نمارس الخشوع في حياتنا اليومية؟
إنه القرآن! هو الوسيلة الرائعة لممارسة الخشوع لله تعالى، وهنا ينبغي أن نصحح الفكرة السائدة أن الخشوع يكون في الصلاة فقط أو في قراءة القرآن، والصواب أن الخشوع هو منهج يعيشه المؤمن كل لحظة كما كان أنبياء الله يفعلون، فإذا تأملنا حياة الأنبياء عليهم السلام نلاحظ أنها مليئة بالخشوع، بل كانوا في حالة خشوع دائم، وهذا ما أعانهم على التحمل والصبر على الأذى والاستهزاء وكان هذا الخشوع سبباً في استجابة دعائهم، ولذلك قال تعالى عنهم: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) [الأنبياء: 90]. وتأملوا معي عبارة (وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) فهي توحي بأن هؤلاء الأنبياء الكرام كانوا في حالة خشوع دائم، ولذلك لابد أن نقتدي بهم في حياتنا، ولكن كيف ذلك؟
فالمؤمن الحقيقي يكون في حالة خشوع في صلاته وعندما يتصدق تجده يتفكر في هذه الصدقة وعندما يزور مريضاً يفكر في أهمية هذه الزيارة فيطلب من الله أن يبعد عنه الأمراض. وعندما يتعامل مع الناس في بيع وشراء وتجارة يحس بأن الله يراقبه ويراه فلا يغش ولا يكذب ويكون صدوقاً ليُحشر يوم القيامة مع الصديقين.
عندما يتعرض الشاب المؤمن لفتنة أو يكون على وشك أن ينظر إلى ما حرم الله، يتذكر على الفور أن الله يراه ولا يرضى عن ذلك، فيبتعد عن هذه المعصية ابتغاء وجه الله، ويحس وقتها بنوع من لذة وحلاوة الإيمان.
عندما يرى المؤمن شيئاً يكرهه من زوجته أو العكس ويدرك أن الله يأمره أن يعاشرها بالمعروف ولا يؤذيها وأن النبي أمره أن يستوصي بها خيراً، عند ذلك يبتعد عن إيذائها ويكون أكثر صبراً عليها، فهذا هو الخشوع.
عندما يتعرض المؤمن لمرض أو لظروف صعبة، أول شيء يقوم به هو الدعاء واللجوء إلى الله تعالى. ويدرك أن الله تعالى هو الذي ينفع ويضر وهو الذي بيده الخير هو الذي يشفي وهو الذي يرزق هو الذي بيده مفاتيح الخير كلها، هذا هو الخشوع الحقيقي...
ولذلك فإن الخشوع هو نتيجة العمل الصالح والدعاء والمسارعة في الخيرات، فإذا أردت أن يرزقك الله نعمة الخشوع وأن تكون مستجاب الدعوة كما استجاب الله لأنبيائه وهو في أصعب الظروف، فعليك أن تبحث عن الخيرات وتسارع فيها، لا تنتظر حتى يأتي إليك من يحتاج المال لتعطيه، بل اذهب أنت وسارع للإنفاق، وهكذا. وأن تتذكر هذه الآية وتحفظها مثل اسمك لترددها كل يوم، بل في كل موقف: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) [الأنبياء: 90].
ربما بعد هذه الحقائق نعلم لماذا ألهم الله نبيه وحبيبه محمداً صلى الله عليه وسلم قبل البعثة الشريفة أن يذهب إلى غار حراء ويخلو بنفسه، ليتأمل في خلق هذا الكون ويتفكر في عظمة الخالق تبارك وتعالى، لأن هذه المرحلة ضرورية جداً لتعطيه القدرة على الصبر والتحمل ليحمل أعباء أعظم رسالة على وجه الأرض.
وربما ندرك أيضاً لماذا كانت عبادة الحج تطهر الإنسان فيرجع كيوم ولدته أمه نقياً، لأن عبادة الحج قائمة أساساً على التأمل والخشوع والتفكر في خلق الله وبخاصة الوقوف بعرفة وهو الركن الأساسي لعبادة الحج. لأن رحلة الحج هي فترة للنقاهة والعلاج بالنسبة للمؤمن إذا عرف كيف يستثمر كل لحظة في طاعة الله تعالى.
وربما ندرك لماذا كان الأنبياء أكثر الناس صبراً، لأنهم كانوا يمارسون عبادة الخشوع في كل شيء، طبعاً هذا في الدنيا ولكن في الآخرة هناك من الأجر ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، يقول تعالى: (وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ...) ماذا أعد الله لهم؟ يقول تعالى: (أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 35].
العلاج بالدعاء النبوي الشريف
الأدعية النبوية كثيرة، وقد ثبت أنها تشفي بإذن الله، ومن أهم الأدعية: (اللهم أذهب الباس، رب الناس، اشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقماً)، وتكرره ثلاث مرات. وتضع يدك على مكان الألم وتقول: (بسم الله) 3 مرات ثم تقول: (أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذِر) تكررها 7 مرات.
فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (الدعاء مخ العبادة) هذا حديث صحيح لسيد البشر عليه الصلاة والسلام يؤكد فيها على أهمية الدعاء لله تعالى. فماذا يخبرنا العلم الحديث؟
لقد ثبت تأثير الدعاء لله تعالى واللجوء إليه، ففي علم النفس نجد أن أفضل وأهم علاج لكثير من الاضطرابات النفسية أن يلوذ المريض بشخص يثق به، هذه الثقة لها دور يتجاوز نصف الشفاء!
وعندما يلتجأ المؤمن إلى خالقه ورازقه عز وجل فإن كل الأمراض النفسية الموجودة فيه تزول. إذن عبادة الدعاء هي علاج وشفاء لأمراض النفس، وبالتالي هي علاج لأمراض الجسد لأن كثيراً من الأمراض الجسدية ذات منشأ نفسي.
إن أفضل إحساس تحصل عليه من الدعاء هو الإحساس بالقوة لأنك عندما تدعو الله وأنت موقن بالإجابة فهذا سيعيد لك الأمل مهما كنتَ محبطاً، وسوف تزول كل الاضطرابات التي تعاني منها، إذ أن هذه الاضطرابات سببها فقدان الأمل، فكيف إذا كان أملك وقوتك هو الله تعالى رب العالمين؟
لماذا كان النبي يدعو ربه وقد غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر؟
لقد كان النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم كثير الدعاء حتى لا تمر لحظة إلا ويدعو ربه، والحقيقة إن الذي يتعمق في حياة المصطفى عليه الصلاة والسلام يلاحظ أشياء عجيبة. فقد كان أكثر دعائه: (اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك) هذا هو حال خير البشر وأعظم الخلق، يطلب من ربه أن ينجيه من عذاب يوم القيامة!!!
هذا الدعاء يا أحبتي ليس مجرد كلمات، بل له معاني كثيرة، وكأن الرسول يذكر نفسه في كل لحظة بيوم القيامة وعذاب الله، كأنه يشاهد الجنة والنار في كل لحظة، فيستعيذ بالله من شر جهنم ويسأل الله الجنة، وكأنه أيضاً يطلب من ربه أن ينجيه من أي نوع من أنواع العذاب، ونتساءل: هل المرض نوع من أنواع العذاب؟
