هذه الرسالة تفيد أنك غير مسجل .

و يسعدنا كثيرا انضمامك لنا ...

للتسجيل اضغط هـنـا

 
منتدى الهندسة الكهربية



الإهداءات

العودة   منتدى الهندسة الكهربية > الأقسام العامه > استراحة المهندسين

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-24-2011, 07:48 PM
الصورة الرمزية م / على مدكور
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
الدولة: مصر
المشاركات: 796
معدل تقييم المستوى: 14
م / على مدكور is on a distinguished road
افتراضي الكذب والنميمة .. والغش والخداع ..

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا وحبيبنا محمد
وعلى آله وصحبه ومن والاه إلى يوم الدين ..

وجدت ان الكثير يكتب عن الكذب والنميمة .. والغش والخداع ..

ونسينا أن الأساس في ذلك هو ظاهرة عقدية .. أثرت على مسيرة الأمة في عقيدتها ..
وأثرت على المجتمع في سلوكياته التي ينبغي أن تكون على المنهج القويم ..

منهج الوضوح والبيان .. منهج الصدق والوفاء .. منهج الإخلاص والصفاء ..

ذكر الله النفاق في القرآن في عدة مواضع .. في سورة البقرة

(وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ{8}
يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ{9}
فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ{10}


إذن فإحدى صفات المنافق ..
الكذب ..

وفي سورة آل عمران

(الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِن كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِّنَ اللّهِ قَالُواْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ
وَإِن كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُواْ أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُم مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ
فَاللّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً{141}
إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً{142}
مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَـؤُلاء وَلاَ إِلَى هَـؤُلاء وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً{143}


والخداع ..


ومن أهمية هذه الآفة فقد أفردها الله تعالى في محكم التنزيل بسورة ..
هي سورة المنافقين وبدأها بقوله عز من قائل عليما..
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

(إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ{1}
اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ{2}
ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ{3}

وهم يْـدَّعُون الإسلام والإلتزام به ولكنهم يتخلقون بأخلاق تخالفه وتضر بالإسلام وأهله
كما بين سبحانه في هذه الآيات وغيرها .


وغيرها من الصفات ..أعاذنا الله منها.

والنفاق نوعان : اعتقادي وعملي

وما ذكر عن المنافقين في سورة البقرة وسورة آل عمران فهو من النفاق العقدي ..

وهم بذلك أكفر من اليهود والنصارى وعباد الأوثان لعظم خطرهم وخفاء أمرهم على كثير من الناس ، وقد أخبر الله عنهم سبحانه أنهم يوم القيامة في الدرك الأسفل من النار .


ومآلهم ومصيرهم :

{إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً }النساء145

وأما النفاق العملي
فهو التخلق ببعض أخلاقهم الظاهرة مع الإيمان بالله وبرسوله والإيمان باليوم الآخر
كالكذب والخيانة والتكاسل عن الصلاة في الجماعة .

فقد ثبت في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :


"آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان "



وقوله صلى الله عليه وسلم :
" أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا "

******

فالواجب علينا التنبه إلى هذه الصفات والبعد عنها
كما علينا التنبه للمنافقين .. فخطرهم وضررهم كبير ..
خاصة الذين تنطبق عليهم صفات النفاق العقدي ..

وهذا كتاب للشيخ عبدالرحمن الدوسري لمن أراد الإستزادة ..

اللهم إني أعوذ بك من الشك والشرك والشقاق والنفاق ..

اللهم عليك بالمنافقين .. وأحبط خططهم ..
وزلزلهم كما زلزلت الأحزاب من قبلهم.

والله من وراء القصد ..
وآخردعوانا أن الحمد لله رب العالمين.



