لنتعلم من سيد البشرية أداب النصيحة كان صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن ينصح أحد الحاضرين يقول: ما بال أقوام يفعلون كذا، ما بال أحدكم يفعل كذا. وقيل: النصح ثقيل فلا تجعلوه جبلا، ولا ترسلوه جدلا، والحقائق مرة فاستعينوا عليها بخفة البيان. وما أجمل قول الإمام الشافعي: تَغَمَّدَني بنُصْحِــكَ فــي انفـــِرادِي وجَنِّبْنِــي النصيحــةَ فِــي الجَمَاعةْ فـإنَّ النُّصْــحَ بَيـْـن النــاسِ نـــوعٌ مــن التـَّوْبيخ لا أَرْضَى اســتِمَـاعَه يُحكى أن الحسن والحسين مرَّا على شيخ يتوضأ ولا يحسن الوضوء. فاتفقا على أن ينصحا الرجل ويعلماه كيف يتوضأ، ووقفا بجواره، وقالا له: يا عم، انظر أَيُّنا حسن وضوءًا. ثم توضأ كل منهما فإذا بالرجل يرى أنهما يحسنان الوضوء، فعلم أنه هو الذي لا يحسنه، فشكرهما على ما قدماه له من نُصح دون تجريح.