هنالك دعاء عظيم يسبب لك السعادة المطلقة في الدنيا والآخرة، ويصرف عذاب المرض في الدنيا والآخرة، وهو: (اللهم إني أسألك العافية والمعافاة الدائمة في الدنيا والآخرة) فإذا دعوت بهذا الدعاء كل يوم فإن النبي الكريم يقول لك: فإذا أُعطيتَ العافية في الدنيا وأُعطيتَها في الآخرة فقد أفلحتَ [رواه الترمذي]!!
فهذا دعاء عظيم من أجل صرف الأمراض وإبعادها والتمتع بالعافية، وقد جرَّبتُ هذا الدعاء حيث أدعو به كل يوم مراراً وتكراراً ووجدتُ أن الحالة النفسية والصحية تتحسن بشكل كبير. ولذلك أنصح كل أخ وأخت أن يدعو بهذا الدعاء ويكرره لما له من تأثير مذهل على صحة الإنسان.
علاج للمشاكل الصحية والاقتصادية
كلمات قليلة كان يقول عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم: فإن هؤلاء تجمع لك خير الدنيا والآخرة، فما هي هذه الكلمات؟ إنها: (اللهم اغفر لي، وارحمني، واهدني، وعافني، وارزقني) [رواه مسلم]. انظروا معي كم تحوي هذه الكلمات من فوائد:
1- المغفرة: وهذه أول خطوة قبل استجابة الدعاء، لأن الله تعالى يريد أن تصلح العلاقة معه عز وجل، وتتوب إليه وترجع عن ذنوبك ليغفر لك أولاً ثم تبدأ الخطوة الثانية.
2- الرحمة: وهي أعظم نعمة يمن الله بها علينا أن يرحمنا في حياتنا وفي أولادنا، فيصرف عنا الأوبئة والأمراض، ويسخر لنا الخيرات، وأهم شيء ألا يعذبنا في الدنيا والآخرة.
3- الهداية: هل هناك أجمل من أن يهديك الله في كل شأنك؟ فإذا درست مادة لتنجح فيها سخر لك الله أسباب الهداية للنجاح، وإذا زرت طبيباً للعلاج سخر الله لك الطبيب المناسب وهداك للدواء المناسب للشفاء، وإذا خطبت امرأة هيَّأ الله لك أسباب الهداية إلى زوجة صالحة تعينك على خيري الدنيا والآخرة... وهكذا الهداية في تجارتك وفي تعاملك وفي مشاكلك يهديك الله للحل المناسب...
4- العافية: وهي أن يعافيك الله في بدنك وفي صحتك وفي عقلك وفي حالتك النفسية وفي أفكارك فلا يدخل فيها الشيطان، ويعافيك في من كل شر من المحتمل أن يصيبك، ويعافيك من شر الحوادث والأضرار وغير ذلك، وكل هذا ببركة هذا الدعاء.
5- الرزق: أن يرزقك الله من حيث لا تحتسب، فيسخر الله لك أسباب الرزق وأسباب المعيشة الطيبة، ويسخر لك المال الحلال، ويهيء لك المنزل المبارك ويرزقك أولاداً صالحين، ويرزقك زوجة صالحة تكون سبباً في دخولك الجنة إن شاء الله.
علاج الإحباط والاكتئاب بدعاء واحد
يؤكد علماء النفس والأطباء أن معظم الأمراض النفسية وحالات الانتحار وأمراض الاكتئاب والإحباط خصوصاً إنما تعود أسبابها لشيء واحد وهو عدم الرضا عن الواقع والظروف المحيطة وعدم الرضا عن النفس. والعلاج سهل يا أحبتي، فقد علمنا النبي الكريم دعاءً عظيماً، ألا وهو: (رضيت بالله تعالى رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيّاً) [رواه أحمد]. فمن قال هذا الدعاء ثلاثاً حين يصبح وثلاثاً حين يمسي كان حقاً على الله أن يرضيه يوم القيامة!! يا لها من كلمات قليلة ولكن نتيجتها كبيرة جداً، ألا تحب أخي القارئ أن يرضيك الله يوم القيامة؟
وربما نعجب من اكتشافات علماء النفس اليوم عندما يقولون بأن العلاج الفعال لمئات الأمراض النفسية أن تجعل المريض يحس بالرضا عن الأشياء التي تحيط به!
هذا الدعاء كنتُ أقوله مباشرة عندما أتعرض لموقف صعب فيه نوع من الإحباط، وبخاصة في بداية رحلتي مع القرآن عندما كنتُ أواجه عالماً "تقليدياً" لأستشيره في اكتشاف جديد من القرآن منَّ الله به عليَّ كما في موضوع الإعجاز الرقمي، فأجده يقول قبل أن يقرأ البحث: لماذا لا تبحث عن عمل آخر؟ فكنتُ أدعو بهذا الدعاء فأحس بحلاوة الإيمان، وأقول لابد أن يسخر الله لهذا العلم من ينشره إذا كان فيه الخير والنفع، وسبحان الله! تُفتح أبواب كثيرة أمامي لدرجة أنني أفرح كثيراً بعد أن كنتُ "محبطاً" لولا هذا الدعاء وغيره.
العلاج الوقائي لكل شر
هنالك دعاء مهم جداً وأذكر أنني منذ أن تعلمته لم أتركه أبداً، وكان هذا الدعاء سبباً في دفع الكثير من الضرر عني. هذا الدعاء هو: (بسم الله الذي لا يضرّ مع اسمه شيءٌ في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم) [رواه ابن ماجة]. وكان النبي الكريم يقول عن هذا الدعاء: من قاله ثلاثاً إذا أصبح وثلاثاً إذا أمسى لم يضره شيء!!
وقد قمتُ بتجربة بسيطة وهي أنني سألتُ مئات الناس ممن تعرضوا لمشاكل وأخطار وحوادث، وقلتُ لهم: هل قال أحدكم هذا الدعاء أي (بسم الله الذي لا يضرّ مع اسمه شيءٌ في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم) وصدِّقوني لم أجد واحداً قالها من بين هؤلاء جميعاً.
من هنا نؤكد أن هذا الدعاء مناسب جداً فلا نتركه أبداً، فإذا كان حبيب الله وهو الذي يعيش في رعاية الله وحفظه والله قد عصمه وأيده بنصره والملائكة تحفُّه والله معه في كل لحظة وعلى الرغم من ذلك كان لا يترك هذا الدعاء، فما بالنا نحن؟
العلاج بالصلاة على النبي
وهذه طريقة أخرى للعلاج أيضاً أن تصلي على النبي الكريم كلما خطر ببالك، وأن تصلي عليه بنية الشفاء، وتكرر الصلاة عليه وستجد حلاوة في قلبك لا يمكن أن يصفها إلا من ذاقها، هذه الصلاة تجعلك قريباً من النبي عليه الصلاة والسلام في الدنيا والآخرة، فهل هنالك أجمل من أن يكون الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام شفيعاً لك يوم القيامة عندما يتخلى عنك حتى أقرب الناس إليك؟ إنها كلمات بسيطة وبسيطة جداً لن تأخذ منك أكثر من ربع دقيقة! ولكن نتيجتها أن الرسول عليه الصلاة والسلام سيكون قريباً منك يوم القيامة ويشفع لك. وهو أن تقول صباحاً (10) مرات، ومساءً (10) مرات: (اللهم صلِّ على سيدنا محمد) وقد كان النبي الأعظم يقول: (من صلى عليّ حين يصبح عشراً وحين يمسي عشراً أدركته شفاعتي يوم القيامة) [رواه الطبراني].