وهذا بحث عن المنافقين
**********


حقيقة النفاق
وأنواعه

في ضوء الكتاب والسنة
وفهم سلف الأمة
إعداد :
علي رمضان أبو العز
*****************

الفصل الأول

معنى النفاق في اللغة والشرع

قال شيخ الإسلام ابن تيميه رحمة الله تعالي :لفظ النفاق قد قيل ، أنه لم تكن العرب تكلمت به ولكنه مأخوذ من كلامهم فإن نفق يشبه خرج
ومنه نفقت الدابة: إذا ماتت -خرجت منها الروح- ، ومنه نافقا واليربوع (حيوان صحراوي يقوم بكتم احد جحريه ويظهر غيره ) ، والنفق في الأرض
قال تعالى: (وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاء فَتَأْتِيَهُم بِآيَةٍ وَلَوْ شَاء اللهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ)[1] ،
فالمنافق هو الذي خرج من الإيمان باطنا بعد دخوله فيه ظاهراً، وقيد النفاق بأنه نفاق من الإيمان،
ومن الناس من يسمي من خرج عن طاعة الملك نافقا عليه، لكن النفاق الذي في القرآن هو النفاق على الرسول صلى الله عليه وسلم،
فخطاب الله ورسوله للناس بهذه الأسماء كخطاب الناس بغيرها وهو خطاب مقيد خاص لا مطلق يحتمل أنواعاًً[2].
انتهى كلامه رحمه الله.
والنفق كما هو معلوم في عصرنا الحاضر هو سرب في الارض او الجبل له مدخل ومخرج،
والإسلام هو الطريق الذي يسلكه من أسلم وإذا استمر فيه على شرع ومنهاج الله عز وجل ، فإنه يؤدي به إلى الإيمان ، ثم إلي الإحسان ، ثم إلي لقاء الله عز وجل في الجنة ،
وهناك من يدخل الإسلام بالشهادتين، وقد يصلي، ويزكي، ويحج بيت الله الحرام ،ويصوم شهر رمضان،
ولكنه يخرج من الإسلام عن طريق شُعب الكفر المعروفة في القرآن والسنة النبوية الشريفة
ومنها: كفر الشك ،أو كفر الجحود، أو كفر الاستكبار، أو كفر الاستهزاء... إلى آخره،
والصنف الأغلب والذي نحن بصدده هو كفر الشك في أحد أركان الإيمان الست وما يتعلق بها
وهي: الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره وهذه حالة النفاق التي وردت بشأنها أغلب الآيات القرآنية التي تحدثت عن النفاق،
وأما النفاق الذي سببه التظاهر بالدخول في الإسلام خوفا من القتل أو السبي أو طمعا في مغانم المسلمين فقد وردت بشأنه آيات قليلة بالنظر إلى آيات النفاق
كلها وسنستعرضها بالتفصيل في الفصول اللاحقة بإذن الله تعالى والله الموفق.

الفصل الثاني

نفاق الخوف من القتل أو السبي
وهذا النوع من النفاق يختص بمعظم المنافقين الذين كانوا يقيمون خارج المدينة فمنهم من أسلم في مكة ولم يهاجر إلى المدينة مع المقدرة على ذلك،
ومنهم من أسلم من الأعراب حول المدينة وخارجها وهم الذين أظهروا الإسلام عند لقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وإذا رجعوا إلى قبائلهم عادوا الى الكفر،
وإنما أظهروه أمام المسلمين خوفا من القتل أو السبي وهؤلاء ،
وأولئك نزل فيهم قول الحق تبارك وتعالى:
(فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللهُ أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُواْ أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُواْ مَنْ أَضَلَّ اللهُ وَمَن يُضْلِلِ اللهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً.
وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاء فَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ أَوْلِيَاء حَتَّىَ يُهَاجِرُواْ فِي سَبِيلِ اللهِ
فَإِن تَوَلَّوْاْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدتَّمُوهُمْ وَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا.
إِلاَّ الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَىَ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ أَوْ جَآءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَن يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُواْ قَوْمَهُمْ
وَلَوْ شَاء اللهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْاْ إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً)[3]،