الصلاة على النبي من أجمل أساليب العلاج، وهي أن تصلي على سيدنا محمد كل يوم صباحاً ومساءً مئة مرة، أو أكثر، وهذه الصلاة مفيدة جداً في حالات أمراض القلب والرئتين، والأمراض الداخلية بشكل عام، وكذلك أمراض القلق الخوف ولعلاج التردد، وتمنحك الإحساس بالرضا، والله تعالى أعلم.
علاج للهم والحزن والضيق
لقد كان الرسول الأعظم يدعو بالقرآن، ففي كتاب الله تعلى آيات محددة لأمراض محددة، ومن بين هذه الآيات آية عظيمة لا زال النبي الكريم يرددها كلما تعرض لأي همّ أو كرب أو ضيق، وكان يقول عنها: من قالها حين يصبح وحين يمسي سبع مرات، كفاه الله ما أهمّه من أمر الدنيا والآخرة، إنها: (حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلتُ وهو ربُّ العرش العظيم) [التوبة: 129].
فأنت عندما تدعو بهذه الآية إنما تعطي معلومة أو أمراً لدماغك أن يلجأ إلى الله فهو يكفيه، وكأن هذه الآية تذكرك بأن همومك مهما كانت عظيمة فالله أعظم (وهو ربُّ العرش العظيم) ومهما تعرضت لمشاكل ومواقف صعبة في حياتك، فإن الله يكفيك هذه الهموم فهو حسبك أي يكفيك لا حاجة لتلجأ معه إلى أي مخلوق: (حسبي الله) أي: الله يكفيني، أخي القارئ جرِّب هذا الدعاء سبع مرات صباحاً ومساءً، وانظر كيف ستتغير الأمور إن شاء الله.
علاج للمشاكل الاقتصادية
وهذا دعاء عظيم إذا حفظته وكررته باستمرار وبأي عدد تشاء فإن الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام يؤكد لك أنه: لو كان عليك مثل جبل ديناً أدّاه الله عنك!!!! والدعاء هو: (اللهم اكفِني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمَّن سواك)، فما أحوجنا لمثل هذا الدعاء وبخاصة في عصرنا هذا، حيث الغلاء وارتفاع الأسعار وقلة الأموال، إن هذا الدعاء سييسر لك الرزق الحلال وهذا أهم شيء، فما فائدة الأموال إذا كانت تجلب علينا غضب الله؟
لذلك انظروا معي كيف ركَّز النبي في دعائه أول شيء على الحلال: (اللهم اكفِني بحلالك) ثم على الغنى (وأغنني بفضلك) فكأنما يريد أن يبث لك رسالة: إذا كنتَ تأكل مالاً حراماً فأسرع وابتعد عنه والجأ إلى الله ليرزقك الرزق الحلال، فمتى أصبح رزقك حلالاً أغناك الله بعد ذلك من فضله.
العلاج بدعاء النوم
لقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كل شيء في حياتنا اليومية. وعند النوم هنالك وضعية يجب على المؤمن أن يتقيد بها، وهي أن ينام على جنبه الأيمن.
يقول الرسول الأعظم عليه الصلاة والسلام: (إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن ثم قل: اللهم أسلمت وجهي إليك وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيِّك الذي أرسلت فإن مت من ليلتك فأنت على الفطرة واجعلهن آخر ما تتكلم به) [رواه البخاري ومسلم].
في هذا الحديث عدة معجزات كشفت عنها الأبحاث العلمية حديثاً علمياً ونفسياً:
1ـ هنالك فوائد عظيمة للوضوء!
فكما نعلم عندما يأوي الإنسان إلى فراشه للنوم فإنه سيبقى عدة ساعات نائماً، وهذه الفترة مناسبة لنموّ وتكاثر مختلف أنواع الجراثيم التي علقت في جسمه خلال اليوم. لذلك فإن الوضوء يقوم بتنظيف معظم هذه الجراثيم.
إن مضمضة الفم أثناء الوضوء تخلص الفم من ملايين الجراثيم الموجودة فيه، والتي لو تركت لزاد عددها أضعافاً خلال فترة النوم. كما أن تنظيف الأنف باستنشاق الماء يخلصه من عدد كبير من الغبار والجراثيم العالقة به. كما أن غسل الوجه واليدين في عملية الوضوء يزيل معظم الغبار والجراثيم العالقة على الجسد والتي تعيق عمل خلايا الجلد وتسدّ مساماته. إذن نظافة الجسم قبل النوم ضرورية للوقاية من العديد من أمراض الفم والأنف والجلد وغيرها.
2ـ ما هي فائدة الاضطجاع أو النوم على الشق الأيمن (الجانب الأيمن للجسم)؟
إن النوم على الجنب الأيمن يخفف ضغط الرئة على القلب، فكما نعلم يقع القلب على الجانب الأيسر وإذا نام الإنسان على هذا الجانب الأيسر فإنه يسبب ضغط الرئة عليه ويعيق عمله. أما الكبد الذي يقع على الجانب الأيمن يستقر عمله عند النوم على الجنب الأيمن وتستقر عليه المعدة براحة مما يسهل عمل المعدة وهضم ما بقي فيها من الطعام.
3ـ في هذا الحديث إعجاز نفسي أيضاً!
فكما نعلم عندما يذهب الإنسان للنوم يكون محمَّلاً بأعباء نفسية طيلة يومه كل هذه الأحداث سوف تتفاعل عند نومه وقد تسبب له أحلاماً مزعجة أو عدم استقرار في النوم. لذلك جاء الهدي النبوي ليأمرنا بتفريغ الشحنات النفسية المزعجة قبل النوم من خلال الالتجاء إلى الله تعالى والاعتراف بتسليم الأمر لله تعالى.
إن هذا الدعاء مع اليقين به يخلِّص المؤمن من مختلف الاضطرابات النفسية الناتجة عن حياته اليومية. وتأمل معي قوله عليه الصلاة والسلام: (وفوضت أمري إليك)، إنه تصريح من المؤمن واعتراف بتفويض كل أمره وهمومه ومشاكله ومصاعبه إلى الله تعالى.
إن بقاء هذه الهموم النفسية قد يؤدي إلى تراكمها وتفاقمها وتحولها إلى أمراض نفسية. وهذا ما نجده عند غير المؤمنين الذي يعانون من القلق والاكتئاب ومختلف الانفعالات النفسية.
ومع هذا الدعاء لا داعي للقلق لأن الله تعالى سيتولى حلّ الصعوبات التي تعترض المؤمن، ولا داعي للاكتئاب لأن رب العالمين سبحانه سيعالج الأشياء التي لا يرضى عنها المؤمن ويجعله راضياً قانعاً بما قسم له الله من الرزق والقدر.
ولا داعي للخوف لأن الالتجاء والاحتماء بالله تعالى هو أفضل وسيلة لعلاج الخوف، فكيف يخاف المؤمن والله معه؟ إذن في هذا الحديث النبوي الشريف علاج لأمراض القلب المادية والنفسية. فهل نطبق هذا الشفاء النبوي الذي لا يستغرق سوى بضع دقائق كل ليلة؟ وهل هنالك أجمل من أن تكون حياتنا مثل حياة خير البشر عليه الصلاة والسلام؟
نتائج البحث
1- من خلال الحقائق العلمية التي رأيناها في هذا البحث نجد أن العلاج بالقرآن هو علاج يعتمد على أساس علمي، ولذلك يمكن للأطباء البدء بدراسة هذا النوع من أنواع العلاج دراسة علمية وسوف يخرجون بنتائج مبهرة.