تتحدث الآيات السالفة عن المنافقين خارج المدينة وتنهي المؤمنين عن موالاتهم، أو مصادقتهم حتى يحققوا إيمانهم المزعوم بالهجرة، والجهاد في سبيل الله ،
وإذا أعرضوا عن ذلك فقد أمر الله عز وجل المؤمنين أن يأخذوهم ويقتلوهم حيث وجدوهم،
ولا يستنصروهم ،ولايستعينوا بهم حتى ولو بذلوا للمؤمنين الولاية والنصرة
ويستثنى من هؤلاء المنافقون الذين يلجأون إلى قوم عاهدوا المسلمين فدخلوا بينهم بالحلف،
فحكمهم حكم أولئك في حقن دمائهم، كما يستثنى أيضا من القتل المنافقون الذين ضاقت صدورهم من قتال المسلمين وقتال قومهم من الكفار والمشركين،
فهم قوم ليسوا مع المؤمنين ولا عليهم، ومن لطف الله عز وجل بالمؤمنين أن كف أذاهم عن المسلمين،
فإن لم يتعرضوا لقتال، وانقادوا أو استسلموا للمسلمين فليس للمسلمين أن يقاتلوهم ما سالموهم،
وهذه الآيات ، قال في تفسيرها أبو السعود:
هم قوم من أسد وغطفان كانوا إذا أتوا المدينة أسلموا وعاهدوا ليأمنوا من المسلمين فإذا رجعوا إلى قومهم كفروا أو نكثوا عهودهم ليأمنوا قومهم[4].

وأمثال هؤلاء إذا خرقوا عهدهم للمسلمين ولم يكفوا أيديهم عن قتالهم فان الله عز وجل أباح للمسلمين قتلهم لقيام الحجة الواضحة على غدرهم وخيانتهم.

وهذا النوع من المنافقين هو نوع مؤقت مثله كمثل نفاق الدخول في الإسلام للمنفعة وللكسب المادي،
وخاصة بعد قيام دولة الإسلام ،وانتشار الدين فلا إكراه في دخوله لمن لم يدخله حقاً ،
وقد قال شيخ الإسلام ابن تيميه عن هذا الصنف أن هؤلاء قد يحسن إسلام أحدهم فيصير من المؤمنين كأكثر الطلقاء
[الذين أسلموا عند فتح مكة]، وقد يبقى من فساق الملة ومنهم من يصير منافقاً مرتابا،ً[5]
أي يتحول إلى نفاق الشك والارتياب وهذا النوع الأغلب من النفاق وموضوع هذا البحث والله من وراء القصد.


1 الأنعام 35.
2 كتاب الإيمان لابن تيميه.
1 النساء ( 88- 90).
1 مختصر تفسير إبن كثير 1/ 422.
1 كتاب الإيمان.


الفصل الثالث



نفاق الريبة والشك في القرآن الكريم

يمثل هذا النوع من النفاق أكثر المنافقين الذين ورد بشأنهم أغلبية الآيات القرآنية الخاصة بالنفاق،
وكذلك الأحاديث الصحيحة المروية عن النبي صلى الله عليه وسلم ،
والآثار الموقوفة على الصحابة والتابعين، وسبب استثناء هذه الفئة بهذا القدر الكبير في الشريعة الإسلامية ،
أنها هي الفئة المستمر وجودها إلى يوم الدين، والتي أشرنا في الفصل السابق الى أن الأنواع الأخرى من النفاق يتحول إما إليها،
أو إلى الإيمان، أو إلى الفسوق بمرور الزمن، وهذا الصنف هو الذي وردت فيه أول آيات النفاق في القرآن الكريم في سورة البقرة
حيث يقول عز من قائل: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ.
يُخَادِعُونَ اللهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ. فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ.
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ. أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ.
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَـكِن لاَّ يَعْلَمُونَ.
وَإِذَا لَقُواْ الَّذِين آمَنُواْ قَالُواْآمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ الى شياطينهمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ.
اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ, أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرُوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ.
مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ.
صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ . أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاء فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصْابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ واللهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ.
يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاء لَهُم مَّشَوْاْ فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُواْ وَلَوْ شَاء اللهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)[1]،

ثلاث عشرة آية نزلت في منافقي الريبة والشك وقد نزل قبلها أربع آيات في المؤمنين وآيتان في الكافرين،
وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على التنبيه إلى عظيم خطر وضرر المنافقين,
كما يدل ذلك أيضاً على أن هذا القدر من الآيات لم ينزل في فئة محددة انتهت بانتهاء عصر النبوة،
وإنما في فئة يمتد وجودها إلى قيام الساعة وفيما يلي تفسير الكلمات التي تظهر وتبين منافقي الريبة والشك.

1- العمه الوارد في كلمة يعمهون تعني التحير والتردد في الشيء قال الفخر: العمى عام في البصر والرأي والعمه في الرأي خاصة وهو التردد والتحير، لا يدري أين يتوجه[2].

2- قال البيضاوي رحمه الله في تفسير الآيات السالفة: هذا هو القسم الثالث المذبذب بين القسمين
وهم الذين آمنوا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم وهم أخبث الكفرة، وأبغضهم إلى الله ولذلك أطال في بيان خبثهم وجهلهم واستهزائهم[3].

وفي الآيات السالفة بيان لجهل المنافقين، فظنهم أن مجرد نطقهم بالشهادتين وادعاء اليقين بالله واليوم الآخر،
سيُكتب لهم النجاة كامتحانات الدنيا التي لا يشترط فيها التصديق والإيمان بالإجابة الصحيحة لأسئلة الامتحان،
فهم يعتقدون بجهلهم أنهم يخدعون الله بذلك وما علموا أن الله عز وجل لا يخدع لأنه لا تخفى عليه خافية،
وفي قوله تبارك وتعالى (وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون)
أي لا يحسون بذلك، ولا يفطنون إليه لتماديهم في غفلتهم، ويُستفاد من ذلك أن عدم الشعور بالنفاق لا يعذر صاحبه عند الله عز وجل ،
وفي قوله تعالى: (فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللهُ مَرَضاً) ، أي في قلوبهم شك ورجس فزادهم الله رجسا فوق رجسهم وضلالا فوق ضلالهم،
قال ابن أسلم هذا مرض في دينهم وليس مرض في الجسد وهو الشك الذي اضلهم في الإسلام فزادهم رجسا وشكا [4].

وفي قوله تعالى: (يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاء لَهُم مَّشَوْاْ فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُواْ وَلَوْ شَاء اللهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
قال الفخر الرازي والتشبيه في الآيات في غاية الصحة لأنهم بإيمانهم أولا اكتسبوا نورا،
ثم بنفاقهم أبطلوا ذلك النور وأطفأوه، ووقعوا في حيرة عظيمة لأنه لا حيرة أعظم من حيرة الدين لخسران انفسهم أبد الآبدين [5].

والمتدبر لقول الله عز وجل : (ومن الناس من يقول آمنا بالله واليوم الآخر وما هم بمؤمنين) ،
يتبين له أن الشك الحادث للمنافقين إنما هو حادث في وقوع يوم البعثوالحساب ،
فإنهم يقرون بوجود الله عز وجل، حالهم في ذلك الكفاروالمشركين الذين قال الله عز وجل فيهم (وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالآرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ)[6].

فالمنافقون يعتقدون وجود الله عز وجل، ويشكون في يوم القيامة، وشكهم ذلك بمثابة النفاق الاعتقادي المؤدي الى الكفر بالله عز وجل ،
ولذا كان اليقين باليوم الآخر، والاستعداد له هو الفيصل بين المؤمنين والمنافقين، كما سنفصل فيما بعد إن شاء الله.