2- لا يكفي أن نقول إن الغرب اكتشف حقائق علمية حول العلاج بالصوت أو غير ذلك من وسائل العلاج البديلة، إنما ينبغي علينا ونحن أصحاب أعظم كتاب على الإطلاق وهو القرآن، أن نقوم بالعديد من التجارب على تأثير آيات محددة من القرآن على خلايا الجسم بمختلف أنواعها، وتقديم نتائج هذه الدراسة للعالم الغربي، لتكون وسيلة لإثبات إعجاز القرآن في الشفاء، وتقديم البراهين المادية على القوة الشفائية لآيات القرآن والرقية الشرعية.
فقد أثبت علماؤنا إعجاز القرآن في علوم الفلك والبحار والجبال والأرض وغير ذلك، واليوم عليهم أن يبرهنوا على معجزة الشفاء بالقرآن، وإنني على يقين بأن التجارب التي تحقق هذا البرهان هي تجارب بسيطة وغير مكلفة، فقط تحتاج إلى من يتبنى هذه التجارب، وسوف نبهر العالم بإذن الله تعالى.
3- لا يجوز لأحد بعد هذه الحقائق أن ينكر أثر القرآن في علاج الأمراض، فالغرب الملحد يعترف بقدرة بعض الأصوات على علاج الأمراض المستعصية، وهنالك معاهد وأكاديميات تدرس هذا العلم وتوثقه وهنالك عشرات الآلاف من المعالجين بالصوت وذهب إليهم ملايين البشر. وأسلوبهم في العلاج لا يتجاوز أصوات الموسيقى أو النقر في وعاء أو دحرجة كرات زجاجية، ولا نجد من علماء الغرب من ينكر عليهم هذه الأساليب، فهل من المنطقي أن ننكر العلاج بكلام الله تعالى، وهو أعظم كلام على الإطلاق؟!!
4- يؤكد كثير من المعالجين والباحثين الغربيين أن صوت الإنسان لديه قدرة أكبر من أي صوت آخر على الشفاء، وهذا بنتيجة تجارب عملية قاموا بها، حيث أثبتوا أنه لكل صوت ملامح ومميزات تعكس نشاط الدماغ لديه، وأن لكل إنسان صوت يختلف عن الآخر، ومن هنا ندرك أهمية تحسين الصوت في الرقية، وأهمية حفظ القرآن لأن حافظ القرآن سوف يكون في صوته قدرة أكبر على الشفاء بإذن الله تعالى، وندرك أيضاً التقوى وإخلاص النية لله تعالى.
5- من خلال الحقائق السابقة يمكن أن نستنتج أنه لا يوجد صوتين متشابهين أبداً من الأصوات البشرية، فالصوت الذي نتكلم به يحمل مع اهتزازاته معلومات عن حالتنا النفسية ومعلومات عن حالة خلايا الدماغ، لذلك تجد أن للمعالج أثر في الشفاء، فقد يقوم شخصين بتلاوة الآيات ذاتها ولكنك تجد أن الشفاء يحصل بسبب أحدهما، وذلك يعود إلى أن كثرة قراءة القرآن والاستماع إليه بالإضافة إلى التقوى كلها تحدث تأثيراً على خلايا الدماغ يظهر هذا التأثير على صوت المقرئ، فتجد أن هذا الصوت محمّل باهتزازات لها القدرة أكثر على الشفاء، والله تعالى أعلم. ويؤكد الباحثون اليوم أن الصوت يوصل اهتزازات إلى الآخرين تعبر عن أنفسنا، والاهتزازات الصوتية التي نطلقها تكون متأثرة بجميع الأحداث التي مرت معنا، ولذلك فإن الصوت الذي نتكلم به يؤثر على كل ما حولنا.
6- بنتيجة هذا البحث يمكن أن نؤكد أن القرآن فيه قوة شفائية تؤثر في جميع الأمراض، وأنه يوجد لكل مرض آيات محددة يتناسب معناها مع هذا المرض، وأن الشفاء بالقرآن لا يقتصر على الأمراض النفسية، بل هنالك شفاء للأمراض الجسدية كالسرطان وغيره.
7- يؤكد الباحثون بنتيجة تجاربهم أن صوت المريض لديه قدرة كبيرة على شفائه، فيما لو استخدم الكلمات الصحيحة التي ينبغي عليه أن يرددها لفترة محددة، ومن هنا ندرك أهمية الرقية الذاتية، أي أن يرقي الإنسان نفسه، ويقرأ آيات الشفاء على نفسه فتكون النتائج مذهلة في هذه الحالة. لأن قراءة الكلمات هي نتاج عمليات معقدة يقوم بها الدماغ، فإذا ما أُضيف لها النية بالشفاء وتركيز التفكير أثناء القراءة على المريض، وتصور بأن هذا المريض يتم شفاؤه بإذن الله تعالى، فإن الترددات أو الموجات الصوتية سوف تكون أشد تأثيراً لأنها ستكون محمّلة بمعلومات إضافية.
أي أن قراءة القرآن إذا كانت بنية الشفاء، وإذا كان معها الإخلاص موجوداً والتوجه الصادق إلى الله تعالى، فإن الرقية ستكون أكثر تأثيراً، وهو ما يؤكده عدد كبير من المعالجين بالقرآن الكريم والأدعية الصحيحة.
الخاتمة
للكلمات قوة تأثير كبيرة جداً، ففي عالم الخلق نجد أن الله تعالى إذا أراد شيئاً فإنما يقول له (كُنْ) فيكون، ولذلك فقد أودع الله في كلامه قوة تأثير كبيرة تؤثر في كل شيء ومنها الأمراض فتشفيها بإذن الله تبارك وتعالى.
وفي ظل التطور الصناعي والتكنولوجي وبسبب ضغوط هذه الأشياء وبسبب السفر ومتابعة الأخبار والأصوات الضارة بالأذن مثل الأغاني ... كل ذلك يؤثر سلبياً على عمل الخلايا، ولذلك فإن تلاوة القرآن تزيل هذه التراكمات وتعيد بناء النظام البرمجي للخلية.
وبعبارة أخرى: إن الآيات القرآنية تعتبر بمثابة "فرمتة" للدماغ وإعادة تخزين البرامج الصحيحة! أي العودة إلى الفطرة التي فطر الله الناس عليها.
يقوم بعض المعالجين بالصوت في دول الغرب باستخدام أصوات الموسيقى أو الأصوات الطبيعية مثل خرير المياه أم حفيف الأشجار أو أصوات الغابة وغير ذلك، والسبب في استخدامهم لهذه الأصوات هو أنه ليس لديهم مرجع أو شيء مقدس يعتمدون عليه، لأنهم يعودون دائماً إلى الطبيعة.
ولكن الحقيقة التي يقرها جميع المعالجين بالصوت هي أن صوت الإنسان هو الصوت الأكثر قدرة على التأثير والشفاء!! ولكنهم يجهلون الكلمات التي ينبغي ترديدها حتى يحصل الشفاء، لأنهم كما قلنا يؤمنون بالطبيعة فقط.
وعلى الرغم من استخدامهم لهذه الأصوات فإنهم يحصلون على نتائج كبيرة، فكيف لو لجأنا إلى صوت القرآن الذي جعله الله شفاء ورحمة لكل من أحبّ هذا القرآن؟
لذلك ينبغي علينا أن نتنبّه إلى أهمية هذا العلم –علم العلاج بالقرآن- وأن نبدأ بوضع خطة لتوثيق هذا العلم وتبني إجراء تجارب علمية وفق مقاييس البحث العلمي، وقد يكون هذا البحث خطوة مهمة على هذا الطريق، والذي نرجو أن يكون من ثمراته نتائج عملية تعود بالخير على المسلمين، فما أحوجنا في عصر كهذا إلى التمسك بكتاب الله تعالى ليكون لنا نوراً وهدى وشفاء وقوة.