وفي سورة آل عمران يقول الله عز وجل: (وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ. وَلْيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُواْ وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ قَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللهِ أَوِ ادْفَعُواْ
قَالُواْ لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لاَّتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ)[7].
وما زلنا في سياق آيات القرآن الكريم التي تؤكد نوع النفاق القائم على الريبة والشك وتتحدث الآيات سالفة الذكر عن المنافقين
الذين دُعوا الى القتال مع المسلمين في غزوة أحد وما أصاب المسلمين فيها بقضاء الله
وقدره ليتميز المؤمنون من المنافقين كعبد الله بن أبي بن سلول وأصحابه الذين تخاذلوا في يوم أحد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
ورجعوا، وكانوا نحواً من ثلاثمائة رجل ، فقال لهم المؤمنون: تعالوا قاتلوا المشركين معنا ،
أو ادفعوا بتكثيركم سوادنا ، فقال لهم المنافقون لو نعلم قتالا لاتبعناكم ولكن لا نظن أن يكون هناك قتال،
وهذا يرجع إلي شكهم في أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وريبهم في أمر الآخرة،
ولذا قال الله عز وجل بعدها مباشرة "هم للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان " أي بقولهم هذا صاروا أقرب إلى الكفر منهم إلى الإيمان.
وفي سورة النساء يقول الله عز وجل: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى
يُراءُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللهَ إِلاَّ قَلِيلاً .مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَـؤُلاء وَلاَ إِلَى هَـؤُلاءِ وَمَن يُضْلِلِ اللهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً)[8].

تؤكد الآيات سالفة الذكر حال منافقى الريبة والشك المتذبذب،وأن أعمالهم يشوبها التردد وعدم الإتقان، ولذا قال الله عز وجل (وإذا قاموا للصلاة قاموا كسالى)،
أي يصلون وهم متثاقلون متكاسلون، ولم يأت بمعنى أنهم يتظاهرون بأداء الصلاة ، فيدل ذلك على أنهم يصلون فعلا، ولكن لشكهم في الثواب والعقاب،
فإنهم يؤدونها بتردد وتكاسل ، كما أنهم يذكرون الله ولكن قليلا للسبب نفسه،
ثم جاء قوله تعالى: (مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا)،
أي لا ينتسبون إلى المؤمنين ولا إلى الكافرين نتيجة لشكهم في الإيمان بالله واليوم الآخر.

وفي سورة التوبة يقول الله عز وجل: (لاَ يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أَن يُجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ.
إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ)[9].

وتؤكد الآيات نفاق الريبة والشك في منافقى المدينة، ومعناها إنما يستأذنك يا محمد في عدم الخروج معك الى غزوة تبوك المنافقون
الذين لم يثبت الإيمان في قلوبهم وشكّوا في ثواب الله فهم يترددون حيارى لا يدرون ما يصنعون [10].



1 البقرة 8- 20.


1 التفسير الكبير للفخر الرازي.


2 تفسير البيضاوي 1/11.


1 مختصر تفسير ابن كثير.


2 صفوة التفاسير.


1 العنكبوت 61.


2 آل عمران 166- 167.


1 النساء 142- 143.


1 التوبة 44- 45.


2 صفوة التفاسير.
الفصل الرابع


نفاق الريبة والشك في السنة النبوية


إن اليقين بثوابت الإيمان والعمل بموجبه هو الفيصل بين المؤمنين والمنافقين بل هو الفيصل بين الإيمان والكفر مصداقا لقول الله عز وجل :
(قُل لا يَعْلَمُ مَن فِي السَّماَوَاتِ وَالأرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ. بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّنْهَا بَلْ هُم مِّنْهَا عَمِونَ)[1]،

قال ابن كثير رحمه الله: هم شاكون في وقوعها ووجودها.
وقال عز من قائل :
(وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لا رَيْبَ فِيهَا قُلْتُم مَّا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِن نَّظُنُّ إِلا ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ
وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون)[2].

ولما كانت السنة النبوية الشريفة قد جاءت مؤكدة ومفصلة لآيات الله عز وجل فإننا سنورد من الأحاديث الصحيحة المروية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما يؤكد ذلك ويرسخه في أذهاننا،
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ثلاثةً لا تسأل عنهم رجل ينازع الله إزاره ، وإزاره العز،ورجل في شك من أمر الله والقنوط من رحمة الله [3].

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما من نفس تموت وهي تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله
يرجع ذلك إلى قلب موقن إلا غفر الله له [4].

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: مثل المنافق كمثل الشاه العائرة بين الغنمين تعير إلى هذه مرة وإلى هذه مرة لا تدري أيهما تتبع [5].

وهذه الأحاديث توضح بجلاء أن المنافق ليس بالضرورة أن يكون كافرا في الاصل ويتظاهر بالإسلام،
بل إنه قد دخل الإسلام حقا ،ثم توقف عند الريبة والشك في أحد ثوابته فكان ذلك هو كفره (كفر الشك)
فهو غير متيقن أي الفريقين على الحق.

قال النبي صلي الله عليه وسلم: ما من شيء لم أكن أريته إلا رأيته في مقامي هذا حتى الجنة والنار،

ولقد أوحي أنكم تفتنون في قبوركم مثل أو قريباً من فتنة المسيح الدجال يؤتى أحدكم فيقالله ما علمك بهذا الرجل , فأما المؤمن أو الموقن فيقول هو محمد رسول الله ,
جاءنا بالبينات والهدي فأجبنا وأمنا وأتبعنا هو محمد (ثلاثاً) فيُقال له نم صالحاً،
قد علمنا أن كنت لموقناً به، وأما المنافق أو المرتاب ،فيقول لا أدري سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته[6]،

وفي حديث أخر بنفس بالمعني ، وفيه زيادة: يقال للرجل الصالح في قبره فيم كنت؟ فيقول كنت في الإسلام، فيقال له من هذا الرجل؟
فيقول محمد رسول الله جاءنا بالبينات من عند الله، فصدقناه،
فيقال له :هل رأيت الله ؟ فيقول ما ينبغي لأحد أن يرى الله ،
فيفرج له فرجة قبل النار، فينظر إليها يحطم بعضها بعضا،
فيقال له أنظر إلى ما وقاك الله تعالى ثم يفرج له فرجة قبل الجنة
فينظر إلي زهرتها وما فيها فيقال له هذا مقعدك ويقال له علي
اليقين كنت، وعليه مت، وعليه تُبعث إن شاء الله

ويجلس الرجل السوء في قبره فزعاً مشعوفاً
فيقال له: فيم كنت فيقول لا أدري فيقال له: ما هذا الرجل؟ فيقول سمعت الناس يقولون قولاً فقلته
فيفرج له فرجة قبل الجنة فينظر إلى زهرتها وما فيها فيقال له:
أنظر إلى ما صرف الله عنك ثم يفرج له فرجة إلى النار فينظر إليها يحطم بعضها بعضاً
فيقال: هذا مقعدك, على الشك كنت،وعليه مت وعليه تبعث إن شاء الله، ثم يعذب [7].

ومن هذه الأحاديث، وغيرها يتضح أهميه اليقين بالآخرة وما بها من حساب وعقاب، وجنة، ونار، وأن ذلك هو الفيصل بين المؤمن والمنافق.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا أخبركم بصلاة المنافق ؟ ان يؤخر العصر حتى اذا كانت الشمس كثرب البقرة -
أي على وشك الغروب - صلاها1
ويفيد هذا الحديث أن المنافق يصلي ولكن صلاته ينقصها الإتقان والأداء في وقتها مع الجماعة
فهي إذن صلاة دون اليقين بجدواها نتيجة لشكه وارتيابه في ثوابت الإيمان.