كلمة أخيرة
إخوتي وأخواتي: أساليب الشفاء لا حصر لها، وكلها وسائل هيَّأها الله لنا، ولذلك أنصح كل أخ وأخت بقراءة هذه المقالة قبل أن يصيبه المرض لأننا بحاجة إلى ثقافة الشفاء، لنكون مستعدين لمواجهة الأمراض، وتذكر بأن الثقة بالله تعالى هي نصف الشفاء إن لم نقل الشفاء كله!!
كما أنصح كل من يعاني من مرض أن يحاول قراءة أكبر عدد من سور القرآن، لأننا لا ندري أين الشفاء، فقد يكون شفاء مرض ما بقراءة سورة الرحمن مثلاً ولا ندري ذلك، وهكذا كلما قرأنا كمية أكبر من السور كلما زاد احتمال الشفاء، والله أعلم.
أقول يا أحبتي: إن الشفاء موجود بين يديك وبصوتك أنت، وما عليك إلا أن تبدأ بمشروع الاستماع إلى القرآن وتدبره وحفظه وتلاوته وذلك كل يوم لمدة ساعة أو أكثر.
ولا تنتظر حتى تمرض بل سارع إلى الشفاء بالقرآن منذ هذه اللحظة كوقاية لك من الأمراض النفسية والجسدية، وسوف تشعر بسعادة لا يمكن وصفها، لأنك عندما تكون في كل لحظة مع القرآن فهذا يعني أنك ستكون في كل لحظة مع الله تعالى!
دعــــاء
نسأل الله تعالى أن يجعل القرآن شفاء لما في صدورنا ونوراً لنا في الدنيا والآخرة ولنفرح برحمة الله وفضله أن منّ علينا بكتاب كله شفاء ورحمة وخاطبنا فقال:
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ * قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)
[يونس: 57-58].
كما نسأله أن يجعل في هذا البحث الخير والنفع والإقناع لكل من يطلع عليه، وأن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم لا نبتغي به شيئاً من هذه الدنيا إلا رضوانه تبارك وتعالى، إنه سميع قريب مجيب.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين


بعض المراجع الأجنبية
[1] Paul Glees, The Human Brain , Cambridge University Press, 1988.
[2] David J. Aidley, The Physiology of Excitable Cells , Cambridge University Press, 1988.
[3] Les Fehmi, Jim Robbins, Mastering Our Brain's Electrical Rhythm, Cerebrum, 3(3) 2001.
[4] Mike Adams, Vibrati**al Medicine, NewsTarget Network, July 14, 2004.
[5] Tomatis Alfred, The C**scious Ear, Stati** Hill Press, New York, 1991.
[6] Jenny Hans, Cymatics, Basilius Presse AG, Basel, 1974.
[7] Maman Fabien, The Role of Music in the Twenty-First Century, Tama-Do Press, California, 1997.
[8] Emoto Masaru. The Message from Water, HADO Kyoikusha. Tokyo, 1999.
[9] Keys Laurel Elizabeth, T**ing the Creative Power of the Voice, DeVorss and Co. California, 1973.
[10] Power of Sound, www.bbc.co.uk, 20 November 2003.
[11] Davis Dorinnem Sound Bodies through Sound Therapy, Kalco Publishing 2004.
[12] Internati**al Sound Healing C**ference, November 10 -14, 2006.
[13] Musicians have **** grey matter, www.bbc.co.uk, 17 June, 2002.
[14] DNA Code Breaker Tested Theory ** Jane Austen Text, www.medicalnewstoday.com, 27 Nov 2006
[15] Comm** Cancer Treatments Toxic to Healthy Brain Cells, University of Rochester, November 30, 2006.
[16] Kara Gavin, University of Michigan researchers publish new findings ** the brain's resp**se to costly mistakes, University of Michigan, April 12, 2006.
[17] Brain Scans as Lie Detectors: Ready for Court Use?, Malcolm Ritter, www.livescience.com, 29 January 2006.
[18] Sim** Heather, The Healing Power of Sound, www.positivehealth.com.
[19] Carnegie Mell**, Scientists Show How Brain Processes Sound, Carnegie Mell** University, February 23, 2006.
[20] New Research Sheds Light ** Memory By Erasing It, ScienceDaily.com, May 10, 2007.
[21] Fetal skin cells heal burns, Nature, 2004.
[22] Specifically activated memory T cell subsets from cancer patients recognize and reject xenotransplanted autologous tumors, American Society for Clinical Investigati**, 2004.
[23] Listen to your DNA, , www.bbc.co.uk, November 26, 1998.
[24] Mind-reading brain implant could give paralysed man a voice, www.dailymail.co.uk, 15th November 2007.
[25] Rollin McCraty, The Scientific Role of the Heart in Learning and Performance, Institute of HeartMath, 2003.
[26] Paul Pearsall, Gary E. Schwartz, Linda G. Russek, Organ Transplants and Cellular Memories, Nexus Magazine, April - May 2005.
[27] http://www.sciencedaily.com/releases...0103201245.htm
[28] http://www.columbia.edu/cu/news/
[29]
http://www.cnn.com/2007/HEALTH/04/04/neurotheology/
[30] http://www.medicalnewstoday.com/articles/101812.php
[31] http://www.dw-world.de/dw/article/0,...813459,00.html
[32] Music 'can aid stroke recovery', BBC.co.uk, 20 February 2008.
[32] What is the functi** of the various brainwaves?, www.sciam.com, December 22, 1997.
[33] Brain Scans Reveal Why Meditati** Works, www.livescience.com, 29 June 2007.
[34] Meditati** found to increase brain size, www.physorg.com, January 27, 2006.
[35] Areas of the brain activated during meditati**, Washingt** Post, June 17, 2001.
[36] Can Brain Scans See Depressi**?, The New York Times Company, October 18, 2005.
[37] Carringt**, Dr. Hereward, Fasting For Health And L**g Life.
[38] Salloum, T. Fasting - Patient Guidelines Textbook of Natural Medicine, Bastyr University, Seattle WA. 1987.
[39] The Sapporo Medical Journal, 1986; 55(2): 125-136
[40] Harnessing h**ey's healing power, www.bbc.co.uk, 8 June 2004.
[41] Doctors turning sweet ** healing with h**ey, www.cnn.com, March 8, 2000.
[42] Healing H**ey: The Sweet Evidence Revealed, www.sciencedaily.com, Apr. 7, 2006.
[43] The Evidence Supporting the Use of H**ey as a Wound Dressing, The Internati**al Journal of Lower Extremity Wounds.












السيرة الذاتية للمؤلف
المهندس عبد الدائم الكحيل هو باحث إسلامي متخصص في الدراسات القرآنية، وهو مكتشف المنظومة السباعية في القرآن الكريم. وهو من مواليد مدينة حمص بسورية عام 1966 متزوج ولديه ولدان فراس وعلاء.
المؤهل العلمي:
بكالوريوس في الهندسة الميكانيكية - دبلوم في هندسة ميكانيك السوائل - دبلوم في التأهيل التربوي من جامعة دمشق.
اللغات:
يجيد اللغة العربية واللغة الانكليزية.
النشاط الفكري:
- يحفظ القرآن الكريم، ولديه طريقة إبداعية في تحفيظ القرآن، كذلك لديه عدد من الدراسات الخاصة في علم النفس، والطب النبوي، والتفسير والبلاغة.
- شارك في العديد من الندوات والمؤتمرات العالمية، منها المؤتمر العالمي الثامن للإعجاز العلمي في الكويت عام 2006.
- شارك في الندوة الدولية للإعجاز العددي بدبي في مارس 2007، والتي أقامتها جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم.
- شارك في الندوة الوطنية الثانية للإعجاز العلمي بالمغرب في أبريل 2007 .
- شارك في سلسلة ندوات نظمتها الهيئة المغربية للإعجاز العلمي بمدن المغرب في أكتوبر 2007.
- صدر له كتاب إشراقات الرقم سبعة في القرآن الكريم، وتتجلى أهمية هذا الكتاب باعتباره أول كتاب في الإعجاز العددي تصدره هيئة علمية محكمة هي جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، بعد عرض الكتاب على لجان متعددة متخصصة في علوم اللغة والشريعة والرياضيات، وقد وُزِّعت 5000 نسخة من هذا الكتاب على العلماء في العالمين العربي والإسلامي وتلقت جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم عدداً كبيراً من بطاقات الثناء والترحيب بهذا الكشف القرآني الجديد.
- لديه عدد كبير من الأبحاث والاكتشافات العلمية في مجالي القرآن والسنة.
- لديه عدد كبير من الحوارات الصحفية والمقالات والأبحاث العلمية منشورة على العديد من الصحف والمجلات العربية.
- عدد من أبحاثه في الإعجاز العلمي منشور على مجلة الإعجاز التي تصدرها الهيئة العالمية للإعجاز العلمي التابعة لرابطة العالم الإسلامي.
الأهداف:
يهدف الباحث عبد الدائم الكحيل من خلال دراساته العلمية إلى الدعوة إلى الله تعالى بأسلوب الحوار العلمي بعيداً عن التعصب، وبلغة العلم والاكتشافات العلمية. ويهدف كذلك إلى تقديم البراهين المادية العلمية على أن القرآن لا يتناقض مع الحقائق العلمية اليقينية، وإظهار الصورة الصحيحة للإسلام.
الأعمال المنشورة:
لديه العديد من الكتب في مجال الدراسات القرآنية منها:
1- روائع الإعجاز العلمي في القرآن الكريم.
2- الله يتجلى في آياته.
3- أسرار الكون بين العلم والقرآن.
4- معجزة السبع المثاني.
5- أسرار (الم) في القرآن الكريم.
6- حقائق تكشف أسرار القصة القرآنية.
7- معجزة القرن الحادي والعشرين.
8- معجزة (قل هو الله أحد).
9- معجزة القرآن في عصر المعلوماتية.
10- معجزة (بسم الله الرحمن الرحيم).
12- البرق: بين العلم والإيمان.
13- آفاق الإعجاز الرقمي في القرآن.
14- سلسلة الإعجاز العلمي في القرآن والسنّة.
15- سلسلة "معجزة الرقم سبعة في القرآن الكريم".
16- أسرار إعجاز القرآن: 70 حقيقة تشهد على صدق القرآن.
17- إشراقات الرقم سبعة في القرآن الكريم.
18- الإعجاز القَصَصي في القرآن الكريم.
19- طريقة إبداعية في حفظ القرآن الكريم.
20- من روائع الإعجاز الرقمي في القرآن الكريم.
ـــــــــــــــــــ
للمراسلة والتواصل مع المؤلف:
المهندس عبد الدائم الكحيل – سورية - حمص
رقم الجوال: 00963955652879
البريد الإلكتروني: abduldaem@gmail.com