والاستمرار على ذلك الشك حتى الموت يحول بين صاحبه وبين النطق بكلمة التوحيد عند الوفاة مصداقاً
لقول الله عز وجل : (وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِم مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُّرِيبٍ).2



الفصل الخامس


النفاق مستمر إلى يوم القيامة


يعتقد الكثير من الناس أن النفاق قد زال بزوال عهد النبوة وهؤلاء الذين يفهمون النفاق على أنه الدخول في الإسلام خوفاً من السبي أو القتل أوطمعا في غنائم المسلمين،
ولأن الناس في عصرنا الحاضر لا يرون جهادا، أو غزوا في سبيل الله،
فإن النفاق الذي يفهمونه قد انتهي إلى يوم القيامة،
وغاب عن أذهان هؤلاء أن الشك والريبة هما سببا النفاق المستمر إلى يوم القيامة،

وهانحن نرى في عصرنا الحاضر ما يدل على ذلك من خلال المظاهر التالية:-

1- الاستهزاء والسخرية من اليوم الآخر.

2- الإهمال الشديد في أداء أركان الإسلام مثل الصلاة والزكاة والحج.

3- عدم الاهتمام بأمور الآخرة وتحري الحلال من الحرام.

4- عدم الاستعداد للرحيل من الدنيا، والاغترار بطول البقاء فيها.

5- عدم الاهتمام بعلوم الدين والعقيدة، والاكتفاء بما يدرس من مناهج التعليم.

والدليل على استمرار النفاق إلى يوم القيامة هو ما ورد من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن علامات الساعة والفتن التي ستقع قرب يوم القيامة

ومنها قوله: فتنة الأحلاس هرب وحرب ، ثم فتنة السراء دخنها من تحت قدم رجل من أهل بيتي يزعم أنه مني ،
وليس مني وإنما أوليائي المتقون، ثم يصطلح الناس على رجل كورك على ضلع ،
ثم فتنة الدهماء لا تدع أحداً من هذه الأمة إلا لطمته لطمة ،

فإذا قيل انقضت تمادت ، ويصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافراً
حتى يصير الناس إلى فسطاطين فسطاط إيمان لا نفاق فيه ،

وفسطاط نفاق لا إيمان فيه حتى إذا كان ذلكم فانتظروا الدجال من يومه أو غده)[8].

ويقول شيخ الإسلام ابن تيميه مؤكداً استمرار النفاق: النفاق أنواع وشُعب كثيرة
وليس نوعا واحد كما أن كثيراً من المتأخرين يغفلون عنها،
وبهذا يظهر الجواب عن شبهات كثيرة تورد في هذا المقام ، فإن كثيراً من المتأخرين
ما بقى في المظهرين للإسلام عندهم إلا عدل وفاسق، وأعرضوا عن حكم المنافقين -
ظنا منهم أن عهد النفاق قد انتهي، ومضى زمنه- ،
والمنافقون ما زالوا، ولا يزالون إلى يوم القيامة، والنفاق شُعب كثيرة وقد كان الصحابة يخافون النفاق على أنفسهم[9].

وصدق القائل :

مازال فينا ألوف من بني سبأ *** يؤذون أهل التقى بغيا وعدوانا

مازال لابن سلول شيعة كثروا *** أضحى النفاق لهم سمتا وعنوانا









1 النمل 65- 66.

2 الجاثية 32- 33.


1 رواه أحمد وابن حبان وصححه الألباني.

2 رواه أحمد وإبن حبان وحسنه الألباني.

3 رواه مسلم وأحمد وصححه الألباني.

1 متفق عليه

1رواه الدارقطني والحاكم وصححه الالباني.

2 سبأ54

1 رواه أحمد وابو داود وصححه الألباني.

2 كتاب الإيمان لأبن تيميه.


Google+

شارك إعجابك بالموضوع --» 

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
الكذب, والنميمة, والخداع, والغش


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


الساعة الآن »06:14 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.7.5
.Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
3y vBSmart
F.T.G.Y 3.0 BY: D-sAb.NeT © 2011