لمزيد من الأبحاث والمقالات والكتب المجانية في مختلف وجوه الإعجاز في القرآن والسنة نرجو زيارة الموقع الإلكتروني للمؤلف:
www.kaheel7.com

نرجو المساهمة في إرسال هذا الكتاب لأصدقائكم وأحبتكم في الله



رد مع اقتباس
  #22  
قديم 01-27-2011, 02:41 PM
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
الدولة: مصر
المشاركات: 77
معدل تقييم المستوى: 14
mohamed kraam is on a distinguished road
افتراضي

Thanks


رد مع اقتباس
  #23  
قديم 02-16-2011, 09:16 AM
عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
الدولة: egypt
المشاركات: 67
معدل تقييم المستوى: 14
hamada_11 is on a distinguished road
افتراضي

thank uuuuuu


رد مع اقتباس
  #24  
قديم 02-17-2011, 11:30 AM
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
الدولة: السعودية
المشاركات: 5
معدل تقييم المستوى: 0
ابو فالح is on a distinguished road
افتراضي

مشكور


رد مع اقتباس
  #25  
قديم 03-27-2011, 03:41 PM
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Mar 2011
الدولة: القاهره
المشاركات: 3
معدل تقييم المستوى: 0
محمد صبحى السيد سالم is on a distinguished road
افتراضي

بارك الله فيك


رد مع اقتباس
  #26  
قديم 04-16-2011, 08:25 AM
عضو متألق
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: egypt
المشاركات: 346
معدل تقييم المستوى: 14
mustafa alamine is on a distinguished road
افتراضي

جزاكم الله خيرا



رد مع اقتباس
  #27  
قديم 06-18-2011, 09:55 PM
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: العراق
المشاركات: 97
معدل تقييم المستوى: 14
ماجد العلي is on a distinguished road
افتراضي

الحمد لله والشكر له ولصاحب هذا المجهود


رد مع اقتباس
  #28  
قديم 06-29-2011, 09:27 AM
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Jun 2011
الدولة: egypt
المشاركات: 24
معدل تقييم المستوى: 0
moustafa refaey is on a distinguished road
افتراضي

thanks


رد مع اقتباس
  #29  
قديم 06-29-2011, 04:19 PM
عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: Jun 2011
الدولة: الاردن
المشاركات: 60
معدل تقييم المستوى: 13
ماكولي is on a distinguished road
افتراضي

غغغغغغغغغغغغغغغغغغغ


رد مع اقتباس
  #30  
قديم 07-31-2011, 12:51 PM
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
الدولة: مصر
المشاركات: 97
معدل تقييم المستوى: 14
محمود خليل is on a distinguished road
افتراضي

يعطيك العافيه



رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
engineering), high, voltage

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع الأقسام الرئيسية مشاركات المشاركة الاخيرة
High Voltage Engineering book qjjiijiqjiij قسم هندسة الجهد العالى 37 11-23-2013 09:41 AM
High Voltage Engineering qjjiijiqjiij قسم خطوط النقل والتوزيع:: الكابلات الارضيةوالخط 0 02-13-2013 06:59 PM
High voltage engineering qjjiijiqjiij قسم هندسة الجهد العالى 20 09-11-2011 02:37 AM
High.Voltage.Engineering Fundamentals qjjiijiqjiij قسم هندسة الجهد العالى 9 08-06-2011 03:05 AM


الساعة الآن »01:31 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.7.5
.Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
3y vBSmart
F.T.G.Y 3.0 BY: D-sAb.NeT © 2011